الرئيسية » يومياً ... 100% » خططوا أولا ثم.. أتركوا الأمور لله!!

خططوا أولا ثم.. أتركوا الأمور لله!!

| علي عبود

 

اشتهرت حكومة (2003 ـ 2010) السابقة بترديد رئيسها في القضايا التي  يعجز عن مواجهتها، أو لايجرؤ بالكشف عن خباياها  بالرد غاضبا وحانقاLحسبي الله ونعم الوكيل)!

ومن كثرة ترداد رئيس الحكومة السابقة المهندس محمد ناجي عطري لهذه الآية الكريمة أطلق عليها معظم المتابعين لنشاطها (حكومة حسبي الله ونعم الوكيل)!!

وبعدما عجزنا عن إيجاد الوصف المناسب الذي يمنع الحكومة الحالية عن حل أزمة الناس، أسعفنا الدكتور صفوان قربي عضو مجلس الشعب باكتشاف هذا الوصف الذي يشكل العنوان العريض لآلية معالجة قضايا الناس كأزمة الكهرباء الخانقة التي تنغّص حياة الناس في منازلهم وأرزاقهم والصناعيين في معاملهم وهو: أتركوا الأمور لله!

وبما أن العنصر المشترك بين الحكومتين السابقة والحالية هو (التوكل على الله) فمن المفيد العودة إلى أساس الحديث الشريف (إعقلها وتوكل)..

وردَ الحديث عن الصحابي أنس بن مالك وعن غيره أيضًا، أنَّه أتى رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطلبُ مشورته في أمر يخصُّ موضوع التوكُّل على الله، سائلًا إياه بين أن يُطلِقَ ناقته دون أن يقيِّدها ودونَ أن يربطها برباط يمنعها من التحرك والضياع ويتوكَّل على الله، ويقصِد بذلك أن التوكًل على الله تعالى يغني عن عقلِ الناقة أو ربطها، ولكنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم- بيَّن له بثلاث كلمات مختصرات قاعدةً عظيمةً في الحياة، فقال له: “بل اعقلها وتوكل”، ومعنى ذلك أن يربطَ ناقته ويوثقها ثمَّ يتوكًّل على الله.

السؤال الآن: هل تتعامل الحكومة مع قضايا الناس بالتوكل و (أتركوا الأمور لله) أم انها تخطط أولا لسنة أوأكثر وليس ساعة بساعة أو يوما بيوم (أي تعقلها) ثم تتوكل على الله!

اكتشفنا في الأيام الأخيرة أن وزارة النفط اعتمدت (توكلت) على عصابة قسد العميلة لتمدها بكميات محددة من الغاز بنسبة 25  %  من التوريدات السابقة، وما يؤكد إن لا الوزارة ولا الحكومة خططت (أي عقلت) لتأمين البديل في حال خذلها العميل المرتهن للأمريكي، أن هذه الأزمة التي انفجرت في وجهنا لم تجد لها أي جهة حكومية من حل سوى ماقاله عضو مجلس الشعب القربي (أتركوا الأمور لله)!

ونشير إلى أن موضوع التقنين أثير مؤخرا في مجلس الشعب قبل أن يستفحل ويصل إلى الذروة حيث بالكاد تبلغ ساعات (الوصل) بغالبية المناطق أكثر من ساعتين، ومع إن أعضاء المجلس لم يُقصروا بانتقاد الحكومة لعجزها عن تأمين الكهراء للناس وللصناعيين، فإن المجلس قصّر جدا (أي لم يعقلها)، فقد كان يفترض أن يُشكل لحنة خاصة تُعدّ تقريرا مفصلا وموثقا  يكشف خفايا الأزمة وجوانب القصور الحكومي في معالجتها، لكنه لم يفعلها، ولا ندري لماذا لم يفعلها لا مؤخرا ولا سابقا؟

نعم، من واجب مجلس الشعب أن يفضح المقصّرين في معالجة الوضع الكهربائي، ويكشف للسوريين من هي الجهات التي لم تخطط (أي تعقل)، وتعاملت مع الأزمة على طريقة الإعرابي صاحب الناقة أي (التوكل) أو كما قال القربي (أتركوا الأمور لله)!!

أليس ملفتا إن مجلس الشعب لم يُشكل حتى الآن لجنة واحدة حول القضايا التي تنغّص حياة ملايين السوريين؟

وكنا أكدنا مرارا، وحدها تقارير لجان مجلس الشعب الخاصة بإمكانها أن تكشف الواقع كماهو، وتفضح المقصرين، واستنادا إلى كشفها لحفايا الأمور وجوانب التقصير والإهمال تقوم بمناقشة الوزراء المعنيين لمحاسبتهم واستجوابهم وحجب الثقة عنهم..الخ.

نعم، لم يستخدم مجلس الشعب ورقة اللجان الدستورية الوحيدة القادرة على الضغط على الحكومة لإلزامها بالعمل على حل أزمات الناس ومشكلات الإنتاج بالتخطيط (إعقل) لا بردات الفعل اليومية اي على طريقة (التوكل) أو أتركوا الأمور لله)!!

لايهم المواطن تبريرات وزارتي النفط والكهرباء حول أسباب انخفاض التوريدات بسبب قيام (قسد) العميلة بقطع 25 % منها عن السوريين، وكأنّ العميل لديه إحساس وانتماء للوطن، مايهمه الإجابة على سؤال محدد: هل قصّرت روسيا وإيران، أي الصديق والحليف بتأمين احتياجات سورية من المحروقات ..ام ليس لدينا لا التخطيط ولا الرؤية لتفعيل الإتفاقيات المشتركة مع الدول الحليفة والصديقة ؟

والسؤال الأهم حاليا: متى ستتحرك وزارة النفط لترجمة إعلان الشقيقة الجزائر عن استعدادها لتأمين احتياجات سورية من الغاز الطبيعي؟

الخلاصة: مامن إجابة على تصريحات الحكومة،أي حكومة، لتبرير تقصيرها وعجزها عن معالجة قضايا الناس سوى عبارة مختصرة جدا: خططوا أولا.. ثم اتركوا الأمور لله!!!

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...