*عبد الفتاح العوض
من أسوأ الأجوبة التي عادة ما يقولها النجوم عندما يسألون فيما إذا كانوا ندموا يوماً على أمر ما قول أحدهم : أبداً لم أندم على أي شيء فعلته في حياتي، ينافس هذا الجواب عندما تسألهم عن نقطة ضعفهم فيقول: قلبي الطيب !!
إجابة قلبي الطيب تهمل لتفاهتها و سأناقش معكم موضوع الندم.
لأن كبار المفكرين و الأدباء تحدثوا عن الندم على أنه شيء سلبي جداً …. يقولون الندم خطيئة أخرى و هنا و على هذا المقاس تأتي مقولات كثيرة كلها تسير في هذا الاتجاه.
منها ما قاله شكسبير الندم أحدى مراتب الغباء ..مقولة أخرى : لا يوجد ما يستحق الندم غير ما يضيع من العمر في هذا الندم.
في علم النفس ميزوا بين الندم و بين الشعور بالعار، فالندم يأتي كشعور داخلي على شيء فعلته أو على شيء لم تفعله، فقد تندم على خير قدمته لمن لا يستحق، لكن الشعور بالعار يأتي بعد أفعال شنيعة بنظر المجتمع تخجل بها أكثر مما تندم عليها.
في الأديان دوماً اعتبر الندم جزءاً من التوبة بل أول مظاهرها.
القصة تصبح صعبة عندما تندم، ولات ساعة ينفع معها الندم، عندما يكون الوقت قد تأخر فعلاً أو عندما تكون الأشياء في غير وقتها و لا في أوانها.
الآن لدى كل منا – ما عدا النجوم – قائمة بالأشياء التي ندموا لأنهم فعلوها و قائمة أخرى بالأشياء التي ندموا لأنهم لم يفعلوها، و لاأدري إن كان كل منا يملك ترف الوقت الذي يسمح له بشيء من تصحيح الأخطاء، لكن المؤكد أن مجرد الشعور بالندم شعور محزن و إن كان يعطيك طاقة تحرر مثل الاعتراف، اعتراف لنفسك بأنك أخطأت.
و هنا تحصل على حق الخطأ و على لعنة الندم معاً.
لا جعلكم الله من النادمين.
أقول :
-دع الندامة لا يذهب بك الندم فلست أول من زلت به قدم.
الندم من صفات الشعر الأبيض، الندم هو الإرث الطبيعي لكبر السن، زخارف الدّنيا أساس الألم، وطالب الدنيا نديم الندم.
(سيرياهوم نيوز-الوطن22-9-2020)