الرئيسية » كلمة حرة » من ينتبه لـ (المنتجين الزراعيين)؟

من ينتبه لـ (المنتجين الزراعيين)؟

| غانم محمد

 

حتى لا يعتقد أحدٌ أنّي أتحدث عن همّ شخصي، فإني وكلّ إخوتي من فئة الموظفين المستهلكين ولا يملك أيّ منّا ولو مساحة قبر، والحمد لله أننا نُوارى الثرى بجانب المقامات الدينية المباركة حولنا، وإلا لكان موتنا أبشع من حياتنا!

المزارع، بشقيّ الإنتاج: الزراعي والحيواني، هو شخص (مغضوب عليه) ولو كان لا يوجد إعلان بذلك، وبذات الوقت (مضروب بحجر كبيرة)، والقصّة لا يقدّر تفاصيلها حقّ قدرها إلا من يعيشها..

في الظاهر، سعر مبيع كيلو البندورة بالجملة من 2000- 2500 ليرة حالياً، وهو سعر جيد جداً فيما لو كان سعراً حقيقياً، لأن هذا الرقم يُشّفى بطريقة إجرامية حقاً…

من 7- 10% كومسيون، سعر العبوة الفلينية الواحدة من 3500- 4000 ليرة حسب تقلبات الصرف، أجرة نقلها إلى أقرب مركز تسويق لا تقل عن ألف ليرة، أجور اليد العاملة نار، تكاليف إنتاج الكيلو تقترب من الألف ليرة وتزيد أحياناً، وتبقى الكوارث الطبيعية خطراً جاثماً في حلق أحلام المزارعين!

طبعاً، لا نطالب أن يكون سعر كيلو البندورة 5000 ليرة، لأن أغلبنا مستهلكون، وبنفس الوقت، علينا أن نحافظ على هذا المزارع من أجل أن نجد دائماً ما نستهلكه..

دعم المزارع، وضبط أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي هو واجب الدولة، وقد تخلّت عنه بكل أسف، حتى تلك التي تُسمى (جمعيات تعاونية) تخلّت عن دورها، ولا توفر لأعضائها إلا النذر اليسير من حاجتهم من الأسمدة وبأسعار لا تختلف كثيراً عن أسعار السوق السوداء، والتي يديرها رؤساء الجمعيات في معظم الأحيان!

الجمعيات التعاونية، وأيضاً المصارف الزراعية، لا قيمة لحضورها في مناطق لا وضوح للملكية فيها كمعظم قرى سهل عكار، وعلى هذا الأساس سيبقى (النقّ) في الاتجاهين: المستهلك والمنتج، والخوف من تفاقم أزمة غذائية بدأ الجميع يشعر بضغطها عليه من خلال معدته شبه الخاوية!

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

يسألونك عن أمريكا؟!

  سمير حماد يسألونك عن أمريكا ؟ أخطبوط المال والأعمال والسياسة والأذرع الممتدة على امتداد الكرة الأرضية, حيثما ارتُكبت جريمة حرب أو تغيير سياسي أوانقلاب ...