| ناصر النجار
اشتدت المنافسة على قمة الدوري الكروي الممتاز بعد نهاية مباريات الأسبوع الثامن من مرحلة الذهاب وباتت الفرق الخمسة المرشحة للقب هذا الموسم قريبة من بعضها لا يفصل بين الأول والخامس إلا ثلاث نقاط وهو فاصل لا يعتد به لأن مباراة واحدة تنهيه.
الجيش استحق نجومية الأسبوع من خلال فوزه الكبير على حطين بثلاثة أهداف نظيفة ارتقى فيها إلى المركز الثاني متساوياً مع الوثبة بعدد النقاط على القمة وبفارق الأهداف ويتقدم الوثبة بفارق التسجيل، فللوثبة 13 هدفاً بينما للجيش 12 هدفاً.
سعادة الجيش لم تكن بفوزه المتوقع إنما بتعثر الفرق الأربعة المنافسة، فالفتوة المتخم بالنجوم تعرض لخسارة غير محسوبة في أذهان أبناء الفتوة أمام الطليعة 1/2 وتعادل جبلة وأهلي حلب والوثبة، ما عزز فرص الجيش بالمنافسة والاستمرار بها حتى النهاية، وأدت خسارة حطين إلى استقالة مدربه عبد الناصر مكيس، وتعيين عمار ياسين مدرباً جديداً. الوثبة المتصدر الحالي استفاق من صدمة تشرين وأذى العقوبات التي تعرض لها ولعب مع أهلي حلب في الحمدانية بكل شجاعة، ورغم أن الترشيحات كانت كلها لمصلحة أهلي حلب لأسباب منطقية منها الأرض والجمهور والجاهزية، والنقص المؤثر في صفوف الوثبة فضلاً عن روح ضيفه المعنوية الهابطة، إلا أن أهلي حلب خيّب آمال كل متابعيه ومحبيه بتحقيقه أسوأ نتيجة في عالم كرة القدم وكانت حبكة المعسعس للمباراة ناجحة فعاد من حلب بأقل الخسائر.
فرق الوثبة والجيش وأهلي حلب لم تخسر حتى الآن لكنها غرقت في التعادل، وكان أكثرها أهلي حلب الذي تعادل في أربع مباريات، ومن ثم الوثبة والجيش اللذان تعادلا في ثلاث مناسبات سابقة.
الفتوة أبرز المرشحين للقب وقد أطلق عليه تسمية لقب النجوم لوفرة اللاعبين المتميزين في صفوفه، فهو يضم أكثر من عشرة لاعبين موزعين على منتخبي الرجال والأولمبي، ولكن الفريق صدم جماهيره يوم السبت بخسارته غير المتوقعة أمام الطليعة 1/2، هذه الخسارة تعتبر في كل المقاييس كارثية لأنها لم تأت من فريق منافس، بل جاءت من فريق متأخر على لائحة الترتيب ولا يملك عشر إمكانيات مستضيفه، وإذا كان لاعبو الفتوة على أرض الملعب ثمنهم أكثر من ملياري ليرة فإن ثمن لاعبي الطليعة يساوي عشرة بالمئة فقط، فضلاً عن أن الطليعة لا يملك أي لاعب بالمنتخبات الوطنية.
الفتوة رفض كل الظروف التي اجتمعت لخدمته، الأرض والجمهور ونتائج منافسيه، وضعف منافسه، فوقع بشر أعماله، وطار مدربه بعد المباراة.
الفتوة في هذه المباراة خسر الكثير من الأوراق الرابحة وبالفعل يحتاج الفريق إلى إعادة نظر.
من الخطأ أن يحمّل أبناء الفتوة الخسارة إلى الحكم وقد اعترضوا على ركلة الجزاء التي منحت للطليعة نهاية الشوط الأول، وإذا راقبنا فريق الفتوة قبل هذا الهدف وبعده وهما شوطان كاملان بالمقياس الزمني لأدركنا أن الحق يقع على الفتوة مدرباً ولاعبين، الفتوة سيطر على المباراة لكنه لا يعرف كيف يسجل الأهداف، وهذه مشكلة كبيرة، وهذه المعضلة كانت واضحة بلقاء الجزيرة ولولا ركلة الجزاء الظالمة لم يفز الفتوة على الجزيرة، ولأن الخسارة هذه هي الثانية لفريق الفتوة فلابد من إعادة دراسة وضع الفريق من جديد، فمسألة المنافسة على اللقب لم تعد تحتمل المزيد من هدر النقاط، وإذا كان المدرب هو العقبة فقد استقال والمهم أن يأتي مدرب يعرف كيف يوظف إمكانيات اللاعبين في خدمة الفريق واللعب الهجومي الذي ينتهي في عمق الشباك، ما زال أمل الفتوة بالمنافسة قائماً والمهم هو تجاوز كل عقبات المباريات الماضية.
