آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » الزراعة تتراجع بالغاب! … الأسعار التشجيعية غير مشجعة والفلاحون يتجهون لزراعات هامشية قليلة التكلفة

الزراعة تتراجع بالغاب! … الأسعار التشجيعية غير مشجعة والفلاحون يتجهون لزراعات هامشية قليلة التكلفة

محمد أحمد خبازي

يعزو مزارعون في منطقة الغاب تراجع زراعة المحاصيل الإستراتيجية والخضروات الشتوية والبقوليات الغذائية والمحاصيل العلفية وحتى النباتات العطرية والطبية، إلى عدم توفير مستلزماتها بالكمية اللازمة والتوقيت المناسب، من بذار وأسمدة ومحروقات، إضافة لارتفاع كلفتها الإنتاجية إلى أضعاف ما كانت عليه في السنوات الثلاث الأخيرة.

 

وبيَّنَ العديد منهم لـ«الوطن» أن الأسعار التشجيعية التي تحددها الحكومة للمحاصيل غير تشجيعية أيضاً!. وأوضح بعضهم أنه من الضروري أن يكون دعم الفلاح على إنتاجه، بمعنى إقرار سعر رسمي للمنتج بعد دراسة تكاليفه من حراثة الأرض وزراعتها إلى جني المحصول ونقله لمراكز التسويق أو تسليمه للمؤسسات، ومن ثم إضافة مبلغ مجزٍ تلحظ الحكومة فيه تعب الفلاح خلال الموسم الزراعي والدورة الإنتاجية لكل محصول، وبشكل يحقق له حداً مقبولاً من العيش بكرامة وإعالة أسرته وتمكين أبنائه من التعليم وخصوصاً الجامعي.

 

ولفت بعضهم إلى أن الدعم الحالي سيئ جداً، فمرة يعطوننا البذار بعد انقضاء موعد الزراعة، ومرة يسلموننا نصف الكمية اللازمة من المحروقات، ويعدوننا بالنصف الثاني ولكن لا ينفذون وعدهم، ومرة ييبعوننا السماد بأسعار جهنمية ومرة يقرون أسعاراً للمحاصيل بحسب التكلفة الرائجة حين إقرارها، ولكنها ترتفع للضعف عند الجني والقطاف!.

 

وذكر الفلاحون أن النتيجة هي خسارة الفلاح، وتراجع الزراعة وتفاقم أزمة توافر المحاصيل المهمة على الصعيد الوطني.

 

وطالب الفلاحون بتوحيد الجهات التي تدعم الفلاح، وبتمويل كل مستلزمات الزراعة ديناً من المصارف الزراعية.

 

ومن جانبه، بيَّنَ الخبير الزراعي وعضو اللجنة الوزارية لتطوير الزراعة بالغاب الدكتور المهندس بسام السيد لـ«الوطن»، أنه نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، وعدم توافرها بشكل يلبي حاجة المزارع، إضافة للسعر الموضوع الذي لا يتواءم مع التكلفة، كل ذلك سبب ابتعاد المزارع عن زراعة المحاصيل الإستراتيجية وأهمها القمح، والتوجه نحو زراعات أقل تكلفة من حيث العمليات الميكانيكية والخدمة والنقل، ويعدها المزارع أكثر ربحاً.

 

وأوضح أنه تم التوجه نحو زراعات هامشية كالشعير والكمون وحبة البركة الشمرة والحلبة.

 

وسببت زراعة الذرة الصفراء وتجاهل الجهات المعنية لهذا المحصول، درساً قاسياً للمزارع. وأما الشوندر السكري فإن زراعته هذا العام خجولة وباتجاه الانقراض!.

 

ولفت إلى أنه لرأب الصدع الذي حصل يمكننا ذلك من خلال مبلغ مجز وحقيقي للمزارع على المنتج، الذي يسلمه للجهات العامة، وهو أحد الطرق المثلى التي تشجع على زراعة المحاصيل الإستراتيجية.

 

ومن جانبه، بيّنَ مدير الثروة النباتية بالهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس وفيق زروف لـ«الوطن»، أن تتبع خطة زراعة المحاصيل الزراعية والخضر الشتوية والعلفية والنباتات العطرية بالغاب حتى 11 الشهر الجاري، تشير لتدني المساحات المزروعة.

 

وأوضح أن مجموع المساحة العامة المقررة لزراعة القمح المروي والبعل 61534 هكتاراً، منها 52725 هكتاراً والمنفذ فيها 12705 هكتاراً فقط.

 

وأما المساحة العامة المقررة لزراعة الشوندر السكري العروة الخريفية، فتبلغ 1392 هكتاراً والمنفذ 866 هكتاراً. على حين مساحة البقوليات الغذائية العامة المروية المقررة نحو 2500 هكتار منها بالمناطق الآمنة نحو 2000 هكتار، والمنفذ فيها نحو 114 هكتاراً فقط، منها 82 هكتاراً مزروعة بالفول و16 هكتارات بالحمص، و16 هكتاراً بالبازلاء.

 

ولفت زروف إلى أن مساحة الخضر الشتوية المروية والبعلية المقررة نحو 1600 هكتار منها 1333 هكتاراً بالمناطق الآمنة والمنفذ فيها نحو 388 هكتاراً. على حين مساحة المحاصيل العلفية العامة المروية والبعلية المقررة نحو 3780 هكتاراً منها 3082 هكتاراً بالمناطق الآمنة، والمزروعة فيها نحو 499 هكتاراً. وأما مساحة النباتات العطرية والطبية مثل حبة البركة والكمون والكزبرة والشجرة واليانسون، فتبلغ نحو 2500 هكتار المروي والبعل، منها بالمناطق الآمنة نحو 1849 هكتاراً، والمزروع منها 71 هكتاراً منها 61 هكتاراً بالكزبرة فقط وعشرة باليانسون.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قطاع الزراعة في سوريا..الأهمية الغائبة!!

  ايهاب اسمندر تهتم معظم الدول المتطورة والنامية بقطاع الزراعة؛ لما يحتويه من فرص اقتصادية؛ ففي الدول المتقدمة؛ ينظر إلى المنتجات الزراعية على أنها ذات ...