- أيهم مرعي
- الخميس 10 أيلول 2020
طرح حضور سعودي جديد في الشرق السوري تساؤلات حول دور مرتقب للرياض في التهدئة بين العشائر العربية و»قسد». يأتي ذلك مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحتها مشيخة العكيدات لـ»قسد» للخروج من ريف دير الزور، ووسط معلومات عن حراك قطري مضادّ للتحرّك السعودي المدعوم أميركياً
وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن «الجنود السعوديين استقرّوا مؤقتاً في القاعدة بناءً على طلب أميركي، بهدف الإسهام في تهدئة الأمور المتوترة في ريف دير الزور». وتضيف المصادر إن «السعوديين بدأوا العمل مع العشائر لترميم العلاقة مع قسد والتحالف، بطريقة توافقية ترضي جميع الأطراف». كما تكشف المصادر عن «نيات أميركية لمنح مزيد من الصلاحيات العسكرية والمدنية لأبناء العشائر، للمشاركة في إدارة مناطقهم بالتشارك مع قسد»، لافتة إلى أن «إعلان السفارة الأميركية عن بدء تحرّك لتحسين واقع الخدمات يهدف إلى إبراز جدّيتها في تلبية مطالب العشائر، وكسب ودّها». وإذ تستبعد أن «يكون الجنود السعوديون طلائع لقوات إضافية»، فهي تؤكّد أنهم «في مهمّة مؤقتة تنتهي مع انتهاء التوتّر الحاصل في المنطقة، على خلفية اغتيال وجهاء العشائر».
دفعت «قسد» بتعزيزات عسكرية إلى غالبية ريف دير الزور
ويبدو أن واشنطن تريد استغلال الرابط العشائري الذي يجمع بعض العشائر في المنطقة بالسعوديين، لتوظيف الرياض كوسيط مقبول بين العشائر و»قسد». وعليه، بدأت السعودية اتصالاتها للاستماع إلى مطالب العشائر، بهدف إيجاد صيغة تضمن تشاركاً مقبولاً مع «قسد»، بما يشمل دوراً واضحاً لأبناء المنطقة في إدارتها، لكن يظهر أن ثمة صعوبات تحول دون ذلك. فبالإضافة إلى رفض بعض العشائر أيّ دور لـ»قسد» في المنطقة، ظهر حراك قطري مناوئ للحراك السعودي، بهدف إحياء فكرة نقل فصائل «مغاوير الثورة» و»أحرار الشرقية» من قاعدة التنف، لتكون قوة بديلة من «قسد» في دير الزور. وتفيد مصادر «الأخبار» بأن «الفكرة نقلها ضابطان سوريان منشقّان إلى التحالف الدولي، ليكون حكم هذه الفصائل للمنطقة بإشراف وتدريب كامل، مع إمكانية ضمّ مقاتلي مجلس دير الزور العسكري من أبناء المنطقة إليهم». وتُبيّن المصادر أن «المقترح تتبنّاه الدوحة بدعم من بعض الشخصيات العشائرية من أبناء المنطقة، كحلّ مقبول للكثيرين، وتضمن به بقاء المنطقة تحت إشراف التحالف».
وفي مواجهة تلك المخطّطات، دفعت «قسد» بتعزيزات عسكرية إضافية إلى غالبية ريفَي دير الزور الشمالي والشرقي، في خطوة تعكس رفضها أيّ تغيير عسكري في المنطقة، التي تُعدّ خزّان الثروات النفطية والغازية. كما يؤشّر تحرّك «قسد» إلى رفضها أيّ مطالب بخروجها من هناك، متّكئة في ذلك على الحاضنة الشعبية الموفّرة لها من «مجلس دير الزور» العسكري، ووجود أعداد من المقاتلين المنتمين إليها من السكان المحليين. كذلك، وبهدف امتصاص غضب الأهالي، عرض الإعلام التابع لـ»قسد» اعترافات قال إنها «لخلايا تابعة للنظام السوري تقف وراء حوادث اغتيال شيوخ ووجهاء العشائر»، لإبراز قدرتها على كشف الجناة.
وأمام هذه التطوّرات، يبقى الحاسم هو موقف مشيخة قبيلة العكيدات في بلدة ذيبان، والتي يتوقع أن تعقد اجتماعاً قريباً حاسماً لجهة تحديد مصير المنطقة التي تقطنها غالبية من قبيلتَي العكيدات والبكارة. وفي هذا الإطار، يتوقع أن يسير موقف القبيلة في اتجاهين: الأول هو الاستجابة لضغوط «التحالف» وعقد مصالحة مع «قسد»، على أساس توسيع دور العشائر في المنطقة، وتخفيف سطوة قيادات «قسد» على القرارين العسكري والمدني هناك؛ أما الاتجاه الثاني فهو الاستمرار في رفض أيّ وجود لـ»قسد» في ريف دير الزور، والعمل على تحريك أهالي المنطقة ضدّها، والطلب إلى كلّ أبناء العشائر الانسحاب من صفوفها، مع العمل على تشكيل قوة محلية جديدة لإدارة المنطقة عسكرياً ومدنياً.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)