| د. محمد رقية
من لارنكا الى الاسكندرية
وصلنا الاسكندرية في اليوم التالي وهي من المدن الجميلة على المتوسط وكنت قد زرتها في عام 1972 وذلك أثناء ايفادي إلى مصر لمدة شهرين في الصيف بعد الانتهاء من امتحانات السنة الثالثة في جامعة دمشق كوني حزت على المرتبة الأولى وقد أوفد معي اثنين من الزملاء بسام السعدي وبسام شيخ البساتنة ذوي الترتيب الثاني والثالث ضمن إطار التبادل الطلابي .
حيث أقمنا فيها لمدة اسبوع , اطلعنا خلالها على الميناء النفطي وعلى البواخر التي تنقل النفط , وعلى أقسامها المختلفة وكيف يتم تعبئة النفط فيها.
وقد زرتها لاحقا” أكثر من عشر مرات أثناء مشاركاتي في المؤتمرات العلمية التي كانت تقام فيها أو في القاهرة .
تعدّ الإسْكَنْدَرِيَّة العاصمة الثانية لمصر وقد كانت عاصمتها قديما، وهي عاصمة لمحافظة الإسكندرية وأكبر مدنها، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول حوالي 70 كم شمال غرب دلتا النيل، ومساحتها تـقـدر بحوالي 2,679 كم2 وبلغ عدد سكان محافظة الإسكندرية نحو 5 ملايين و370 ألف في 1 شباط 2020.
تضم الإسكندرية بين طياتها الكثير من المعالم المميزة، إذ يوجد بها أكبر موانئ مصر البحرية (ميناء الإسكندرية وميناء الدخيلة) فتمر بالمدينة نحو 80% من إجمالي الواردات والصادرات المصرية، وتضم أيضًا مكتبة الإسكندرية الجديدة التي تتسع لأكثر من 8 ملايين كتاب، وتشتهر الاسكندرية بالكثير من المعالم الأثرية والآثار الفرعونية والمقابر الأثرية والمعابد والمسارح من أهمها:
– عمود السواري: يعتبر من أشهر المعالم الأثرية في المدينة، ويقع على هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويبلغ طوله 27م.
– المسرح الروماني: يقع في وسط المدينة،.
– قلعة قايتباي تقع في أقصى الجهة الغربية من الإسكندرية، وشيدت ما بين عام 882هـ وعام 884هـ..
– متحف المجوهرات الملكية ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1919م، ويحتوي على مجوهرات الأسر الحاكمة التي حكمت مصر.
– المتحف اليوناني الروماني يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1892 على يد الخديوي عباس الثاني، ويحتوي على مجموعةٍ كبيرةٍ من التحف، والآثار التي تعود إلى عصري البطلمية، والرومانية.
– متحف الإسكندرية القومي يوجد في شارع فؤاد بقلب المدينة، ويحتوي على أكثر من 1800 قطعة، وتُجسّد هذه القطع تاريخ المدينة خلال العصر الروماني مروراً بالعصر الحديث.
وفيها الأكاديمية البحرية المشهورة في مصر والعديد من الجامعات والاكاديميات ومراكز البحوث وأهمها جامعة الإسكندرية
– وتضم حدائق قصر المنتزه التي تتكون من مجموعة من الحدائق الغناء، المحيطة بأحد القصور الملكية، وتقدر مساحتها بحوالي 370 فداناً، وتضمّ العديد من أحواض الورد والأزهار، وأشجار النخيل، كما تضمّ شواطئ للاستحمام، ومتحفاً، ومركزاً سياحياً، وكذلك خلجان طبيعيّة، بالإضافة إلى الشاليهات، والمطاعم، والفنادق، والحدائق المخصّصة للأطفال. وقد زرتها في العديد من المرات .
– كما تعّد شواطئ الإسكندرية من أبرز المعالم فيها منها شاطئ الميامى، وشاطئ المعمورة، وأيضاً شاطئ العجمي، والجدير بالذكر أنّ هذه الشواطئ التي تضمّ العديد من الفنادق والإسكانات الصيفيّة.جعلت من الإسكندرية منتجعاً ومصيفا مصرياً، يزوره الملايين من الأشخاص على مدار العام.
بدأ العمل على إنشاء الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر سنة 332 ق.م واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقارب ألف سنة، حتى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641 م .
اشتهرت الإسكندرية عبر التاريخ من خلال العديد من المعالم مثل مكتبة الإسكندرية القديمة والتي كانت تضم ما يزيد عن 700,000 مجلّد، ومنارة الإسكندرية والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع، وذلك لارتفاعها الهائل الذي يصل إلى حوالي 120 مترًا، وظلت هذه المنارة قائمة حتى دمرها زلزال قوي سنة 1307 م.
(سيرياهوم نيوز ٣-صفحة الكاتب)