فريق جبلة وإن تراجع عن المقدمة فما زالت آماله كبيرة وهو ضمن كوكبة المنافسين وحظوظه قائمة وربما كبيرة.
حظ جبلة العاثر أنه خسر الفوز أمام تشرين بالدقيقة الأخيرة وقبل هذه المباراة خسر أمام الفتوة على أرضه في مباراة كانت سيئة لم يقدم فيها فريق جبلة العرض المطلوب منه.
المباريات الثلاث القادمة ستحدد موقف جبلة من عملية الصراع مع الكبار، فإما أن يستمر في المنافسة أو أن يتخلى عنها طوع إرادته، نقطة من ست نقاط ممكنة أضاعها اللاعبون في مباراتين يعتبر نزيفاً سلبياً للنقاط من فريق وضع هدفه المنافسة على اللقب، هناك كما يقال هبوط عام بالفريق، وهناك مشكلة قد تكون نفسية عند هدافه البحر، لذلك لابد من البحث عن البدائل من ضمن الفريق للتسجيل.
على العموم قد تكون مشكلة جبلة نفسية بالمطلق، وهذا الأمر داخلي يتطلب علاجاً من أهل الدار، فهم أدرى بما يعتري الفريق.
صراع الكبار
عندما نتحدث عن صراع المنافسة بين الخمسة الكبار فمن المنطق أن نحذف نتائج الفرق مع الجزيرة وخصوصاً بعد صدور قرار بشطب نتائجه وهبوطه إلى الدرجة الأولى.
وبذلك يصبح الترتيب على الشكل الآتي: الوثبة والجيش 15 نقطة، الفتوة 14 نقطة، أهلي حلب 13 نقطة، جبلة 12 نقطة.
الملاحظ هنا أن الفارق بين الأول والخامس هو ثلاث نقاط وهو فارق ضئيل يمكن تعويضه في مباراة واحدة، لذلك من الطبيعي أن تكون الفرق الخمسة مرشحة بقوة للظفر باللقب حتى نهاية الذهاب إلا إذا حدثت مطبات غير محسوبة لأحد الفرق أو بعضها.
المواجهات بين الفرق الخمسة كانت متكافئة فمن أصل سبع مباريات أقيمت انتهت خمس منها إلى التعادل، وبقي ثلاث مباريات ستحدد وجهة الصراع لمصلحة أي فريق.
فريق أهلي حلب لعب مع الكبار وانتهت كل مبارياته مع منافسيه إلى التعادل، فنال من لقاءات الكبار 4 نقاط من أصل 12 نقطة ممكنة.
الأهلي تعادل مع الجيش وجبلة والوثبة صفر/صفر ومع الفتوة 1/1.
الفتوة لعب ثلاث مباريات ففاز على جبلة 1/صفر وخسر مع الجيش 1/2 وتعادل مع الأهلي 1/1، وبقي له مباراة واحدة مع الوثبة في دمشق ونال أيضاً أربع نقاط.
الجيش نال أربع نقاط من فوز على الفتوة 2/1 وتعادل مع أهلي حلب صفر/صفر وسيلعب مع جبلة والوثبة خارج أرضه ولاشك أن النقاط في هاتين المباراتين مضاعفة.
الوثبة حقق نقطتان من تعادلين مع جبلة 1/1 ومع أهلي حلب صفر/صفر وسيلعب مع الفتوة خارج أرضه ويستقبل الجيش بحمص.
جبلة كذلك حقق نقطتين إنما من ثلاث مباريات، فتعادل مع الوثبة 1/1 ومع أهلي حلب صفر/صفر وخسر أمام الفتوة صفر/1 وسيستقبل الجيش على ملعبه.
