آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الأدب الشعبي , وجذوره التاريخية

الأدب الشعبي , وجذوره التاريخية

| سعاد سليمان

 

قدم الأديب والباحث عبد الكريم قميرة محاضرة بعنوان : الأدب الشعبي , وذلك في المركز الثقافي العربي بطرطوس ظهر الاثنين 20 / 11/ 2022 , بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي في المحافظة .

واعتمد المحاضر في محاضرته القيمة , والعميقة على مراجع هامة تعنى بالأسطورة , والفنون , والحكايات الشعبية , ومنها قصة الزير سالم , وسيرة بني هلال , وتاريخ الخلفاء , والمماليك , والظاهر بيبرس , وعنترة , وصولا إلى الالياذة , والأوديسة لهوميروس , وغيرها الكثير ..حيث كانت المحاضرة غنية بالتاريخ الانساني , وسير الأولين منذ عصر الجاهلية وقد استشهد المحاضر بكلمة لابن خلدون :

ليست البلاغة مقصورة على لسان مضر , وإنما تكون باللغة العامية , والشعبية .

وبدأ المحاضر بتعريف الأدب كتاريخ شمل الشعر , والنثر , والمديح , والرثاء , والهجاء , متحدثا عن أديب فرنسي هو رومان رولان الذي أكد أهمية إدخال الفن إلى البيئات الشعبية حيث كان حبيس أوامر , وعادات الطبقة العليا في المجتمع الأدبي .

مؤكدا : أنه ما يزال بعض الادباء , والمفكرين في العالم العربي ينظرون إلى الأدب الشعبي نظرة ازدراء ..

ومتحدثا عن أهمية هذا الأدب الذي يحكي هموم , وأحداث الأوساط الشعبية , وعن القصاص – الراوي – وقد صار ظاهرة اجتماعية تخفف الهموم , وتنشط الآمال , وتزيل اليأس .. وقد بدأت هذه الظاهرة أواخر العصر العباسي .

وفي محاضرته تحدث قميرة عن سيرة عنترة بن شداد التي تم نشرها في اثنين وسبعين جزءا .. تسلت بها المجالس , وتسامروا بالقصة , واستطردوا , وبالغوا لجذب القلوب .

وتحدث أيضا عن روايات , كسير لشخصيات تاريخية مثل : سيف بن ذي يزن الذي , وحسب الرواية : ألقته أمه في الصحراء يوم ولادته فربته غزالة , ثم صياد , وقد تزوج شامة ابنة الملك أفراح بعد أن نفذ لأبيها الكثير من المطالب .

تفاصيل عديدة قدمها المحاضر حول تاريخ العرب المليء بالبطولات , والابطال في عصر المماليك , وعن سؤال : هل الأبطال هم الذين صنعوا الاحداث , أم الأحداث هي التي خلقت هؤلاء الابطال ؟

أكد المحاضر وعبر الأمثلة أن الاحداث مثلا في اليونان مهدت لظهور الاسكندر المقدوني كبطل عظيم , انتصر في كل المعارك التي خاضها على الفرس , والهنود , وعن غزوه لسورية , ومصر , والعراق , ولبنان حيث هدم مدينة صور !

والزير سالم – أبو ليلى المهلهل وحكايته الشعبية التي كتبت بالشعر , والنثر , وتغريبة بني هلال , موضحا الجذور التاريخية لسيرة بني هلال , والبطولة , والأبطال فيها , وعن الظاهر بيبرس , والخرافة في قصته حيث يأتي بالعجائب , والخوارق , إذ يملك طاقية إخفاء , وأدوات تساعده لينتصر على الشياطين , وملوك الفرنجة الذين يقترفون الجرائم حيال العرب ..

ويؤكد المحاضر أن الخرافة في السيرة تعتمد على خيال القارئ فيلتذ بها , ويسيح مع أبطال الظاهر , ورجاله في الحبشة , والهند , والجزر الانكليزية .

ويحكي عن شجرة الدر , وعن جمال الدين شيحة البدوي من عرب غزة , وشيحة – كما أوضح – من اسم طائر الشوح , فقد كان قصير القامة , لا يتقن فن القتال بالسيف , والرمح لكنه كان مسلحا بالسوط , وباستعمال البنج ..

وعن موته العجيب حيث مات بالعض من قبل خصمه الذي عضه في أذنه – حيث كان يحمله على كتفه , فعرف نقطة ضعف خصمه فاعمل فمه في جسده إلى أن قضى عليه فمات قرب مدينة طرطوس , وكانت تدعى حينذاك انطرطوس , وله مقام في شرق المدينة يدعى الشيخ جمال – قرب بلدة الشيخ سعد .ويؤكد المحاضر أن هذه المنية تشبه نقطة ضعف آخيل اليوناني في قدمه ..مؤكدا اقتباس الرواة مما سبقهم من الروايات ..

تفاصيل , وسير عديدة تحدث عنها المحاضر :

منها أبطال اقتحموا عباب الزمن بشجاعتهم , وفروسيتهم عبر سير شعبية , وأحداث مختلقة , ولا أثر تاريخي لها , وانتهى بذكر ألف ليلة وليلة – الأدب الشعبي الذي ليس له جذور تاريخية لكنها ليالي تمثل طبقة بغدادية , وحكاياتها عن هارون الرشيد , وجعفر البرمكي , وعن رحلات سندباد البحري , وأخبار الجن , والعفاريت , والسحرة المختلقة دون أي أساس تاريخي لها ..

منتهيا بالتأكيد أن الأدب الشعبي يبقى المعين الغني لمخيلة الادباء , والأدب , وقد ترجم معظمها إلى لغات العالم , وأثبت وجود الأدب الشعبي بجانب أدباء القصور .

بقي أن نذكر أن المحاضر عبد الكريم قميرة من مواليد 1939 ويحمل عدة شهادات في الحقوق , والآداب – اللغة الفرنسية , ودبلوم التربية وكان مدرسا في عدة محافظات في سورية , وآخرها مدرسا ثم موجها اختصاصيا في طرطوس , وله خمسة مؤلفات :

مصارحات – مقاربات بالتناسخ – على المحك الفخر – أضواء أكاديمية على الهموم القومية في سورية والوطن العربي – أديم من بلادي – بلاد الأسياد والتواصل الأسري – كيف نحمي أسرنا من التفكك .

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع20-11-2022)

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الجدل مستمرّ بسبب استهزائه بطه حسين: يوسف زيدان انتفخ حتى انفجر!

محمد ياسين   القاهرة | يحبّ الكاتب والروائي المصري يوسف زيدان «التريندات» ويعشق احتلال الواجهة بتصريحاته الاستفزازية بغض النظر عن أي شيء. وهذه المرة اختار ...