| ناصر النجار
أنهى دوري كرة شباب الممتاز مرحلة الذهاب كما هي مقررة وتموضعت الفرق في مواقعها النهائية وعادت إلى قواعدها في استراحة مرسومة لتلتقط الأنفاس وتراجع الحسابات قبل الانطلاق نحو الإياب الأشد قوة وتأثيراً وجاء أسلوب الدوري الجديد في هذا الموسم على عكس ما يشتهي أنصار كرة القدم الحديثة الذين يرون أن العناية بالمنابع هو أساس البناء وسبب الارتقاء وطريق النهوض والتطوير.
واختصار الدوري جاء عكس ما كان ينادي به اتحاد كرة القدم من تطوير لكل المسابقات فنجد أنه أجهز على الشباب وأدخلهم في سراديب الظلمات لأن مثل هذا الشكل لا يبني كرة القدم ولا يطور لاعباً.
وإذا أمعنا النظر في المنتخب الأولمبي الحالي لوجدنا أن جلّه خرج من الدوري النظامي الذي ساد في السنوات الأربع الماضية، بل إن بعضهم اقتحم المنتخب الأول وفرض موهبته وحسن لعبه على الكبار.
ولم نر المبرر المقنع من اتحاد كرة القدم ليوزع الفرق على مجموعتين بسبب الأزمة المالية مع العلم أن الأندية أغلبها محترف ويملك المال، ولو وفر أي ناد قيمة عقد واحد لأغنى فئة الشباب وأعطاها ما تستحقه.
وإذا نظرنا إلى الأندية الـ14 لوجدناها قادرة على تغطية نفقات المشاركة كاملة ويمكن العجز أن يظهر بفريق الساحل فقط.
لاعب الشباب عندما يلعب في الموسم الواحد (26) مباراة. سيكتسب خبرة ومهارة أكثر ما سيلعبه من مباريات لا تتجاوز النصف، والدوري الطويل يفرض وجود اللاعبين على مدار الموسم كاملاً بمضمونه بين تمارين ومباريات وما يرافقها من مباريات استعدادية، بينما في حالة هذا الموسم فإن اللاعبين سيقضون أغلب أوقاتهم بعيداً عن التمارين والملاعب.
من هذا المنحى نأمل إعادة الدوري إلى ما كان عليه، ونتمنى لو شاهدنا دوري لتحت الـ23 سنة صار نافذاً وفاعلاً، لأن كرتنا لن تتطور إلا بالعناية بالقواعد والمواهب الشابة.
نظرة عامة
من خلال المتابعة وقراءة النتائج لاحظنا فوارق كثيرة بين الفرق وتباين في المستوى، كما وجدنا أن فرقاً تطورت وأخرى تراجعت، وفي فرق الشباب فإن التطور مقرون بمستوى فريق الناشئين، فكلما كان مستوى الناشئين جيداً انعكس على فريق الشباب، لأن فئة الناشئين هي الممول الرئيس للفئة الأكبر وخصوصاً عند مغادرة اللاعبين الفريق عند تجاوز سن فئتهم.
في المجموعة الأولى التي تضم فرق تشرين والحرية وجبلة والجيش والطليعة والمحافظة والوثبة، حقق فريق جبلة قفزة نوعية عبر أدائه ونتائجه وهو أحد المنافسين وتصدر مرحلة الذهاب، أما فريق تشرين حافظ على موقعه في المقدمة وارتقى الحرية قليلاً عن المواسم السابقة فبعد أن كان في مواقع الوسط أصبح اليوم ضمن كوكبة الكبار.
الطليعة والجيش ما زالا ضمن مواقع الوسط، أما المؤسف فكان هبوط فريقي الوثبة والمحافظة إلى أسفل المجموعة وهو أمر غير محمود العواقب ويدل على سوء إدارة القواعد.
في المجموعة الثانية قبض أهلي حلب على الصدارة بصعوبة وهذه أول مرة لم ينفرد بالصدارة كما فعل في الموسمين الماضيين وربما غياب بعض اللاعبين لأسباب مختلفة ساهم في ذلك.
الوحدة تفوق على نفسه هذا الموسم وحقق ارتقاء جيداً ولولا خسارته الأخيرة أمام حطين لكان في الصدارة، مع العلم أنه تعرض لخسارة أيضاً في الافتتاح وكانت ثقيلة أمام أهلي حلب فرق النواعير وحطين والكرامة في مستوى واحد بالوسط وهذه الفرق ولادة للمواهب لكنها متراجعة هذا الموسم، أما الساحل فيحاول اللحاق بركب الوسط، والمجد آخر الفرق خسر كل مبارياته ولم يترك أي بصمة.
بالمحصلة العامة فإن فرق الشباب هي انعكاس مباشر لمدى اهتمام أندية الدوري بفرق القواعد وهي انعكاس للحالة الإدارية بالأندية، فبعض الفرق عانت من تخبط الأوراق وتغيرها كالحرية والمجد والساحل وحطين.
سيرياهوم نيوز3 -الوطن