فاتح جاموس
لا شك ان وفاة هذا الصديق خسارة شخصية وخسارة مجتمعية وخسارة علمية….ويشكل بالنسبة لي نموذجا خاصاً جدا في وسط النخب السورية نموذجا من الكرم الشخصي والشجاعة الشخصية التي ارتقت وغدت توحدية وصوفية ذاتية بدرجة شبه مطلقة…من يصدق اننا نحن الاثنان وعلى الرغم من الصداقة والمودة العالية والتقدير والادعاء اننا معارضين للسلطة راديكاليين…من يصدق اننا لم نستطع الاتفاق على أي خطوة منهجية تشاركية في عمل المعارضة الوطنية الداخلية…كان نموذج الصديق والاستاذ أحمد خارج اي عمل جماعي تشاركي طور شجاعته الفردية مع بدء الأزمة.وتجاوزت حدود النكتة القارصة والجارحة… وخاصة في السنوات القليلة السابقة الى حدود مفتوحةوبقيت فردية خارج اي تنسيق…مع بقائها بوضعية تركيز على العناوين المستحقة على رأسها مفهوم وحقيقة مكمن السلطة واتخاذ القرارات وموقع القوة التحالفية بين السلطة ومجموع اكثر الفئات الطبقية حقارة واستهتارا وتعاليا واستغلالا للشروط…
وكذلك قضية العلمانية كما دور كامل المنطق الديني بما فيه دين المدن الكبرى.. ومؤسساته التي تحميه السلطة والدولة والقانون لأنه هو الذي حماها ويحميها وليس الفقراء واولادهم من هذه الجغرافيا او تلك او هذه الطائفة او تلك…بالطبع كان ولا يزال المشروع الذي أسعى اليه مع رفاقي في تيار طريق التغيير السلمي المعارض السلمي ومن يشبهنا …مشروع نواة نخب وطنية شجاعة وعقلانية وذات اعتبار وطني لنكون قوة تعمل على نفس موضوعات الصديق أحمد مضافا وتركيزا على قضايا الفئات الاجتماعية الطبقية الشعبية انما بصورة جماعية ومسؤولة ومنهجية لتكون قضايا اقامة الحوار الداخلي ومنهجية التشارك والتوافق والخطوات التراكمية التدريجية والتواثق الوطني وتحمل كامل الأذى المحتمل من السلطة…فهي حتى الآن رافضة لذلك وتعمل على ترهيب وقمع أي مشروع مشابه ولا تسعى لأي تغذية مضادة للتغذية الأمريكية وصفها….وهذا نداء متجدد من اجل هذا المشروع…وانا حزين لأن الشجاعات الفردية وعلى ندرتها لا تعمل سياسة جادة، اتذكر صديقي المرحوم احمد واتشجع اكثر على البحث والحوار والتأطير المشترك لهؤلاء الشجعان والعقال….
وكل يوم يموت أحد والخسارة مفتوحة…
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب)