وائل الأمين
هل تتمكن قسد من كبح جماح تركيا وتسلم المنطقة للجيش السوري؟
هل أخذت تركيا الضوء الأخضر من أمريكا بالهجوم على قسد؟
هل تنجح مساعي موسكو الدبلوماسية الرامية لتذليل العقبات بين الجانبين السوري والتركي؟
باتت تركيا تعتبر قسد أكثر خطورة في حدودها الجنوبية خاصة بعد تفجير اسطنبول الذي يعتبر علامة فارقة في الأمن الداخلي لتركيا،يأتي هذا التفجير قبيل الانتخابات الرئاسية التركية التي يخوض فيها أردوغان حرباً ضروس ضد الأحزاب المعارضة، من جهة يريد أردوغان أن يكسب الانتخابات وأصوات الناخبين الذين جل مطالبهم إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، وكيف تتم هذه الخطوة دون التصالح مع دمشق وتطبيع العلاقات؟ ولكن يبقى الكابوس الكردي هو الشاغل لذهن إردوغان في الجنوب.
يهدد حزب العدالة والتنمية باجتياح جديد على الأراضي السورية يقول هدفه إبعاد قسد عن الحدود التركية وحماية أمنها القومي أما الهدف الحقيقي هو احتلال أراض جديدة والتوسع في عدوانيته ليكون على موعد مع جولة انتخابات قد تساعده في الداخل التركي لكسب المزيد من الأصوات،ولكن هل تبقى قسد مكتوفة الأيدي؟؟
لايمكن لقسد أن توقف الاجتياح التركي إذا حصل، ولن تستطيع أن تصمد كثيراً وعلى إثر ذلك قال قائد قوات قسد مظلوم عابدي أن على دمشق حماية أراضي سوريا من أي اعتداء، فهل تتراجع قسد ويتقدم الجيش السوري على نقاط التماس مع تركيا في الحدود؟؟
تحدثتبعض المصادر المفتوحة أن قائد القوات الروسية في سوريا الكسندر تشايكو زار الحسكة منذ أقل من شهر والتقى متزعم ميليشا قسد مظلوم عابدي، وقدم مقترحاً يتضمن انتشار الجيش السوري على امتداد الشريط الحدودي مع تركيا وبعمق 30 كلم، ولكن عابدي رفض المقترح الروسي، ربما يكون قد أخذ تطمينات من واشنطن أنها معه ولن تخذله،ولكن قد يكون عابدي قد غض البصر عن خذلان أمريكا لزيلنسكي وكذلك غصن الزيتون ودرع الفرات، ولم يقرأ بيان القنصلية الأمريكية في أربيل بتحذيرها لمواطنيها بعدم الذهاب لمناطق الشمال في سوريا والعراق لأنها منطقة عمليات تركيا تقول القنصلية أن بيانها جاء بعد معلومات مؤكدة،كل ذلك لم يقنع قائد ميليشا قسد مظلوم عابدي أن واشنطن قد تخلت عنه، ربما تكون أمريكا في هذه اللحظات في أشد الحاجة لإرضاء تركيا خصوصاً بعد تقربها الكبير من روسيا بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وليس ذلك وحسب بل قال البيت الأبيض أن تركيا تتعرض لهجمات إرهابية على حدودها وداخل أراضيها وندعم حقها في الدفاع عن نفسها، هذا يؤكد أن قسد قد سقطت من يد الأمريكي ولم يعد بحاجتها، بل قدمها قرباناً لأنقرة كرعبون تجديد الصداقة.
يعود قائد القوات الروسية في سوريا الجنرال الكسندر تشايكو إلى القامشلي اليوم الإثنين بالتزامن مع انتشار للقوات السورية في مناطق منبج وعين العرب، ربما تكون قسد قد أدركت أن الوحيد القادر على حماية الجغرافية السورية من أي اعتداء هو الجيش العربي السوري، خصوصاً أن بعد المصادر (رويترز)تحدثت عن رفض الرئيس الأسد لقاء أردوغان.
في الواقع هناك قاعدة في سورية تقول لايمكن أن يلتقي الرئيس برئيس دولة أخرى تحتل أرض سورية، فلا يمكن أن يلتقي الأسد أردوغان مادامت تحتل تركيا جزءاً من أراضٍ سورية، أما من الجانب التركي يرى حزب العدالة والتنمية أن الارتقاء بمستوى التعاون للتمثيل الدبلوماسي قد يكون دافعاً لبقاء العدالة والتنمية في رأس السلطة التركية،خصوصاً أن مسألة اللاجئين السوريين في تركيا قد تُحل في حال تم الوصول لاتفاق مع الدولة السورية وكذلك مسألة قسد التي تشكل الكابوس المرعب لتركية.
لايمكن لتركيا التنعم بأمنها القومي إذا لم يكن هناك تعاون وثيق مع سورية، هذه الحقيقة أدركتها دوائر صنع القرار في أنقرة بعد أحد عشر عاماً من الإرهاب على سورية، وطريق التعاون مع دمشق يبدأ من انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، فإذا لم تكمل تركيا هذه الخطوة سيكون من الصعب عليها حماية أمنها القومي، وربما ستعاني أكثر مما حدث في اسطنبول وهذا سيضع العدالة والتنمية في موقف لايحسد عليه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، فعلى تركيا سحب قواتها من سورية على الأقل لضمان الانتقال من التعاون الاستخباراتي إلى الدبلوماسي مع دمشق، فهل تستجيب أنقرة لمتطلبات السياسة الخارجية؟؟ أم أنها ستراهن على خيارات تضمن لها أمنها القومي ؟؟ يتساءل مراقبون…؟
كاتب وإعلامي سوري
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم