ذكرت مجلة “فورين بوليسي”، في تقرير، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن “قد يواجه صعوبة في تجنب الشرق الأوسط في عام 2023 وما بعده”.
وأوضح التقرير أنّ “بايدن قد يكون قريباً مشغولاً بقوى إقليمية أصغر حجماً من بلاده، ولكنّها مصممة على تعزيز مصالحها الخاصة وغير راغبة في اللعب وفقاً للقواعد الأميركية، مثل دول سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا، على الرغم من أنّ أهم أولويات السياسة الخارجية للإدارة الأميركية ستظل هي حرب روسيا ضد أوكرانيا ودور الصين الصاعد”.
لكن، وفقاً للتقرير، فإنّ “القوتين غير العربيتين، إيران وإسرائيل – إحداهما، الخصم الإقليمي الأول للولايات المتحدة، والأخرى أقرب صديق إقليمي لها، هما اللتان قد تحددان جدول أعمال العامين المقبلين”، مشيراً إلى أنّ “الآثار المترتبة على ذلك ليست مشجعة”.
وبيّنت “فورين بوليسي” أنّ “إدارة بايدن تواجه الآن الحكومة اليمينية الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل مع عودة بنيامين نتنياهو إلى منصبه كرئيس للحكومة، التي من المرجح أن تتسبب في زيادة خطيرة في التوترات في فلسطين، وفي قضية البرنامج النووي الإيراني”.
وتابعت أنّ “الأمر لا يتطلب الكثير من الخيال لرؤية كيف يمكن لأي عدد من الاستفزازات أن يؤدي إلى اضطرابات أوسع نطاقاً”، مثل ما حدث في معركة سيف القدس في أيار/مايو عام 2021 ، مشيرةً إلى أنّ “الانفجار ان حصل، سيصبح عاجلاً أم آجلاً مشكلة بايدن نفسه”.
ولفت التقرير، في السياق، إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن الهجوم على إيران في المستقبل”، وإلى “التسريبات الإسرائيلية حول التخطيط الأميركي الإسرائيلي المكثف لنوع من الضربة على إيران”، في وقتٍ “تبدو احتمالات العودة إلى الاتفاق النووي بعيدةً في هذه المرحلة، إذ إنّ بايدن اعترف الشهر الماضي بأن الصفقة قد ماتت، على الرغم من أنه لم يرغب في قول ذلك علناً”.
وأضافت “فورين بوليسي” أنّ “العالم يواجه حالياً إيران ذات الحوافز القوية للمضي قدماً في التخصيب”، في وقتٍ أعلنت “إسرائيل” عن نيتها “استخدام القوة، بوجود إدارةٍ أميركية أبدت دعمها للعمليات المشتركة ضد طهران، على الرغم من العلاقة المتوترة مع “تل أبيب” في بعض المحطات”.
وكان نتنياهو قد جعل النووي الإيراني قضيته الرئيسية، حين قال في أواخر كانون الأول/ديسمبر 2022: “لقد عدت إلى المكتب لسببٍ رئيسي واحد”، وأضاف: “أن أفعل كل ما بوسعي لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية”.
ووفق المجلة، “تشعر إسرائيل التي ستخسر أكثر من إيران المسلحة نووياً، بقلق متزايد بشأن مخزونات إيران”. وعليه، تطلب “تل أبيب مساعدة واشنطن. وابتداءً من الصيف الماضي، سافر وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك بيني غانتس، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي آنذاك إيال حولاتا، ورئيس الموساد ديفيد برنياع إلى واشنطن لحث إدارة بايدن على التخطيط لشن هجوم على إيران وإجراء جولة أخرى من التدريبات المشتركة لاختبار الخطط وضبط التنسيق الثنائي”.
وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر 2022 ، تم إطلاع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان “على الخطط العسكرية الأميركية، وتم تحديد موعد التدريبات المقترحة”. وبينما كان غانتس يستعد لترك منصبه مع مجيء حكومةٍ جديدة، قال “إن الحاجة إلى منع برنامج إيران النووي عسكرياً، أمرٌ يتفق عليه”، وفق المجلة التي أشارت إلى أنها ستكون مهمة خطيرة مع تطور قدرات إيران العسكرية.
وخلُص التقرير إلى أنّ “هذه التطورات تفعل أكثر من مجرد الإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة تدخل مرحلةً جديدةً محفوفة بالمخاطر”.
يذكر أنّ مجلة “نيوزويك” الأميركية، قد كشفت في وقتٍ سابق، أنّ الولايات المتحدة أجرت “تعديلات عميقة” في عقيدتها العسكرية، إذ ارتقت “إسرائيل” إلى مرتبة شريك كامل المواصفات لعمليات مقبلة ضد إيران.
وأوضحت المجلة أنّ هذه الخطوة تمثل “أكبر تغيير جوهري (في العقيدة العسكرية) منذ إنشاء “إسرائيل”.
واستطردت أنّ القيادة العسكرية الأميركية، في مرحلة ما بعد نهاية القتال في أفغانستان والعراق وتوقيع اتفاقيات التطبيع، توصلت إلى أنّ “الفرصة سنحت لضم إسرائيل إلى تحالفٍ إقليمي جديد، يمهّد للإعداد لحربٍ مع إيران وإعاقة زحف روسيا والصين في المنطقة”.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين