| ميشيل خياط
لا صحة دون دواء . فإذا كان الدواء غاليا ومن الصعب الحصول عليه ،فإن كل المهارات الطبية ونتائج أجهزة التشخيص تذهب سدى ، ويموت المريض .
في الدواء الشفاء ، فكيف تستسهل الجهات الوصائية زيادة أسعاره مؤخرا ، بنسب عالية غير مسبوقة تراوحت ما بين 50./. و80./. وهي الزيادة الثالثة خلال عام تقريبا .
ثمة حلول اخرى لتوفير دواء فعال للشعب ، ولاسيما شريحة ذوي الدخل المحدود منه ، عن طريق الإنتاج الحكومي للدواء .
لقد تميزت شركة تأميكو الحكومية منذ زمن بعيد بإنتاج افضل الأصناف الدوائية بأسعار معقولة ولئن دمر الإرهابيون اجزاء منها وجرى سحب أحد خطوطها الإنتاجية وهو يعمل حاليا بكفاءة عالية ، في مكان آخر من الغوطة الشرقية ،فإن المبنى الأساسي كان يجب أن يبنى من جديد وأن تعود تلك الشركة إلى رفد سوق الدواء السوري ،بنسبة جيدة من الأدوية منذ تحريرها في العام 2016 .كلنا نلاحظ جمودا لدى وزارة الصناعة في إعادة بناء وتشغيل المصانع المدمرة ، وهذا غير معقول . أن امتلاك الدولة لمصانع كبرى يجعلها اقوى في مواجهة الاحتكار ام الابتزاز ..
ثانيا : لماذا نتجاهل ونحن نتحدث عن ا(لحصار وقيصر وكبتاغون ) ومجمل اشكال الهيمنة الأمريكية المقيتة ، أن أمريكا لم تعد وحدها في الساحة . لدينا حلفاء خلص ، ينتجون أدوية وأجهزة طبية ممتازة .هل ننسى أن روسيا الاتحادية هي أول دولة نجحت في اكتشاف لقاح لكورونا واستخدم بنجاح على نطاق العالم ، ألا يعني ذلك أن روسيا الاتحادية متقدمة جدا على صعيد البحث العلمي الكبير ،ثم أن الشعب الروسي كله يتعافى بالدواء الروسي فلماذا لا نرى هذا الدواء في صيدلياتنا .
وإيران حليفنا الاستراتيجي ، دولة مهمة جدا علميا ، أنها الدولة الأولى في زراعة الكبد والخامسة
عشرة في البحث العلمي على مستوى العالم ويتعافىى بادويتها 85مليون ايراني وايرانية .
وهناك الصين والهند وهما عملاقان صناعيا وطبيا بدءا من المواد الأولية الداخلة في صناعة الأدوية وانتهاء بالأدوية ذاتها.
وكل هذه الدول الحليفة والصديقة تستطيع مدنا باحتياجاتنا من المواد الأولية والأدوية غبر عابئة بالهيمنة الأمريكية . قلنا ونكرر توجهوا شرقا إلى بلاد الشمس والدفء والمحبة بلاد تريد لنا الخير وتقف الى جانب قضايانا العادلة .
ولا تقنطوا من الحصار الجائر ، بل اعملوا ، اقرعوا يفتح لكم .
سورية دولة عضو في الأمم المتحدة تسدد اقساطا عن عضويتها ومن حقها أن تستفيد من منظمات الأمم المتحدة الإنسانية مثل الصحة العالمية واليونيسف والبرنامج الانمائي وصندوق السكان واليونيسكو ، ولقد كنت شاهدا في وقت مضى على تقديم منظمة الصحة العالمية ،مليون دولار لمشفى الاطفال بدمشق لتأمين أدوية السرطان ، وبناء قسم إسعاف جديد لذاك المشفى . .
تستطيع المنظمات الدولية التواصل مع مانحين وتأمين مساعدات ذات طابع انساني بطرقها الخاصة العابرة للحصار .واقترح في هذا المجال الهام جدا استشارة وزير الصحة السابق مؤسسة الصناعات الدوائية السورية الدكتور محمد اياد الشطي، فهو شخصية مرموقة عالميا وله وزنه في الصحة العالمية، والاستاذ يحيى بوظو الخبير في منظمة الصحة العالمية وصاحب الأيدي البيضاء على الواقع الصحي السوري ، وما خاب من استشار .
ارفض ان نستكين لدواء غير نوعي غالي الثمن غيابه مميت مثل المضاد الحيوي لالتهاب الحلق والقصبات والجهاز البولي . ويجب التفاني بالتزام مشافينا الحكومية بتنفيذ مراسيم العلاج الإسعافي المجاني .
وما يجب أن نقرع ناقوسه بقوة هو صك التأمين الصحي على المتقاعدين وهم الشريحة الأكثر استخداما للأدوية المزمنة والاكثر فقرا .
وعدنا به منذ عامين فأين اختفى ولماذا ….؟؟
أن تبنيه يعد أفضل تعبير عن حرص الحكومة على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين مثلما جاء في اخر بيان لها على هذا الصعيد
(سيرياهوم نيوز3-الوطن)