محمود بري
تدور حبكة الرواية حول جرائم قتل مُبهمة الظروف تحفّ بها الألغاز والمفاجآت، في سياق أجواء الروايات البوليسية التي صنعت شهرة كاتبتها.
اسم الكتاب: مصيدة الفئران (The Mousetrap)- مسرحية.
الكاتبة : أغاثا كريستي. من أشهر الكاتبات في مجال القصص الجرائمية المشوقة والمثيرة في بريطانيا والعالم. العمل هو مسرحيتها الوحيدة.
الناشر (بالإنكليزية) توماس دُون للكتب، نيويورك
ترجمة: د. إيمان معروف |
“مصيدة الفئران” مسرحية إنكليزية منسوجة بالغموض والتشويق على الطريقة المعروفة لكاتبتها ذائعة الصيت “أغاثا كريستي”. تدور حبكتها حول جرائم قتل مُبهمة الظروف تحفّ بها الألغاز والمفاجآت، في سياق أجواء الروايات البوليسية التي صنعت شهرة كاتبتها.
ظهرت للمرة الأولى كمسرحية إذاعية مدتها 30 دقيقة، في مناسبة عيد ميلاد الملكة ماري زوجة الملك جورج الخامس، وكان عنوانها في البداية “ثلاثة فئران عمياء”. وبعد أن عرفت رواجاً كبيراً، وسّعتها الكاتبة وأعادت تسميتها فجعلتها بعنوان “مصيدة الفئران”.
أول عرض لها كمسرحية على الخشبة جرى في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1952 على المسرح الملكي في نوتنغهام.
من الإذاعة إلى خشبة المسرح
تعتبر “مصيدة الفئران” العمل المسرحي الأكثر نجاحاً والأطول عمراً في تاريخ الأعمال المسرحية، ليس في المملكة المتحدة وحدها ولا في أوروبا فحسب بل على مستوى العالم. بلغت عروضها 28 ألف عرض على امتداد 67 عاماً، وشاهدها حتى الآن أكثر من عشرة ملايين شخص. وهي تستمر في اجتذاب عشاق الغموض وأجواء الإثارة والمفاجآت.
لا تنتسب مسرحية “مصيدة الفئران” إلى أيٍّ من كتّاب المسرح البريطانيين المعروفين، بل لكاتبة لم تُعرف في عالم الكتابة للمسرح. وهي في الأصل عمل إذاعي كما سبقت الإشارة، كاتبتها معروفة في مجال الرواية البوليسية الإنكليزية. وهذه واحدة من خصوصيات العمل وكاتبته.
من العمل الإذاعي الذي ألّفته، استمدت الكاتبة قصة تم إعداد المسرحية عنها لتباشر عروضها وتنتقل بالتالي من مسرح نوتنغهام إلى لندن في الشهر التالي. وفي العام 1974 انتقل العرض من مسرح “أمباسادور” اللندني إلى المسرح المجاور “سانت مارتن لي” (الذي كان افتتح في العام 1914) حيث ما زالت تعرض حتى اليوم. ولعل من بين ما يضفي ملامح خاصة على هذه المسرحية كونها تعرض على خشبة هذا المسرح بالذات، لما له من صفات خاصة كمسرح عريق وعتيق بمبناه التاريخي وطوابقه الملتفّة، وسلالمه الدائرية، ومقاعده المغطاة بالقطيفة التقليدية، وأرضيته الخشبية القديمة، واللوحات الذهبية التي تغطي جدرانه مع عبق الماضي الذي يفوح منه، الأمر الذي يجعل من عملية الدخول إليه لمشاهدة المسرحية أشبه بخروج من العصر الحالي، للولوج، كأنما بسحر ساحر، إلى عالم المسرحية وعصرها وأجوائها… (وهذا على الأقل ما عاينته بنفسي قبل سنوات).
يدور محور أحداث المسرحية حول سبعة أشخاص غرباء عن بعضهم اجتمعوا في لندن بطريق الصدفة والضرورة في دارة “مونكسويل مانور” للضيافة، وهي نوع من الفنادق على الأسلوب الإنكليزي الذي كان شائعاً في تلك الأيام.
بأسلوب كاتبة قصص جرائم التشويق والإثارة “كريستي”، تُدخل المتابع في خصوصيات أبطال العمل، فتسمّيهم أولاً وهم: كريستوفر ورين، السيدة بويل، ومايجور ميتكالف، وملكة جمال كيسويل، وهم ليسوا على معرفة سابقة أحدهم بالآخر، إنما كانوا يجتازون مدينة الضباب، كلٌ لشؤونه وفي سبيل أعماله وانشغالاته. وحدث أن فاجأهم طقس عاصف اضطرهم للبحث عن ملاذ يأويهم من عاصفة ثلجية هبّت وسط النهار وأحاطت بهم من كل جانب. هكذا تجمّعوا في بيت الضيافة هذا ووجدوا أنفسهم شبه محبوسين في الداخل بانتظار انجلاء العاصفة في الخارج للمضي في سبيلهم.
