شعراء وعظماء كان التسامح حياة لهم

تعد مبادئ التسامح والتعايش عاملاً أساسياً لازدهار المجتمعات وقاعدة أساسية تُبنى عليها المجتمعات المنتجة، في بيئة يضع فيها الأفراد اختلافاتهم جانباً، ليعملوا يداً بيد للارتقاء بحياة الإنسان من أي عرق أو ثقافة كان.

يوم السادس من تشرين الثاني هو اليوم الدولي للتسامح، وقد أعلنته الأمم المتحدة للاحتفاء منذ عام 1995، على أمل تعزيز التفاهم المتبادل بين مختلف الثقافات والشعوب ونبذ الخلافات والعنصرية، عدا الحديث عن أهمية ثقافة التسامح بين الأفراد، في ظل ظروف عالمية متشعبة ساهمت في تجذر العنف والنفور.

وقد تم إقرار هذا اليوم احتفاءً بذكرى مرور مئة وخمسة وعشرين عاماً على ميلاد المهاتما غاندي.

التسامح في الشعر

الإمام محمد إدريس الشافعي (767 – 820 ميلادي) ثالث الأئمة الأربعة ومؤسس علم أصول الفقه يقول:
لما عفوت ولم أحقدْ على أحد
أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ
إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه
لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ
وأظهرُ البشر للإنسان أبغضه
كأنما قد حَشى قلبي محباتِ
الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهم
وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ

الشاعر العباسي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس (762 – 813 ميلادي) يقول:

فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً
حَفِظتَ شيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ
لا تَحظُرِ العَفوَ أن كُنتَ اِمرَأً حَرِجاً
فَإِنَّ حَظرَكَهُ في الدينِ إِزراءُ

الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن العباس بن جريج المعروف بابن الرومي (836 – 896 ميلادي) يقول:

ما أحسن العفوَ من المالكِ لاسيما عن هائمٍ هالكِ
يا أيُّها السالكُ من مُهجتي مسالكًا أعيتْ على السالكِ
محكْتَ في هجرِك لي ظالماً ولسْتُ في حُبّك بالماحِك
يا قمراً أوْفى على سَرْوةٍ وسرْوَةً أوفت على عانِك

الأديب والفيلسوف والمفكر أحمد بن عبد الله المعري المقلب بأبي العلاء المعري ( 973 – 1057 ميلادي) يقول:

إذا عثرَ القومُ فاغفرْ لهم فأقدامُ كل فريق عُثر

ويقول أيضاً:

إِذا عفْوتَ عن الإنسان سيئة
فلا تروِّعهُ تأنيبا وتَقْريعا

الشاعر العباسي إسماعيل العنزي الملقب بأبي العتاهية (747 – 826 ميلادي) يقول:

خليليَّ أن لم يغتفرْ كُلُّ واحد
عثارَ أخيه منكما فترافضا
وما يلبثُ الحيانِ أن لم يجوِّزوا
كثيرا من المكروه أن يتباغضا
خليلي بابُ الفَضْل أن تتواهبا
كما أن بابَ النصِ أن تتعارضا

حكم وأقوال

ومما تناقلته كتب التاريخ والفكر عن التسامح لمفكرين وكتّاب:

– التسامح جزء من العدالة (جوزيف جوبير – كاتب فرنسي).

– التسامح هو أكبر مراتب القوة، وحب الانتقام هو أول مظاهر الضعف (نجيب محفوظ – أديب مصري).

– التسامح أرقى أنواع النسيان. (كروستوفر شولز – مخترع أميركي).

– التسامح هو الشك بأن الآخر قد يكون على حق (كورت توخولسكي – كاتب ألماني).

– التسامح والرحمة من صفات الواثقين بأنفسهم ولا يعرفون الخوف (باولو كويلو – روائي برازيلي).

– لا يغيظني الوقوع في الخطأ فهو شيء يمكن التسامح فيه، وهو شيء رائع لأنه يؤدي إلى الحقيقة، ما يغيظني هو الإصرار على إنكار الأخطاء (فيودور دوستويفسكي – كاتب وفيلسوف روسي).

– مسؤولية التسامح تقع على من لديهم أفق أوسع (جورج اليوت – روائية إنكليزية).

– لا أحب كلمة التسامح ولكن لا أجد كلمة أفضل منها (المهاتما غاندي – زعيم هندي).

– كن شديد التسامح مع من خالفك الرأي فإن لم يكن رأيه كل الصواب فلا تكن أنت كل الخطأ بتشبثك برأيك (فولتير – كاتب فرنسي).

– التسامح من شيم الشجعان (إنديرا غاندي – سياسية هندية).