خلال اليوم الأول من جلسات الجمعية العامّة للأمم المتحدة، طغت التجاذبات الأميركية – الصينية على غالبية الخطابات. كذلك، حضرت المساعي الأميركية لفرض عقوبات أممية على إيران، الأمر الذي أدانه كلّ من إيمانويل ماكرون وحسن روحاني في خطابَيهما
ولكن الملياردير الجمهوري، الذي وُجّهت إليه الانتقادات بسبب إدارته للجائحة التي يبدو أنها تعوق فرص إعادة انتخابه في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، لم يدع الفرصة تمرّ من دون إطلاقه وعداً «بتوزيع لقاح» و«إنهاء الوباء» لدخول «حقبة جديدة لم يسبق لها مثيل من الازدهار والتعاون والسلام».
في مقابل ذلك، لم يُتَح للرئيس الصيني، شي جين بينغ، الردّ على ترامب مباشرة، لكون كلمته مسجّلة بالفيديو، لكنّه دعا، بدوره، العالم إلى «رفض التسييس والتهميش» على خلفية فيروس «كورونا»، معتبراً أن التضامن الدولي هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز الأزمة. وطالب قادة العالم بتبنّي «مفهوم الأسرة الكبيرة… وتجنّب الوقوع في فخّ صدام الحضارات». وأكد أن ليس لبلاده أيّ نية «هيمنة أو توسّع أو (توسيع) مجال النفوذ». كذلك، أكد أن «الصين ليس لديها نية خوض حرب باردة»، مشدّداً على أن بكين مؤيّدة لمنظمات دولية مثل «منظمة التجارة العالمية».
روحاني: لن يكون لدى الفائز في الانتخابات الأميركية «سوى خيار الرضوخ» لمطالب إيران
الردّ الفعلي على تصريحات ترامب جاء على لسان سفير الصين في الأمم المتحدة، تشانغ جون، الذي أعلن «رفض» بلاده هذه «الاتّهامات التي لا أساس لها»، متّهماً الرئيس الأميركي بـ«نشر فيروس سياسي». وقال للصحافيين: «في وقت يحارب فيه المجتمع الدولي بشدة كوفيد – 19، تنشر الولايات المتحدة فيروساً سياسياً هنا في الجمعية العامة». ومن دون أن يسمّي واشنطن، طالب شي بـ«إنهاء عقلية الكُتل والمناورات التي لا تجدي نفعاً».
في مواجهة هذا المناخ الذي يوتّر العلاقات الدولية، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من «الانقسام الكبير بين أكبر اقتصادَين» في العالم، مُلقياً كلمته التي افتتح بها الجلسة أمام قاعة شبه فارغة في مقرّ المنظمة الدولية في نيويورك. وقال بصدد الخصومة المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة، «هذا اتجاه خطير جداً، للغاية»، داعياً العالم إلى القيام بكلّ ما من شأنه «تجنّب حرب باردة جديدة». وأضاف: «لن يتحمّل عالمنا مستقبلاً يقسم فيه أكبر اقتصادين الكوكب إلى نصفين، لكلّ منهما قواعده التجارية والمالية وشبكة الإنترنت وقدراته في مجال الذكاء الاصطناعي». وأشار إلى أنه في مواجهة وباء «كوفيد – 19»، يتعيّن على العالم «وضع حدّ للنزاعات الساخنة»، في حين تشهد مناطق عديدة من العالم حروباً ونزاعات على الرغم من حالة الطوارئ الصحية.
إلا أن الخلاف الصيني – الأميركي لم يكن الحاضر الوحيد على أجندة اليوم الأول من جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ حضرت، أيضاً، المساعي الأميركية الأخيرة لفرض عقوبات أممية أحادية الجانب على إيران. وردّ ماكرون على هذه الخطوة، مؤكداً أنّ باريس وبرلين ولندن لن «تتنازل» عن رفضها دعم إعادة العمل بالعقوبات الأممية على طهران، بعدما بادرت واشنطن إلى ذلك. وقال، في خطابه المسجّل، إن «فرنسا، مع شريكتيها ألمانيا وبريطانيا، ستظلّ تطالب بتنفيذ تام لاتفاق فيينا 2015» حول البرنامج النووي الإيراني، و«لن تقبل بالانتهاكات التي ترتكبها إيران»، لكنه تدارك بالقول: «رغم ذلك، لن نتنازل حيال تفعيل آلية ليست الولايات المتحدة في موقع يتيح لها أن تفعّلها من تلقاء نفسها بعد خروجها من الاتفاق».
من جهته، اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أنه لن يكون لدى الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية «سوى خيار الرضوخ» لمطالب إيران، بشأن رفع العقوبات الأميركية. وقال في خطابه المسجّل مسبقاً: «لسنا أداة مساومة مرتبطة بالانتخابات الأميركية وبالسياسة الداخلية الأميركية»، مضيفاً أنه «لن يكون لدى أيّ إدارة أميركية منبثقة من الانتخابات المقبلة سوى خيار الرضوخ في ظلّ صمود الأمة الإيرانية». وأكد أن الولايات المتحدة لا يسعها فرض «المفاوضات ولا الحرب» على الجمهورية الإسلامية.
(سيرياهوم نيوز-رويترز، أ ف ب-الاخبار)