الدكتورة حسناء نصر الحسين
تستمر الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الأوروبي بممارسة السياسات العدائية تجاه الشعب السوري مستخدمين سلاح العقوبات الاقتصادية احادية الجانب على هذا الشعب الذي ارهقته سنوات الحرب الطويلة وما خلفته هذه الحرب من تدمير للاقتصاد وللبنى التحتية لهذا الشعب وان كان سلاح العقوبات الاقتصادية سلاحا امريكيا فلا ننسى ان الحرب بكلها هي حربا امريكية غربية اسرائيلية على الدولة السورية والتي كان لها اهدافها السياسية في الاستراتيجية الامريكية بدءا من اسقاط الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها وهذا ما فشلت في تحقيقه لتنتهي بالعقوبات الاقتصادية الجائرة لمعاقبة الشعب الذي صمد والتف حول قيادته وجيشه لإلحاق الهزيمة بالمشروع الامريكي .
على الرغم من الدعاية الامريكية العالمية التي سوقت للقانون الامريكي المعروف بقانون قيصر لحماية المدنيين السوريين الا ان هذا القانون ماهو الا ورقة لبازار سياسي اوجدته واشنطن لتساوم من خلاله حكومة دمشق على مطالب سياسية كانت قد فشلت في تحقيقها من خلال ادواتها الارهابية خلال العشرية السوداء ليقترن قرار رفع هذه العقوبات عن الشعب السوري ببنك اهداف امريكا في سورية
وفشل امريكا في اخضاع حكومة دمشق لمطالبها وشروطها ادى الى استمرار واشنطن بعقوباتها بل وتوسيع دائرة القطاعات والشركات والشخصيات الاقتصادية حتى الدول التي تنخرط في اتفاقيات اقتصادية مع الدولة السورية لتضع سورية والشعب السوري في حالة شلل اقتصادي اثر بشكل كبير على الحياة اليومية للشعب السوري ورأينا كيف عرت واشنطن نفسها وكشفت زيف ادعاءاتها من خلال التسويق لهدف هذه العقوبات والتي قالت واشنطن بانها تأتي لحماية المدنيين من خلال عدم شمل المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية في الشمال والشرق السوريين بهذه العقوبات حيث تواجد عملائها من الجماعات التي تنفذ المشروع الانفصالي المعروف بالدولة الكردية .
لم تكتف واشنطن بفرض العقوبات بل كان لها الباع الاطول في تدمير البنى التحتية السورية ومحافظة الرقة السورية شاهد على إرهاب الآلات العسكرية الأمريكية التي حولتها لمدينة أشباح كما هو الحال مع المناطق والبلدات التي تسيطر عليها الجماعات الارهابية والمناطق المحررة من براثن هذا الارهاب .
ليبقى المواطن السوري يعاني من حالة انعدام ابسط مقومات الحياة وانعدام الأمل بغد افضل فهو الذي يدفع ثمن ارهاب دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة والمساواة التي تنادي بها واشنطن والدول الغربية الا ان هذه الشعارات ليست سوى قنابل موقوتة تفجر من خلالها هذه الدول الشعوب وترمي بهم الى المخيمات واللجوء والموت البطيء نتيجة صعوبة تحقيق ابسط احتياجاته من مأكل ومشرب وصحة وخدمات وتدفئة فكل القطاعات الخدمية للمواطن السوري اصابها سم الافعى الامريكية فالدولة السورية كانت تتمتع باكتفاء ذاتي قبل فترة الحرب الكونية عليها فلديها المساحات الزراعية الشاسعة ولديها الطاقة والمعامل والمصافي والموانئ والمواطن السوري لم يكن يشعر بهذا النقص الحاد في احتياجاته قبل فترة العدوان وكانت المديونية للدولة السورية صفر .
لتأتي الليبرالية الامريكية لتسرق الامن والامان والاستقرار من الشعب السوري والحياة الكريمة التي كان ينعم بها وان لم تكن حياة رخاء الا انها كانت حياة كريمة آمنة مستقرة .
لو كانت واشنطن مهتمة بالمواطن السوري لما شنت عليه حرب عالمية ثالثة وما كانت لتسرق خيراته ونفطه وغازه وبشكل يومي نرى اعداد من ناقلات النفط تخرج من الحقول السورية المحتلة امريكيا الى المقرات الامريكية في العراق وتحرمه منها لتمول حربها على هذا الشعب من جيبه امام مرأى العالم بأسره دون حسيب او رقيب .
لنرى الخلل الكبير في تطبيق مفهوم حقوق الانسان وازدواجية معاييره بل وتسييسه
فرأينا كيف يتم التباكي على اوكرانيا من قبل دعاة حقوق الانسان وكيف فتحت الخزانات المالية لهذه الدول لدعم اوكرانيا وتقديم مليارات الدولارات لمساعدتها في قطاع الطاقة وتجنيبها صقيع الشتاء بينما تقوم هذه الدول بفرض العقوبات على سورية وسرقة ثروة الشعبي السوري المتمثلة بالطاقة من الشمال السوري وتركه يعاني برد الشتاء .
ولو كان هناك رأي عام دولي حقيقي وغير خاضع للبروباغندا الامريكية الغربية لرأينا هذه الشعوب واصحاب الكلمة الحرة تطالب برفع العقوبات الجائرة عن الشعب السوري وكل الشعوب التي تعاني من ارهاب العقوبات الامريكية ولرأينا تمرد لدى الدول التي تمتلك القدرة على مساندة الشعب السوري ليس فقط بالتصريحات السياسية بل بالفعل الحقيقي .
وقد آن الأوان ليرفع الصوت عاليا بوجه الغطرسة الامريكية ومطالبتها برفع يدها عن شعوبنا ودولنا وترفع
عقوباتها الجائرة التي تمس الكرامة الإنسانية للشعب السوري وبقية الشعوب الحرة فالعقوبات القسرية الغير شرعية فشلت في تحقيق اهداف امريكا السياسية لكنها نجحت في زيادة اعداد الوفيات والجياع وانتشار الأوبئة والمهاجرين والجريمة في هذا العالم .
باحثة في العلاقات الدولية
سيرياهوم نيوز 4-سانا