سرعان ما تفتح القصة باب أحداثها… “السيدة بويل” تزعج الحاضرين بأدبها المبالغ فيه ولياقتها المتكلّفة، وفجأة يدخل ضيف جديد: السيد “بارافيسيني”. يفهمون منه أن سيارته في الخارج علِقت في الثلج، ويعرّف عن نفسه بلهجة أجنبية امام الحاضرين ويقول إن سيارته انقلبت في جرف ثلجي وإن الثلوج أغلقت الطرقات وسكان المنزل محاصرون.
ويختتم حديثه بأنه محظوظ بالعثور على هذا المكان للجوء فيه من العاصفة.
سقوط “فأرة” أخرى
تعود القاعة إلى هدوئها المتوتر. الحاضرون يستسلمون رويداً رويداً لنعاس أفكارهم ويتجوّلون بعيون متثائبة في أرجاء المكان، وبنظرات حذرة على بعضهم البعض. وسط الصمت المُخصّب بالتوقعات يرنّ جرس الهاتف مزعجاً. مولي تجيب متحدثة مع المدير هوجبن من شرطة بيركشاير. يخبرها هوجبن أن جريمة حصلت… وأن دائرة الشرطة ترسل شرطياً للتحقيف في الأمر، هو الرقيب تروتر، وأن على عائلة رالستون (أصحاب بيت الضيافة) أن تستمع جيدًا لما يقوله لهم.
يتساءل الموجودون بتوتر عما جرى، ولا يستحبون كونهم اجتذبوا انتباه الشرطة، وهم في هذا المكان بطريق …الحظ السيء.
بعد حين وعلى حين غرّة يضجّ البهو المعتم بوقع أقدام ثقيلة على بلاط الأرضية تقترب إلى مجلسهم من حيث لا يصل شحوب الأضواء اللندنية الكسولة ليكشف التفاصيل. انتبه الجميع من خلواتهم بشيء من الحذر المشترك والتساؤلات المفتوحة على قلق وترقب، وارتدت الوجوء تساؤلات أعادت بثّ نبض الحياة والحركة في تلك الأجساد المستلقية بضيق على المقاعد. ولم يطل الأمر حتى انجلت الخطوات عن رجل ضخم الجثة يتهادى متقدِّماً تحت وابل نظرات الحاضرين.
تبيّن أنه رجل شرطة… وهو يُجسّد الصورة النمطية للشرطي الإنكليزي. كان رصيناً وجاداً بملامح قاسية كأنما هو خارج من مقلع حجارة، مما زاد الأجواء ثقلاً وإزعاجاً… وعندما تكلم أخيراً، قال إن اسمه “الرقيب تروتر” وإنه وصل إلى الفندق على الزلاجات… وإنه في صدد البحث عن قاتل يعتقد أنه قد يكون هنا في دار الضيافة.
وكأنّ جميع الحاضرين لم يستوعبوا في البداية ما قاله الشرطي، فلم تبدر عن أيّ منهم إشارة أو ردّة فعل وسط الوجوم المسيطر.
كان الشرطي يُبدي قلقه المشوب بشيء من الحذر، غير مُبالٍ بالمحدّقين به وقد راحوا ينتبهون إلى مغزى قوله، وهو يتابع الحديث بلهجة محايدة حتى الجفاف، عن وجود قاتل طليق يُعتقد أنه بين ضيوف القصر، وإنه جاء للقيام بمهام التحقيق والتدقيق والبحث. بالإضافة إلى خشونه مظهره فقد جاء صوته المليء بالرهبة ليزيد الأمور ثقلاً على مجموعة اللائذين بالدار الذين لا يجدون من حولهم غير ما يُضاعف التوتر وإزعاج التساؤلات التي تنهش الرؤوس.
وتُقلب صفحة الأحداث لتفتح على الكثير من الافتراضات… ينصرف الشرطي إلى التجوّل بين الوجوه والمقاعد مؤدياً واجبه بين مجموعة من المتخوّفين من تسلسل الحدث الذي وجدوا أنفسهم وسطه. وهكذا حتى انتهى الجميع إلى النوم.
بعد ظهر اليوم التالي، تبين أن الثلوج تساقطت داخل بيت الضيافة، فازداد قلق الحاضرين المتخوّفين، وهم ينتظرون جديداً من الشرطي الغارق في عمله.