في حسابات الأرض والجمهور، فإن فريق أهلي حلب سيلعب في الإياب على أرضه مع جبلة فقط وباقي المباريات على ارض منافسيه.
جبلة أيضاً سيلعب مع الوثبة على أرضه ومع أهلي حلب والفتوة والجيش خارجها.
للوثبة مباراتان على أرضه مع أهلي حلب والفتوة ومباراتان خارجها مع الجيش وجبلة، الفتوة يستقبل أهلي حلب وجبلة والجيش على أرضه وسيلعب مع الوثبة بحمص، الجيش سيلعب كل مبارياته مع منافسيه الأربعة بدمشق خارج إطار صراع المتنافسين على اللقب فإن النتائج خارج هذا الصراع لم تكن سعيده في مجملها فتعرضت الفرق لبعض المطبات التي أزعجتها وكانت غير واردة في كل الحسابات.
الفتوة تعادل مع الوحدة صفر/صفر وخسر أمام الطليعة 1/2 فخسر بالمجمل خمس نقاط، وسيلعب مع الوثبة والمجد بدمشق، لأن المتبقي له مباراتان فقط إن حازهما بقي بين كوكبة المنافسين.
أهلي حلب لم يخسر خارج منظومة الأقوياء أي مباراة لذلك حظوظه بالصدارة ستكون كبيرة إن فاز بمبارياته الثلاث المتبقية مع حطين وتشرين باللاذقية ومع المجد على أرضه في الحمدانية.
الوثبة أضاع نقطتين بتعادله مع تشرين 1/1 وسيلعب مع الكرامة والجيش بحمص ومع الفتوة بدمشق ومبارياته هذه صعبة جداً.
الجيش أضاع أربع نقاط من تعادلين مع تشرين صفر/صفر ومع الوحدة 1/1 وسيلعب مع جبلة بجبلة ومع الوثبة بحمص ويستقبل الطليعة بدمشق وهي مباريات صعبة بلا أدنى شك.
جبلة خسر نقطتين بتعادله مع تشرين 1/1 وسيلعب على أرضه مع الجيش والوحدة وخارجها مع الكرامة وحظوظه قوية في هذه المباريات إن استقام عوده وتجاوز بعض مشاكله الصغيرة.
فرق الوسط
فرق الوسط صار ترتيبها على الشكل التالي: الكرامة 9 نقاط، ثم تشرين 8 نقاط والطليعة ست نقاط وكل من الوحدة وحطين خمس نقاط وآخر الترتيب فريق المجد بنقطتين.
الهبوط سيكون لفريق واحد، وبالتالي فإن الصراع سيكون محتدماً بين المجد والأقرب إليه من الفرق وهما حطين والوحدة ويبتعدان عنه بفارق ثلاث نقاط وتحصيلها سهل وليس بالأمر الصعب.
الكرامة بقي له مباراتان مع الوثبة ومع جبلة بحمص، تشرين أيضاً له مباراتان أولهما مع المجد بدمشق وثانيهما مع أهلي حلب باللاذقية والمباراتان مع فريق مهدد وفريق منافس.
الطليعة سيلعب مع الوحدة وحطين وهما مباراتا النقاط المضاعفة وكلتا المباراتين على أرضه وبينهما سيواجه الجيش بدمشق.
الوحدة سيلعب خارج أرضه مع الطليعة وجبلة ويستقبل بدمشق فريق حطين وكل المباريات صعبة وأهمها مع منافسيه الطليعة وحطين لأن نقاط هاتين المباراتين مضاعفة.
حطين سيستقبل في اللاذقية أهلي حلب المنافس على الصدارة ثم يلعب خارج اللاذقية مع الوحدة ومع الطليعة ومصيره سيكون معلقاً بهاتين المباراتين بالذات.
المجد سيلعب مع تشرين والفتوة بدمشق ومع الأهلي بحلب، ومن يرد صعود الجبال لا يخش الحفر، فما زال مصير المجد معلقاً بيده حتى الآن.
نذكر أن مباريات الأسبوع التاسع سيغيب عنها الفتوة بعد شطب فريق الجزيرة.
سيرياهوم نيوز 1-الوطن