بيروت- “رأي اليوم”- من نور علي:
انتهى اجتماع أستانا المخصص لسورية في العاصمة الكازاخية بعد يومين من الانعقاد وبحضور كافة الأطراف المعنية، حضرت تركية بوفدها على وقع عملية ” مخلب السيف ” والغارات المتواصلة على شمال شرق سورية حيث تتمركز قوات سورية الديمقراطية “قسد” وعمادها وحدات حماية الشعب الكردية، والتي تتهما انقرة بالوقوف خلف التفجير الأخير في شارع تقسيم وسط مدينة إسطنبول. وتمخض عن الاجتماع بيان ختامي نص في ابرز بنوده على أهمية الحفاظ على سيادة سورية وسلامة أراضيها مؤكداً أن الامن والاستقرار في شمال شرق سورية لن يتحققا إلا من خلال ذلك. و على ضرورة الوقوف بوجه “الأجندات الانفصالية” بشرق الفرات والتي قال إنها تهدف إلى تقويض وحدة سوريا وتهديد أمن دول الجوار. وهذا الموقف المشترك في استانا يعني إقرار تركيا ان العمليات العسكرية التركية ليست بديلا عن الحل الأمثل وهو بسط الدولة السورية سيادتها على كامل الأراضي السورية، فضلا عن المضمون الذي يعكس تطابقا سوريا تركيا حول الوقوف معا ضد حالة الامر الواقع التي تفرضها الأحزاب الكردية شرق الفرات بدعم من الولايات المتحدة.
وجاء بيان أستانا متزامنا مع تصريحات جديدة للرئيس التركي” رجب طيب أردوغان ” قال فيها لا يوجد زعل أو خصومه دائمين في السياسة ورد اردوغان على سؤال إن كان يؤيد اقتراح زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي باجراء لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، فقال اردوغان ” سيتم اتخاذ خطوات في هذا الصدد عاجلا ام اجلا في الظرف الأنسب. ويعتبر دولت باهتشلي حليفا لحزب العدالة والتنمية فيما يعرف ” بتحالف الشعب “. ما يعني ان توجه اردوغان نحو الانفتاح على الأسد يعتمد على ائتلاف سياسي داخل تركية. لكن الرئيس اردوغان الأسبوع الماضي، قال إنه يمكن لبلاده أن تعيد النظر في علاقاتها مع كلّ من مصر وسوريا، وذلك بعد الانتخابات المقبلة في يونيو/ حزيران 2023.
وفي ذات الوقت تسربت انباء من داخل أروقة اجتماع استانا الأخير تفيد ان الوفد التركي حمل رسالة من الرئيس اردوغان يقترح فيها على الوفد السوري ارسال وفد رسمي تركي الى العاصمة السورية دمشق لمواصلة بحث مسألة العلاقات المقطوعة بين الجانبين منذ عام 2011، والتي اقتصرت في الآونة الأخيرة على اللقاءات الأمنية والتي لم تحرز التقدم المطلوب حسب مصادر سورية تحدثت لرأي اليوم في وقت سابق.
وعلى الجانب الكردي فإن تصريحات قادة “قسد” بعد العملية العسكرية التركية، اتجهت نحو دعوة دمشق للحوار والتنسيق، وتفويت الفرصة على تركيا في شن عملية عسكرية برية بعد الغارات الجوية.
وأوضح الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية” رياض درار” أن الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا هي من نتائج اجتماعات أستانا، وانتقد صمت حكومة دمشق حيال الهجمات التركية على الأراضي السورية. على الرغم من الرفض الرسمي السوري للعملية التركية، وإعلان وزير الخارجية السورية فيصل مقداد هذا الموقف بشكل علني.
وعن المفاوضات بين دمشق والطرف التركي، قال درار: “تعليقنا على مثل هذه المفاوضات أن محاولات التقدم في المصالحة قد تكون جارية ولكن تصريحات القيادة التركية، بأنها ستكون أكيدة بعد انتهاء الانتخابات التركية هذا يعني أنهم سيتلاعبون بالأحداث في هذا الوقت المستقطع بين هذه الفترة وفترة الانتخابات”.
وفي المقابل تصدر إشارات متناقضة من قادة “قسد” حول الموقف الأمريكي من العملية العسكرية التركية في سورية ففي الوقت الذي يراهن فيه قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم كوباني على معارضة أمريكية حاسمة توقف الاعمال القتالية معلنا إن الولايات المتحدة لديها “واجب أخلاقي” لثني الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن إصدار أمر بشن هجوم بري على شمال شرق سوريا.معتبرا في تصريحات امس أن “الرئيس بايدن سيفي بوعوده ويحمي الأكراد من التطهير العرقي من قبل تركيا، كما وعد خلال حملته الرئاسية”.
اتهم قيادي في الفصيل السياسي لـ «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الولايات المتحدة بـ«بيع الأكراد»، في ظل رد الفعل «الخجول» من واشنطن تجاه العملية العسكرية التركية المرتقبة في شمال سوريا.
وقال بسام صقر، عضو الهيئة الرئاسية لـ «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) وممثله في واشنطن، إن «العملية البرية المتوقعة، التي تهدد بها تركيا بعد غاراتها المكثفة على مناطقنا، رسالة مباشرة للولايات المتحدة، التي لا يبدو أنها بصدد الاعتراض عليها، كما ظهر ذلك على الأقل، من ردود الفعل الخجولة التي صدرت عن المسؤولين الأميركيين». وأضاف في تصريحات صحيفة أن المجلس «يخشى أن يتكرر ما حدث عام 2019، في الاتفاقية التي وقعت مع إدارة (الرئيس السابق) دونالد ترامب». وتابع: «كأن واشنطن اليوم باعتنا كما باعتنا سابقاً.
سيرياهوم نيوز -4 رأي اليوم