السيدة بويل تكسر الصمت وتتحدث إلى الشخص الوحيد الذي يمكنها رؤيته غبر بعيد عنها وسط شحوب الإضاءة. فجأة وقبل أن يتمكن الشرطي من التوصل إلى أي نتيجة، تنطفئ الأنوار في المكان ويعلو صوت ضوضاء وشجار لا تتبيّن أطرافه. لحظات ثقيلة تمرّ وتدخل مولي الغرفة فتضيء الأنوار ليُفاجأ الجميع بالسيدة بويل ميتة على الأرض.
فئران مذعورة في المصيدة
أول من تكلّم إثر ذلك كان الشرطي، وقد ازداد صوته خشونة واشتدّت تقطيبة وجهه وهو مهتم في مواصلة تحقيقاته حول ظروف حياة وتاريخ كل شخص موجود في المكان، باعتبار أن الجميع مشتبه بهم، ولا بد أن يكون القاتل واحداً يتخفّى بينهم. وارتفعت وتيرة الأفكار الشاحبة في الرؤوس مع تزايد شكوك كل فرد بالآخر وافتراض أن هذا الذي إلى جانبه قد كان هو المجرم القاتل، أو ربما الضحية التالية… وتزداد الرهبة في يقين كل فرد من اللائذين هنا من عاصفة الطبيعة، ويخاف في الوقت ذاته على حياته منً إمكانية أن يكون هو نفسه الضحية. وتتداعى الافتراضات سوداء قاتمة في يقين كلّ من الموجودين الذين باتوا أشبه بمجموعة فئران مذعورة داخل مصيدة. وهنا المبرر الذي سوّغ للكاتبة تبديل عنوان مسرحيتها لتجعله “مصيدة الفئران”. ويعتمل ذلك كلّه وسط ظروف لا يملك أحد زمام السيطرة عليها في هذا المكان المعزول، بينما العاصفة الثلجية لا تني تزمجر هادرة في الخارج.
لا شك أن الكاتبة “كريستي” أحسنت استخدام تعابيرها وكلماتها المشحونة في صياغة المسرحية، لتتمكن من “بناء عمارة” التشويق والإثارة والرعب في آن معاً، وبالطريقة التي أجادتها أساساً في معظم ما تركته خلفها من روايات.
بسرعة غير اعتيادية انتشر خبر جريمتي القتل في لندن… ربما لأن المدينة الكئيبة أساساً، بضبابها المُعتم المُقيم، تستدعي مشاعر الضّيق النفسي من دون الحاجة لا إلى عاصفة ثلجية تزيدها كآبة وظلاماً ولا إلى جريمة قتل مُبهمة الظروف تتكرر للمرة الثانية في مكان غريب ينطوي على أسراره وخباياه ومفاجآته.
بعد قليل أذاع الراديو إسم الضحية (الأولى)، وتدعى ” مورين ليون”، وأعلن أنه قد عُثر في ثنايا ثوبها على دفتر ملاحظات (لم يذكر الخبر شيئاً عن محتواه). وهنا راحت الأفكار والهواجس تتراكض متزاحمة تتساءل عمّا يمكن أن يكون في ذلك الدفتر من إضاءات واسرار جديدة. بعد قليل يُعلن الراديو عن لسان الشرطة أن المشتبه به في جريمة القتل (الأولى) هو رجل يرتدي معطفًا داكناً ووشاحًا ثقيلاً ويعتمر على رأسه قبعة سميكة. هذا الوصف الذي يبدو للوهلة الأولى مفيداً لاكتشاف الجاني وتحديده، لا يلبث أن يتضح أنه وصف لا قيمة دليلية له. فمعظم أهالي وسكّان لندن يعتمدون مثل هذا الزي في فصل المطر وتحت زمهرير العواصف والأرياح.
تحقيقات تزيد الغموض
من دون مقدمات تُحلّ عقدة لسان الشرطي فيأخذ بالكلام موضحاً أن دفتر الملاحظات الذي عثر عليه في مكان ارتكاب الجريمة، احتوى على عنوان دار الضيافة “مونكسويل مانور” وعبارة “ثلاثة فئران عمياء”، مع إرفاق ذلك بملاحظة ذات مغزى كبير تقول “هذه هي الأولى”. والمعنى أن ضحية أخرى، ثالثة لا بد من توقع سقوطها بعد سقوط السيدة بويل. ومن واجب الشرطي “تروتر” معرفة كيفية تورط دار الضيافة في رالستون، وما إذا كان نزلاء هذه الدار في خطر… ويروح ينفرد بكل واحد منهم يسأله عن سبب ومبرر وجوده فيها.
ما كان يزيد من التوتر، مشاعر الخوف التي استباحت الجميع وسط أجواء التحقيق الجاري والذي قطع كل أنواع الأحاديث بين النزلاء أنفسهم، كما قطع أنفاسهم… بانتظار ظهور الخبر اليقين، ولا سيما بعد أن قام الشرطي بجمعهم في غرفة واحدة، في محاولة لفهم أحداث ومجريات ذلك المساء.
