عبد الفتاح العوض
ما طرق تفاعلنا مع الأحداث العامة؟
معرفة الطريقة التي يتفاعل فيها الناس مع الأحداث العامة تعطي انطباعاً عنهم وعن قدراتهم على مواجهة المشاكل والأزمات الكبرى.
بعض الناس عندما تداهمهم المشاكل الكبيرة يصابون بالإحباط ويعيشون أجواء الاكتئاب وتسيطر عليهم المشاعر السلبية.
آخرون يبدؤون بالصراخ والشتائم ونقل الموضوع باتجاهات أخرى حيث يصوّبون سهام الغضب على الجميع من دون تمييز.
قسم من الناس تنبع لديهم مشاعر السخرية ويبدو دمهم أخف من ذي قبل ويتحولون إلى برنامج نكات فيها كثير من التجريح وقليل من الضحك.
بعض الناس غير مبالين لما يجري حولهم، وخاصة الذين يملكون ما يمكن أن يحل مشاكلهم مهما كانت.
هذه الأنواع من التعامل مع المشاكل تعتبر أمراً طبيعياً، وخاصة أن هذه الانفعالات تستمد مشروعيتها من أنها تصدر عن الناس بشكل عفوي من دون تخطيط مسبق. فما يخرج منا في هذه الحالات هو ثقافتنا وطبيعتنا وما تعلمناه في مجتمعاتنا الصغيرة والكبيرة.
ومع تنامي واتساع دور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح كل شخص يحرص أن يعبر عن انفعالاته بسرعة وأحياناً بتسرع من دون أن يضعها في أي ميزان.
كل هذا يحدث ونحن نناقش القضايا والأحداث العامة التي من المفترض أن تخضع لمعالجة من مستوى آخر.
إن كان ما يقوم به الناس حالة طبيعية، وهي جزء من ثقافة المجتمع وأسلوبه في التعبير عن نفسه، لكن الشيء الذي لا يمكن أن نعتبره أمراً طبيعياً أن تشارك النخبة من خبراء ومثقفين ومسؤولين سابقين بالحديث الانفعالي سواء من الصراخ والشتائم أم السخرية والنكت الباردة أو حتى إشاعة الإحباط واليأس.
ثمة دور نحتاجه وهو تقديم مبادرات لحلول ومقترحات من الخبراء وإشاعة أجواء تنشر الأمل. وآخر ما نحتاجه من الخبراء أن يغضبوا!!
حتى الآن لا توجد آليات عمل تساعد على تنمية روح المبادرة في المجتمع، علماً أن العقلية الحكومية تسهم بكبت المبادرات، فلم توجد حتى الآن ورشات عمل في كل قطاع للبحث عن الحلول، ولم يتم استضافة خبراء سواء من داخل سورية أم من خارجها للاستماع إلى أفكار من خارج الصندوق.
أعتقد أن أي مسؤول مضى على وجوده في منصبه عدة سنوات لا شك أنه قدم ما يعرف، أو لنقل أنه أعطى إمكاناته، هذا إذا تمتعنا بحسن الظن بهم، يبقى أنه يحتاج إلى الاستماع إلى أفكار من خارج دائرته ومعارفه، لكنه بثقافة تفكير متأصلة لا يتوقع أن يسمع أفكاراً ذات قيمة من أي أحد غيره!!
نحن بأمس الحاجة لخلق آلية إنتاج الأفكار ومزارع للحلول.. وهذا لا يتم إلا من خلال التفاعل الفكري بين من هم في دائرة المسؤولية مع أولئك الذين ينظرون إلى القضايا من خارجها، وغالباً ما يكون لديهم القدرة على رؤية الأشياء بشكل أوضح وأعمق.
أقوال:
– من الأنسب تسمية الخيال من دون مبادرة أحلام اليقظة الخاملة.
– بعد عشرين عاماً من الآن، ستشعر بالإحباط تجاه الأشياء التي لم تقم بفعلها أكثر من الأشياء التي قمت بفعلها، لذا قم بأخذ المبادرة واترك الخوف من فعل ما ترغب فيه لتحقق ما تحلم به.
– «عندما نكون في الاتجاه الصحيح، كل ما علينا فعله هو الاستمرار في المشي.
الوطن
(سيرياهوم نيوز4-الوطن)