| جمال العبدالله
لعل حديث الساعة في هذا الشهر هو نهائي كأس العالم الذي احتضنته دولة قطر وبكل نجاح وهذا النجاح هو للعرب جميعاً وليس لدولة قطر فقط، وهذا إن دلَ على شيء فإنه يدُل على أن العرب قادرون على مقارعة الأجانب في التنظيم والإدارة والترتيب وزاد عنهم الضيافة العربية الأصيلة وحُسن الاستقبال، وهذه البطولة غيّرت كل المفاهيم التي كان الغرب يتغنى بها عن العرب، فهي رسالة عروبية خالصة لكي نتوحد ويحب بعضنا بعضاً بعيداً عن الممارسات اليهودية والإمبريالية والصهيونية، وما لفت الأنظار هذه الملاعب الفخمة التي تفوق الخيال وهي تشبه كثيراً الملاعب الأوروبية والإنكليزية تحديداً، كما أن أرضية هذه الملاعب تبهر الدارس والمتابع وخصوصاً في حرارة الطقس القاسية في دول الخليج العربي، والنقطة الثانية في هذه النهائيات هي تلك الصورة التي رسمتها المنتخبات العربية وما حققته من نتائج باهرة ونخص بالذكر المنتخب المغربي وبلوغه الدور الربع النهائي لأول مرة مع أمنياتنا بأن تتقدم المغرب خطوة أخرى بتجاوز عقبة البرتغال لبلوغ النهائيات، والنقطة الثالثة التي يجب أن نتعلم منها هو الالتزام الرائع للاعبين في تقبل قرارات الحكام من دون اعتراض أو شتائم أو تدخلات من هنا وهناك كما يحصل في مباريات الدوري العربي.
أما النقطة الرابعة فهي ما لفت انتباه العالم بأسره لحضارة اليابان التي علمت العالم النظافة والرقي بأن تقوم السفارة اليابانية بتوزيع أكياس النظافة حيث ألا يغادر المشجع الياباني إلا وقد تركَ مكان جلوسه كما كان نظيفاً ومرتباً، وهذا الأمر ليس على المدرجات فقط بل في مشالح اللاعبين وهي صورة من صور الرقي والتألق وهو ما علمه الإسلام للمسلمين، وأخيراً وليس آخِراً فخروج منتخبات عريقة على يد منتخبات أقل منها مثل ألمانيا وإسبانيا والبرازيل هي مسألة مهمة يجب أن نتعلم منها تقبل الخسارة والمواساة التي تقبلها البرازيليون من الكروات بعد خسارة البرازيل بفارق ضربات الجزاء الترجيحية، ومنها ما يحقق معادلة القناعة بالفوز والخسارة وأنهما وجهان لعملة واحدة وهي الرياضة فهل نتعلم ونعلم الأجيال القادمة؟
سيرياهوم نيوز3 – الوطن