وائل الأمين
عبدلله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي في زيارة مفاجئة لدمشق.. والاقتصاد أبرز العناوين. هذه هي الزيارة الثانية للوزير الإماراتي إلى دمشق تقول وكالة الأنباء الإماراتية وام بحثت الزيارة عمق العلاقات بين البلدين وكذلك اتطلع الوفد الإماراتي على آخر التطورات على الساحة السورية ولكن؟؟ هل التقارب السوري التركي دفع بن زايد لهذه الزيارة المفاجئة؟
قد تكون الإمارات أكثر المستفيدين من التقارب السوري التركي وربما تكون قد تفاءلت بفتح الطريق التجاري التركي الخليجي عبر سوريا، وبهذه تكون قد كسبت الكثير لعدة أسباب أهمها:
ـ أولاً: الاستثمار الإماراتي في تركيا ليس وليد اللحظة، فقد أسست الإمارات صندوق استثمار في تركيا بقيمة 10 مليار دولار ويمكن أن نقول أن الإمارات بهذه الزيارة جاءت لتطمئن على آخر المستجدات بين دمشق وأنقرة، خاصة أن الخارجية التركية أعلنت أنه من الممكن أن يلتقي جاويش أوغلو مع وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد هذا يعني أن اللقاء الدبلوماسي إن حصل فإن العلاقات السورية التركية بدأت تعود تدريجياً إلى سابق عهدها وهذا يعني أن خط التجارة بين أنقرة ودمشق سيعود لعمله قبل 2011 مما يضمن وصول البضائع التركية للخليج العربي وهذا ما تسعى إليه الإمارات.
ـ ثانياً: إذا كانت الزيارة بحثت الجانب الاقتصادي فلماذا لم ترسل الإمارات وزير التجارة؟ فهو الأجدر بهذه المهمة وهو قادر على عقد الاتفاقيات التجارية، ولكن بحسب محللون فإن زيارة من هذا النوع قد تكون محملة برسائل دبلوماسية وقد تكون السعودية فهي الأقرب للإمارات وهي في باب التوجه لسوريا لعدة أسباب أهمها الاستثمار السعودي في تركيا بقيمة 18 مليار دولار وفق ماقال وزير التجارة السعودي ماجد القصبي في مقابلة مع قناة TRT عربي، والسعودية كذلك الأمر تريد ضمان نقل البضائع التركية للخليج، وكذلك خروج سوريا من حرب شنتها أغلب دول العالم منتصرة هذا يجعل السعودية تعيد حساباتها في المنطقة وهنا يكمن السؤال التالي:
هل ستقود الإمارات قطار المصالحة السورية_ العربية؟؟
قد تكون الإمارات حالياً هي الأجدر بهذه المهمة، فهي قريبة من كل الدول العربية من جهة وتعزز علاقاتها بسورية بقوة من جهة أخرى، وقد تكون أول الدول العربية الواصلة لدمشق هي السعودية التي تخيّم على العالم العربي، وهذا سيصب في مصلحة الشعب السوري بالدرجة الأولى فكسر الحصار الاقتصادي الجائر المفروض عليه هو من أولويات الدولة السورية المنتصرة في حرب ضروس شنتها الدول الداعمة للإرهاب، ولكن من سيقود قطار المصالحة السورية_ الغربية؟؟
إذا سارت اللقاءات مع الجانب التركي كما تريد الدبلوماسية السورية فإن أنقرة هي ستلعب هذا الدور لقربها من دوائر صنع القرار في أوروبا، ولا ننسى شرط الدولة السورية في حصولها على الدعم التركي في إزالة الحصار على الشعب السوري وهذا يعني أن الدول الأوروبية ستكون على باب الانتظار في دمشق عندما تتهيأ الظروف لذلك.
رسائل بالجملة تتلقاها دمشق يظهر بعضها ويبقى بعضها سرياً، فالدبلوماسية السورية تعرف جيداً كيف ترد ومتى سترد، فالعالم يُكتب من جديد والتغيرات على الساحة الدولية تفرض أجنداتها، ومن واجه حرب ضروس لمدة اثني عشر عاماً يدرك تماماً كيف سيلعب أوراق النصر.
في كل الحروب يوجد منتصر ومهزوم، والمنتصر اليوم هو الشعب السوري بقيادته الحكيمة وشعبه الصامد وجيشه المغوار الذي بذل الغالي والرخيص ليبقى علم سورية عالياً، والمعادلة الدولية لعالم متعدد الأقطاب بدأت بالظهور، فبعد التقارب التركي من دمشق هل ستقدم واشنطن انسحابها من الأراضي السورية كجزءاً من التفاهمات القادمة؟؟ أم أن للأحداث القادمة رأي آخر؟؟ يتساءل مراقبون ؟.؟
كاتب وإعلامي سوري
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم