| غانم محمد
بإمكانكم أيها السادة، إن كنتم تحبون أن تبقى أسماؤكم متداولة في الأخبار وعلى مواقع التوصل الاجتماعي، بإمكانكم أن تتحدثوا عن قضايا فوق اهتمام الإنسان العادي، وعن خطط مستقبلية غير واضحة المكان والزمان، فهنا قد لا يعترض تصريحاتكم أحد، أما أن تحاولوا إقناع أي إنسان عادي بأن إجراءاتكم على الأرض قد خلّصت المواطن من كلّ معاناته أمام سلعة معينة، فهذا ما لن تقدروا عليه لأن (المي تكذب الغطاس)، ومفردات اللحظة التي يعيشها كلّ منا أكثر صدقاً من أي تصريح..
أزمة (المتة)، لم تحلّها سياراتكم الجوالة، وحتى الصور التي يفترض أنها تمجّد إجراءاتكم، جاءت لتؤكد أن ما تفعلونه تحت سقف السورية للتجارة ما هو إلا ذرّ للرماد في العيون..
كنتُ، وما زلت مقتنعاً أن نظام (البطاقة الذكية) هو الحلّ، لكن حتى تكون حلاً حقيقياً يجب توفر المواد التي تمّ إدراجها على قائمة (العناية الاستهلاكية) واستمرارها، إذ ما نفع أن يكون كيلو السكر على البطاقة الذكية بعشر ليرات ولا يتوفر إلا كل شهر أو بضعة أشهر، وهذه حقيقة، ولا تأخذوا بعض الصالات المركزية في مراكز المحافظات مقياساً فهناك المناطق والبلدات ومعظم الريف التي لا يأتي صالاتها الإمداد إلا أن يشاء ربي!
الحديث الآن عن إدراج المتة على البطاقة الذكية.. هي خطوة سنقول إنها عرجاء إلى أن يثبت العكس، وستحتكم إلى قاعدة تقديراتكم التي قد لا تكون حقيقية كما كان الأمر مع كمية الخبز المخصصة لكل فرد، والحل الحقيقي لما سُمي (أزمة المتة) هو إنهاء احتكار استيرادها -ان كان محتكراً كما يقال-، ودعم مقومات صناعتها، والتدخل لنقلها بأجور معقولة عبر سيارات السورية للتجارة وتوزيعها على كل تجار المفرق.
(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع)