– أحمد محمد خبازي
فرض الجيش العربي السوري، أمس، الهدوء الحذر في منطقة «خفض التصعيد» بعد ضرباته الموجعة التي تلقاها الإرهابيون رداً على تصعيد خروقاتهم لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة، على حين وبما يتناقض مع تصريحات إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان بنيتها التقارب مع سورية، واصل الاحتلال التركي دفعه بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى نقاط مراقبته في شمال غرب البلاد، وسط أنباء عن نيته إنشاء قاعدة عسكرية جديدة بريف مدينة عفرين المحتلة شمال محافظة حلب، وأخرى عن اجتماع وفد عسكري روسي مع متزعمين من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بمدينة عين العرب بريف المحافظة، بحثا خلاله الظروف الأمنية في المنطقة.
وعزا مصدر ميداني لـ«الوطن»، سيطرة الهدوء الحذر وحتى ساعة إعداد هذه المادة ليل أمس ـ في قطاعي ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي من منطقة «خفض التصعيد» إلى الضربات الموجعة التي سددها الجيش لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه خلال الأيام القليلة الماضية، والتي رد بها على تصعيد الإرهابيين في مختلف المحاور بأوامر من مشغلهم التركي.
وأكد المصدر، أن وحدات الجيش العاملة في سهل الغاب الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي، استهدفت بوابل من نيران مدفعيتها الثقيلة، مواقع الإرهابيين في محاور التماس بسهل الغاب، ونقاط تمركزهم بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ومحاور التماس بريف إدلب الشرقي.
ولفت إلى أن المجموعات الإرهابية كانت قد صعدت مؤخراً من اعتداءاتها على نقاط عسكرية بمنطقة «خفض التصعيد» في خرق متكرر لاتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي دفع الجيش للرد عليها بكثافة نارية ليردعها عن عدوانها.
في المقابل، وبما يتناقض مع تصريحات إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان بنيتها التقارب مع سورية، واصلت قوات الاحتلال التركي دفع المزيد من التعزيزات العسكرية إلى شمال غرب البلاد، حيث أكد شهود عيان في تصريحات نقلتها وكالة «نورث برس» الكردية، أن رتلاً عسكرياً لتلك القوات مؤلفاً من نحو 12 آلية دخل الإثنين من معبر كفرلوسين العسكري الحدودي مع تركيا شمال محافظة إدلب، واتجه نحو المناطق الداخلية في إدلب.
وذكر الشهود، أن الرتل ضم مدرعات وحاملات على متنها معدات لوجستية، وسط ترفيق عسكري من قبل ميليشيات «فيلق الشام» الموالية للاحتلال التركي وتوجه إلى النقاط التركية المتمركزة في جبل الزاوية جنوب إدلب.
وأول من أمس، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن رتلاً عسكرياً ضخماً تابع لقوات الاحتلال التركي، دخل بعد منتصف ليل الأحد – الإثنين، من معبر الراعي شمال حلب وتوجه إلى منطقة جبل عقيل، في منطقة الباب المحتلة في ريف حلب الشرقي.
ويأتي دخول تلك التعزيزات في وقت تشهد فيه مواقف «الإدارة التركية» تخبطاً بشأن تنفيذ مطالب دمشق مقابل تطبيع العلاقات معها.
كما نقلت وكالة «هاوار» الكردية أمس عن مصادر تأكيدها، أنه في الثامن الشهر الجاري، أصدرت قوات الاحتلال التركي المتمركزة في مبنى الثانوية السابقة غرب مركز ناحية راجو بريف مدينة عفرين، أوامر لمخاتير الناحية وقرية عطمانا بإحضار أصحاب كروم الزيتون الواقعة بالقرب من التلة الأثرية في مدخل الناحية «من أجل التنازل عنها لمصلحة الاحتلال التركي لبناء قاعدة عسكرية مكانها»، وأن مرتزقة الاحتلال هددت أصحاب الكروم بالخطف والسجن في حال رفضهم التنازل.
جاءت تلك التطورات، بينما، زار وفد عسكري روسي، مدينة عين العرب بغية الاطلاع على أوضاع المنطقة، وفق ما جاء في بيان لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها ميليشيات «قسد» نقله موقع «باسينيوز» الكردي العراقي.
وقال البيان: إن «الإدارة الذاتية استقبلت وفداً روسياً برئاسة العقيد ألكسندر إللوكس وجرى الحديث حول الظروف التي تمر بها المنطقة»، مضيفاً إن «الجانبين ناقشا الظروف التي تدار فيها مناطق الفرات من الجانب التربوي، والصحي، والأمني».
أما في البادية الشرقية، فقد أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن تنظيم داعش الإرهابي عمد إلى التصعيد في عدة قطاعات، وأن وحدات الجيش تصدت لخلاياه.
وقال: إن «الوحدات خاضت اشتباكات ضارية، مع تنظيم داعش الإرهابي في بادية الرقة الغربية وقضت على العديد منهم وأرغمت الناجين على الفرار باتجاه عمق البادية».
سيرياهوم نيوز 1-الوطن