أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي أمس السبت، أن النظام العالمي الحالي في حالة تغير وسوف يسود نظام جديد، على حين شدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على إخفاق العدو في تكرار تجربته في ليبيا وسورية داخل إيران، في حين أكدت طهران أن الولايات المتحدة الأميركية وخلافاً لكل ادعاءاتها، تحاول فرض رأيها بالقوة بدلاً من الالتزام بالتعهدات في الملف النووي الإيراني، وأنّها تلقت تأكيدات من مسؤولين أميركيين أن موقف الرئيس جو بايدن لا يُمثل الموقف الرسمي.
ونقلت وكالة «تسنيم» عن الخامنئي قوله عبر حسابه باللغة العربية على موقع «تويتر»: إن هناك ثلاثة خطوط عريضة في هذا النظام (العالمي) الجديد وهي انزواء أميركا، وانتقال القوة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية من الغرب إلى آسيا، وانتشار فكر المقاومة وتوسع جبهتها مقابل الغطرسة.
وأضاف الخامنئي: على الرغم من أن لدى أميركا قواعد عسكرية عديدة في مناطق كثيرة من ضمنها منطقتنا، إلا أن هذا الوضع سوف يتغير وسوف تنكفئ أيديها وأرجلها من كل أنحاء العالم في النظام الجديد، مشيراً إلى أن القوى الغربية تفقد اليوم الاقتدار السياسي والعلمي والثقافي والاقتصادي شيئاً فشيئاً، وسينتقل هذا الاقتدار من الغرب إلى آسيا التي ستغدو مركز العلم والاقتصاد والقوتين السياسية والاقتصادية.
من جانبه اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن «العدو يسعى إلى تكرار تجربته في ليبيا وسورية في إيران، لكنّه لم يحصل سوى على الفشل»، مؤكداً أن الأمن التام مستتب في كل المدن الإيرانية.
وحسب ما نقلت عنه وكالة «فارس» قال رئيسي خلال اجتماعه بالنخب العلمية من طلاب المدارس، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة في البلاد: إن الأميركيين وأعداءنا حاولوا جعل البلاد غير آمنة من خلال تطبيق نماذج أفعالهم في ليبيا وسورية، لكنهم فشلوا، مشيراً إلى أن إيران وجميع مدنها تتمتع اليوم بأمن كامل.
وأضاف: إن أعمال الشغب ومحاولات تعطيل البلاد تختلف عن الاحتجاجات، ويجب التصدي لأعمال الشغب وأولئك الذين يعرضون أمن البلاد للخطر، لافتاً إلى أن إرادة إيران من أجل أن تصبح قوية هي سبب إثارة الأعداء الفتن فيها.
ولفت إلى التقدم الذي تشهده البلاد في مختلف المجالات، رغم القيود والحظر المفروض على إيران.
وانطلقت أول من أمس الجمعة مسيرات حاشدة في مختلف المناطق الإيرانية في مناسبة «يوم مقارعة الاستكبار العالمي»، نددت بأعمال الشغب التي شهدتها البلاد.
وأكد مجلس الشورى الإيراني أن عناصر مرتبطين بتنظيمات خارج البلاد وأجهزة استخبارات ومجموعات إرهابية لعبوا دوراً في أحداث الشغب الأخيرة.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كلمة له أمام اجتماع لمساعدي وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة أمس السبت في طهران أن بلاده تؤكد على إحقاق حقها المؤكد في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية بجميع أبعادها ومنها تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية وأنها ملتزمة بمواصلة المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي بحسن نية وعلى أساس المساواة والاحترام المتبادل.
وحسب وكالة «فارس» اعتبر عبد اللهيان خروج أميركا من الاتفاق النووي مع إيران عكس مرة أخرى تجاهلها لتعهداتها الدولية وانتهاكها قرار مجلس الأمن الدولي.
ويأتي ذلك بعدما أكد منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، في 26 من تشرين الأول الماضي، أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى جولة جديدة من المفاوضات مع إيران حول الاتفاق النووي.
وأضاف الوزير الإيراني: إن الولايات المتحدة الأميركية وخلافاً لكل ادعاءاتها، تحاول فرض رأيها بالقوة بدلاً من الالتزام بالتعهدات في الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى أنه على الرغم من وعودها ما زالت تتعامل بعدائية مع الشعب الإيراني، وتواصل سياسة الضغوط القصوى على غرار الإدارة الأميركية السابقة.
وطالب عبد اللهيان أميركا «المدمنة على فرض العقوبات» بأن تثبت حسن نياتها مع إيران وإرادتها الواقعية من أجل ذلك.
إلى ذلك أكد عبد اللهيان أن مسؤولين أميركيين أبلغوا إيران بأن موقف الرئيس الأميركي جو بايدن لا يُمثل الموقف الرسمي، وأشار عبد اللهيان إلى أن الرئيس إبراهيم رئيسي، ردّ أول من أمس الجمعة على تصريحات بايدن الذي تحدث خلالها عن «تحرير إيران»، إذ قال رئيسي: إن إيران تحررت قبل 43 عاماً، وهي مُصرة على أن تبقى حرّة، مشدداً على أنها لن تكون بقرة حلوباً للولايات المتحدة.
ووجّه أمير عبد اللهيان رسالةً إلى بايدن، قائلاً: يا سيد بايدن، توقف عن تصرفاتك المنافقة ودعم داعش.
وكشف أن مسؤولين أميركيين أبلغوا بلاده عبر قنوات دبلوماسية بأنهم صححوا موقف بايدن غير المدروس من إيران، وأنّه لا يمثل الموقف الرسمي، مضيفاً: لكن ليس خفياً بالنسبة لنا أن نية البيت الأبيض ومنذ 43 عاماً هي بذل المساعي لتغيير النظام في إيران.
وعلّق متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أول من أمس، على تصريح بايدن بشأن «تحرير إيران قريباً»، بالقول إن الرئيس كان يعبّر عن تضامننا مع المحتجين الإيرانيين.
من جانب آخر أكد عبد اللهيان أن كييف ألغت اجتماعاً مع إيران بسبب رغبة الغرب وخاصة ألمانيا فرض عقوبات على طهران بزعم استخدام روسيا للمسيرات الإيرانية.
وأكدت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية أول من أمس أنه تمّ إلغاء لقاء كان مقرراً بين طهران وكييف في بولندا، قبل ساعات من موعده بسبب ضغط أميركي.
وفي ما يتعلق بالضجة التي أثارتها بعض الدول الغربية بشأن إرسال إيران الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى روسيا من أجل استخدامها في الحرب الأوكرانية، قال عبد اللهيان: لابد من الإشارة إلى أن الجزء المتعلق بإرسال الصواريخ هو «خطأ بالكامل»، وأوضح أن الجزء المتعلق بالطائرات المسيّرة «صحيح» ونحن سلّمنا روسيا عدداً محدوداً منها، لكن قبل أشهر من اندلاع الحرب الأوكرانية.
وأضاف: اتفقت مع وزير خارجية أوكرانيا على تقديم أي وثيقة تشير إلى استخدام روسيا للطائرات المسيّرة الإيرانية، مضيفاً: فعلاً، اتفقنا على موعد لقاء قبل أسبوعين في إحدى الدول الأوروبية، وذهب وفد عسكري وسياسي من إيران إلى تلك الدولة، لكن الوفد الأوكراني قرر عدم الحضور في الاجتماع في الدقيقة التسعين.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن