آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » الحرب البيئية في مؤتمر المناخ

الحرب البيئية في مؤتمر المناخ

لم يكن أمام الدول الفقيرة، في مؤتمر المناخ في مصر، من حل سوى التراجع عن مصطلح “التعويضات” واستبدال مصطلح “الدعم المادي” به، للتغلب على مخاوف الدول الغنية.

المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني تحت شعار “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد”، والتي يحتل شعار “التنمية القائمة على الوئام بين البشر والطبيعة” أحد محاورها الخمسة. كما ترى الصين أن المقارنة بين الدول على أساس فردي فيه الكثير من الظلم للاقتصادات الصاعدة، إذ إن الاقتصادات الغنية مسؤولة، بشكل مباشر وغير مباشر، عن أكثر من 80% من الحقن الكربوني، وأن هذه الدول تعمل على تقديم التعويضات لتستمر في نشاطها المدمّر للبيئة وليس الحلول التي تساعد في حل المشكلة من جذورها.

تقدّر خسائر الدول النامية نتيجة التغيّر المناخي بين عامي 2000 – 2020 بأكثر من نصف ترليون دولار، في حين بالكاد تصل مبالغ الدعم البيئي المقدمة إلى هذه الدول إلى مليار دولار سنوياً. لم تقف الأمور عند هذا الحد، بل لجأت قمة العشرين إلى أقدم خدعة في الكتاب الرأسمالي عندما أطلقت مبادرة “الدرع العالمي”. بموجب هذه المبادرة، تدفع أموال الدعم كأقساط تأمينية إلى ائتلاف من شركات التأمين الكبرى، وهي غربية بالكامل، على أن تقوم هذه الشركات بتعويض الدول والأفراد والشركات المتضررة من الكوارث البيئية. بعبارة أخرى، تبقى الأموال في دورة رأس المال بانتظار الكارثة، وعند حدوث الكارثة تصرف هذه الأموال ليقوم المركز الرأسمالي بإعادة الإعمار!

من جهة الدول المتضررة، يبقى الفساد وسوء الإدارة وتبعية الأنظمة للمركز المالي، العوائق التي تقف في وجه أي محاولة لتقديم حلول ناجعة للمشكلة. أموال الدعم بمعظمها تذهب إلى مؤسسة الفساد أو لحل الأزمات الاقتصادية التي تسببت بها هذه الأنظمة الفاسدة. ولا تملك هذه الأنظمة إرادتها السياسية لتمنع الدول الغنية من استنزاف مقدراتها، وتحويل أراضيها لمقابر نووية وإلكترونية. لذلك، تعيش شعوب الدول النامية في دائرة الخراب بين مطرقة الرأسمالية المتوحشة وسندان أنظمة تابعة فاسدة.

هذه الحرب من أقسى الحروب وأصعبها، فلا توجد جيوش غازية تقاومها، ولا أسلحة مرئية تتصدى لها. العدو يتسلل إلى منازلنا كل يوم، ويستولي على الأرض التي نزرع والماء الذي نشرب. من دون منظمات بيئية محلية مدعومة سياسياً من القوى الوطنية الجذرية في المجتمعات، وغير مرتبطة بمنظمات التمويل الأجنبي، قد يستيقظ أي شعب ليجد نفسه ضحية الكارثة، وعندها سيدرك أن اليوم متأخر جداً.

سيرياهوم نيوز -4 الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرارة حول معدلاتها وأمطار متفرقة على المنطقة الساحلية‏

تميل درجات الحرارة للارتفاع قليلاً لتقترب من معدلاتها لمثل هذه الفترة من ‏السنة، نتيجة بقاء البلاد تحت تأثير امتداد منخفض جوي سطحي ضعيف ‏يترافق بتيارات ...