محمود القيعي:
تعيش مصر حالة من الترقب بعد تهديد الرئيس بإنزال الجيش الى القرى لإزالة المباني المخالفة، وهو الأمر الذي أثار قلقا عند البعض، واطمئنانا وتشجيعا عند آخرين.
السيسي قالها بصراحة على الملأ: “الموضوع ده لن أسمح بيه، وجبنا معدات هندسية تكفي إن أنا أنزّل على القرى دي و(أبيد) وأشيل كل الكلام ده بالمعدات الهندسية”.
البعض فزع من كلام السيسي خاصة كلمة إبادة التي جاءت في ثنايا حديثه، محذرين من العواقب الوخيمة، والمآلات الوبيلة.
قوم قبلوا بقانون التصالح الذي أقرته الدولة وسارعوا الى دفع الأموال، وآخرون رفضوه، مؤكدين أنه قانون ظالم، وأنهم لن يسمحوا لأحد أن يمس بيوتهم بسوء.
إشادات
موقف السيسي الحازم تجاه تنفيذ القانون لإزالة المباني المخالفة تقبله الإعلام الرسمي بمختلف منابره بقبول حسن، وكالوا له الثناء.
صلاح حسب الله قال إن تشديد الرئيس عبدالفتاح السيسى على تنفيذ إزالة المخالفات البنائية واتخاذ الإجراءات القانونية ضد مرتكبيها يأتى فى صميم بناء الدولة المصرية الحديثة الخالية من العشوائيات والتعدى على الأراضى..
وأضاف أنه لعقود مضت ظهر الكثير من حيتان المبانى المخالفة والتعدى على أراضى الدولة وكسبوا الملايين جراء ذلك.
وتابع: “فلو نظرت إلى كثير من الأحياء الشعبية ستجد آلافاً من الأبراج المخالفة التى انتهكت القانون وبُنيت بغير ترخيص بتواطؤ من بعض موظفى الأحياء والمدن، والتى تسببت فى الضغط على شبكات المرافق من مياه وصرف صحى وكهرباء، والتى أظهرت مشكلات شبه يومية فى انقطاع مياه أو كهرباء أو تهالك فى شبكة الصرف الصحى، وعليه فقد أصبح الضرر عاماً للدولة ومواطنيها، دولة تنفق لتجديد هذه الشبكات المتضررة ومواطن يعانى بسبب هذه المخالفات.. وعلى جانب آخر رأينا كثيراً ممن استباحوا أراضى الدولة المملوكة للأوقاف أو الرى أو المحافظة وتعدّوا عليها، سواء بأوراق مدلّسة أو بتواطؤ بعض الموظفين من جهات حكومية.
قانون ظالم
الشيخ الدكتور مبروك عطية تداول له النشطاء فيديو أكد فيه صراحة ودون مواربة: “المسجد الحرام ده فيه حاجة أكبر منه؟
المسجد الحراااااام.. غصب عني لازم أزعق.. إيه اللي أكبر منه؟!
إخراج أهله!
إخراج الناس من بيوتها أكبر من المسجد الحرام. إنك تخرّج الناس من بيوتها يا افندم. تطفشهم، تكرههم في حياتهم.. تخليهم يفروا دا أكبر عند ربنا وأردف عطية غاضبا: “خطاب ديني ده ولااااا ؟”
وتابع عطية في حواره مع الإعلامي شريف عامر: “تخيل وأنت تعظّم المسجد الحرام أن هناك حرمة للبني آدميين، انك تطلعهم من بيوتهم أو تكرههم في عيشتهم أو تعذبهم كأنك دوست على المسجد الحرام”.
الهجوم على مبروك عطية
لم يمر حديث مبروك عطية مرور الكرام، حيث هاجمه الإعلامي نشأت الديهي قائلا: “واحد ملوش علاقة بالموضوع ولا هو فاهم ولا هو عامل وداير طالع في برنامج عمال يقول إنه هدم الكعبة والاعتداء على الكعبة أهون عند الله من إن الناس تخرج من دورها وتزعجوا النااااس.. وتقرفوا الناس..”.
وتابع الديهي: “أنا والله أظن وبعض الظن إثم إن انت عندك مخالفات أو عندك تعديات. مين اللي طلع الناس من بيوتها يا دكتور؟ اتقي الله يا دكتور أتحداك وأنت لستَ عالما مفوها انت راجل بتاع ورد مين يشتري الورد مني؟ يا سيدي لا تهرف بما لا تعرف. استمع الى الدكتور مختار جمعة يا أخي اسمع وتعلم”.
دعوى قضائية ضد مبروك عطية
في ذات السياق قررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، إحالة الدعوى المقامة من الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض، ضد الداعية الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر لمنعه من الظهور على شاشات التليفزيون لهيئة المفوضين لوضع التقرير القانونى الخاص بها.
وقال صبري في دعواه التي حملت رقم 45936 لسنة 74: بعد أن أصبح الدعاة هم المرجع الذي يتجه إليه المسلمون في حالة وجود أي تساؤل في أمور دينهم فالدعاة هم من يوجهون الناس إلى صحيح الدين وإعطائهم الفتاوى التي تعينهم في أمور دينهم ودنياهم، وأصبح الدعاة هم فئة يجب أن تتمتع بقدر من العلم واللباقة وحسن الأداء لجذب المشاهد إليهم، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهر العديد من الدعاة الذين اتخذوا الدين حرفة لهم دون أن يكونوا مؤهلين لذلك فنجد العديد من خريجي جامعة الأزهر لا يملكون الحجة الكافية من أجل تقديم الفتاوى للمسلمين.
هل تراجع؟
في ذات السياق نقلت بعض المواقع عن الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن ما تردد عن هجومه على قانون التصالح في مخالفات البناء عارٍ تماماً من الصحة، مؤكداً أن اللجان الإلكترونية للجماعات المتطرفة، مثل الإخوان وغيرها، أو من وصفهم بـ”أهل الشر”، يقفون وراء هذه الأكاذيب لبث الفتنة بين الناس.
وأضاف عطية، في تصريحات إعلامية “ده شغل قص ولصق، دينا ربنا مش قص ولصق، ومصالح العباد مش قص ولصق، وأنا مع قانون التصالح في مخالفات البناء، ومع أي قانون لفرض النظام ومواجهة العشوائية والفوضى اللي كنا عايشين فيها، لأن بيوتنا وشوارعنا والمخالفات اللي انتشرت في كل مكان لا ترضي ربنا ولا ترضي نبينا محمد”.
وأشار الداعية الإسلامي إلى أن من يعتدي على أراضي الدولة أو الأرض الزراعية “اللي بناكل منها”، هو آثم، و”ربنا غضبان عليه حتى لو بنى مسجد أو زاوية تحت بيته المخالف”، متابعا: “الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وأحنا بنفهم الناس براحة، بنقولهم عيب ماتعملش مخالفة، ماتكسرش طريق، ماتاخدش أرض مش أرضك، ماتسرقش بنك وتروح تعمل عمرة لأن عمرتك مش مقبولة، ولا تبني مخالف وتعمل جامع وسبيل يا حبيبي لأنه مش مقبول منك حتى لو الناس انتفعت بيه، عايز ربنا يحبك ويرضي عنك أمشي مظبوط والتزم بالقانون وأعمل عملاً صالحاً”.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 7/9/2020