في لحظة معينة من مسار التحقيق وقعت الشكوك على النزيلة “رينا” باعتبارها تحمل علامات تشبه علامات القاتل الخفي. لكن “رينا” بدت أكثر سذاجة من أن تكون هي القاتل. وتأكد بما لم بترك مجالاً للشك أن القاتل المتخفّي يمكن أن يكون أحداً سواها… أيّ واحد من نزلاء دار الضيافة، وبالتالي فقد لبست الشكوك الجميع، بينما الشرطي يحدّق بنظرات مخيفة ومشككة ويقرر إعداد فخ لكشف المجرم.
بلهجة لا تخلو من الإحباط يشير الشرطي إلى أن حياة الجميع باتت في خطر حقيقي يحيط بهم من كل جانب، وأنه يمكن أن تحدث جريمة قتل ثالثة، بالنظر إلى الملاحظات المتبقية في دفتر الملاحظات الذي في حوزته، ويطلب أن يخبره كل واحد بالمكان الذي كان فيه عندما قُتلت السيدة بويل. عندما يسرد كل شخص مكان وجوده، يأخذ تروتر في الاعتبار التناقضات أو نقاط الضعف في قصصهم. أخيرًا، يعلن أن كل فرد في المنزل أتيحت له الفرصة لارتكاب جريمة القتل، لأن كل واحد منهم كان بمفرده في ذلك الوقت. فالأشخاص جميعاً في المنزل يفتقرون إلى الأعذار، بينما هو يفتقر إلى أي دليل يشير إلى أيّ أحد منهم على وجه الخصوص.
ومن دون أي تنسيق تدور في خلد الجميع تساؤلات مُربكة حول ما إذا كانت الشرطة قادرة على إنقاذهم من هذا المجهول المحيط بهم وحل القضية قبل أن يسقط “فأر” آخر.
المفاجأة
تدخل المسرحية في تعقيدات اشتهرت بها الكاتبة في مجموع قصص التشويق التي نشرتها، في سعي حثيث لتوسيع دائرة الشكوك والإثارة ورفع درجة التوتر. وكعادتها في قصصها، تصل إلى نهاية الحدث بشكل فُجائي صاعق… يسقط مثل صخرة على الرؤوس، وبسياق مفاجئ لا يتوقعه أحد: المجرم القاتل ليس سوى “الرقيب تروتر” نفسه، الذي يحقق في القضية!… وهو في الحقيقة ليس رقيباً ولا شرطياً أساساً، بل صاحب ثأر جاء لينتقم لمقتل شقيق له منذ زمن، وأدى دور الشرطي ليتسنّى له تنفيذ انتقامه.
بهذه الفجاءة تختتم “أغاثا” عملها المسرحي الوحيد والمميز… والذي لا يختلف في حقيقته عن واحدة من قصصها التقليدية المعجونة باللهاث، وقد صاغتها بشكل مسرحية.
الخاتمة
لعل من أفضل ما قرأت في تفسير مسألة نجاح هذه المسرحية، أن نجاح الكاتبة في ميدان القصص الجرائمية المشوّقة جلب النجاح للمسرحية وقيّض لها السمعة الجيدة التي اكتسبتها عبر العقود. وهذه مسرحية جديرة بأن توضع في المتحف كشاهد على التاريخ، إذ تقدم صورة لبريطانيا القديمة من حيث اللغة وأسلوب الأداء وملابس الممثلين وتصفيفات الشعر والشخصيات الغريبة التي اشتهرت برسمها أغاثا كريستي في رواياتها، والتي تحمل جميعها بصمات الإدانة من دون أن تكون بالضرورة قد تورطت في القتل، لكنها وقعت في خطيئة ما في الماضي.
ومن ضمن الجوانب التي يمكن انتقادها في المسرحية، انفصالها التام عما كان يعيشه المجتمع البريطاني في تلك الفترة تحديداً بعد الحرب العالمية الثانية. لكن من حسناتها أن الكاتبة كانت تفضل عموما الابتعاد عن الأجواء السياسية والتغيرات الاجتماعية الجارية من حولها، وتجعل شخصياتها تبدو كما لو كانت معزولة عن الزمان والمكان رغم إنكليزيتها الواضحة.
التصميم الخاص للمسرح ينتمي إلى العمارة الجورجية الإنكليزية، ويبدو كما لو كان مسرحاً خاصاً شيّده أحد النبلاء ليعرض فيه ما يروق له من مسرحيات على ضيوفه، ولا شك أن هذا الجو “الخاص” يلعب دوراً في إضفاء السحر والغموض على “مصيدة الفئران”.
نصيحتي أخيراً أنه يتعين عليك أن تتوخى الحذر وأنت تدلف إلى هذا المسرح، كي لا تقع في المصيدة
سيرياهوم نيوز1-الميادين