مهام كثيرة وجسيمة تنتظر الحكومة الحالية لإنجازها، وملفات عديدة جلّها آني ووقتي يستلزم البت فيه ومعالجته، ولعل القطاع الصحي يبرز من بين أولوية الأولويات بعد كل ما مر به من لا مبالاة وتراخٍ خلال الفترة الماضية.
لا يمكن بحال من الأحوال الدمج بين الكادر الطبي والكادر الصحي من جهة والإدارة الصحية من جهة أخرى لكون الفرق شاسع بينهما والمواطن يعرف جيداً أن ما حفظ بقاء هذا القطاع خلال جائحة كورونا لم يكن الإدارة الصحية وتحديداً وزارتها بل تفاني الأطباء والممرضين وكل معني بهذا القطاع.
مقارنة بسيطة بين مفهومين اثنين كلاهما مكرّس في ذهننا منذ كنا أطفالاً قلبت المفاهيم رأساً على عقب ودوّرت الزوايا لتكريس مفاهيم جديدة، فرقم ساخن ثلاثي الخانات و”المعاني” خصصته وزارة الصحة لا يستجيب أبداً، ولا يرد أحد عبره على الإطلاق في خطوة تسببت بسحب جزء مهم من رصيدها لدى المواطن، ناهيك عما قام به الإعلام تجاه هذا الرقم تحديداً وتثبيت أنه خلّبي.. وهو المشهد الأول الذي تسببت به إدارة صحيّة متراخية..
أما المشهد الثاني الذي تغير، فهو مشفى خاص يعمل مقابل أجر وإن كان معتدلاً، يباشر مديره وكادره الطبي من أطباء وممرضين بالكامل متابعة حالات الكورونا بشكل مباشر وعبر مجموعات التواصل الاجتماعي وعلى مدار الساعة، حيث تولى كل منهم ما لا يقل عن 25 إلى 30 مريضاً دفعة واحدة.. بالمجان ومن دون مقابل.. بل حتى من دون انتظار اتصال المريض.. وهو مشهد غيّر في نظر الكثيرين من المرضى وأهاليهم وجوارهم والأقارب، غير الصورة النمطية عن دور المشفى الخاص.
هما مشهدان يثبتان أن العقول المتزنة عالجت المعطيات، وعملت تحت مظلة المبادرة دفاعاً عن الوطن ما يثبت يقينهم أن الحل أهم من المال، وأكبر من انتظار المبادرة ممن يفتقدها، ناهيك عما يثبته من رجولة ونُبل الكادر الطبي والتمريضي في مواجهة جائحة أعيت الكوكب بأسره..
هي لمحات مما يتناقله المواطن والكادر الطبي على حد سواء.. والثقة كل الثقة بصحّة التغيير وضرورته بعد أن أعيت الحيل القطاع الصحي نتيجة قرارات ارتجالية وغياب المبادرة..
(سيرياهوم نيوز-الثورة)