كتب غليب إيفانوف، في “أرغومينتي إي فاكتي”، حول بواعث تغيير بكين خطابها تجاه الولايات المتحدة.
وجاء في المقال: قبل زيارة الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، حذرت غلوبال تايمز، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني، من أن وصول بيلوسي إلى الجزيرة، “سيؤدي إلى تدخل الجيش”.
غير أن بيلوسي زارت تايوان ولم يحص شيء، وظلت تهديدات الصين مجرد “إنذار أخير”. علاوة على ذلك، تبذل بكين محاولات لتحقيق الاستقرار في العلاقات مع الدول الغربية، وفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز. وقد غير المسؤولون الصينيون خطابهم بشكل كبير ويتحدثون الآن عن “إعادة التوحيد السلمي” مع تايوان.
وفي الصدد، قال المدير العلمي لمعهد الصين وآسيا الحديثة التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر لوكين، إن السبب الأهم لتغيير لهجة الدبلوماسية الصينية هو المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني.
فـ “قبل المؤتمر، الذي كان من المفترض أن يعزز فيه شي جين بينغ سلطته، كان عليه أن يَظهر أمام المجتمع والحزب كسياسي قوي الإرادة يدافع عن مصالح الصين. الآن، انتهت أعمال المؤتمر، وتُواجه السلطات الصينية مزيدا من المهام الملحّة، وعلى رأسها كيفية تحفيز الاقتصاد الصيني، الذي أدت جائحة كوفيد إلى تباطؤه بشكل كبير. من هنا جاءت العديد من الخطوات التي اتخذتها السلطات الصينية في الآونة الأخيرة”، كما يقول لوكين.
وكبداية، رفعت السلطات الصينية القيود الصارمة المتعلقة بفيروس كورونا، المسماة بسياسة “صفر تسامح”، والتي حدت بشدة من النمو الاقتصادي. بعد ذلك، تحتاج بكين إلى إعادة بناء العلاقات التجارية والاقتصادية المتوترة. أكبر شركاء الصين التجاريين هم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان. وقال لوكين: “هذا يعني أن وراء خطوات بكين دوافع براغماتية”. بهذا المعنى، فإن المواجهة مع الولايات المتحدة تشكل ضربة اقتصادية هائلة للصين. والعكس صحيح أيضا.
هذا لا يعني بالطبع أن الصين ستتخلى عن التعاون مع موسكو. فقد وجه شي حكومته في أواخر العام الماضي لإقامة علاقات اقتصادية أوثق مع روسيا. ومع ذلك، فمن الواضح أن بكين ليست مستعدة لصراع مفتوح مع الغرب. ولا ينبغي انتظار عملية عسكرية صينية لاستعادة تايوان، في المستقبل القريب. (روسيا اليوم)
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم