آخر الأخبار
الرئيسية » منوعات » الزعفران “ذهب أحمر” من إيران إلى لبنان

الزعفران “ذهب أحمر” من إيران إلى لبنان

| عبد الله ذبيان

نبتة الزعفران فتّانة فعلاً…  تمزج ألوانها بين البنفسجي والزهري فـ “تتعمشق” بجمالها على جدار القلب!  هي نبتة توحي حقاً بزارعة الأمل وعشق الحياة.

يلاقي المشهد الممتد البديع طيب الطعم وعطريته، فيشكلان سيمفونية يوحي بها الإسم: “زعفران من إيران  إلى لبنان” فيستحضر  معه عبق التاريخ حيث الموطن والزرع والإنتاج.

نبتة “الزعفران” الجميلة  تسنّمت طريقها إلى الأراضي اللبنانية اعتباراً من العام 2000، وكانت محطتها الأولى بلدة القاع في البقاع الشمالي على الحدود اللبنانية السورية، وبحسب المعلومات فإن هذه الزراعة بدأت مسيرتها بـ 250 بصيلة لتنتهي بملايين البصيلات اليوم.

الميادين نت رصد في هذا التقرير المبادرات و الحملات الرامية إلى زراعة وانتاج “الزعفران” في لبنان ، حيث لم يدّخر المزارعون اللبنانيون سبيلاً، للخروج من الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يمرّ بها لبنان، منها السعي الحثيث  لإيجاد زراعات بديلة تلبي احتياجاتهم الحياتية والمعيشية، فكانت زراعة الزعفران أحدى تجلياتها.

هذه الزراعة الحديثة وجدت طريقها إلى حقول مزارعي البقاع الشمالي على أمل أن تكون بديلاً عن الزراعات التقليدية التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، فانتشرت أزهار الزعفران الجميلة بكثافة، في حقول مشاريع القاع في البقاع الشمالي والهرمل (145 كلم من العاصمة بيروت) خلال السنوات القليلة الماضية، لتحصدها بعد ذلك أيدي العمال تمهيداً “لاستخراج الذهب الأحمر” منها.

ومنذ عامين تبنّى المهندس محمد طحيني ابن عيتا الشعب الجنوبية قضاء بنت جبيل (115 كلم عن بيروت)  على الحدود مع فلسطين، زراعة “الذهب الأحمر”  في أرضه كبديل من زراعة التبغ، واكتشف أن تربة أرضه “من حيث درجة الحموضة والارتفاع عن سطح البحر هي حقل مناسب لنمو الشتلة.

خاض غمار التجربة فاشترى 350 بصيلة. وزّع منها على أهل بلدته وزرع الباقي في “حاكورة” منزله نهاية الصيف الماضي. وبعد حوالى 3 أسابيع، فوجئ بها جميعاً تنبت وتزهر.

 

وبحسب طحيني، فإن “تعب العمل بالزعفران أقلّ من عُشر تعب زراعة التبغ ضمن آلية أسهل وأسرع تقتصر على قطف الزهرة واستخراج مياسمها فقط”.

الزعفران لا يحتاج إلى ريِّ دائم، عدا عن أن الاعتناء به لا يتطلّب مدة طويلة، وهو ما يفتح المجال أمام المزارع ليستغلّ وقته بأعمال أخرى. كما أن المستثمر لا يحتاج إلى شراء البصيلات في كل موسم، إذ إن البصيلة نفسها تتكاثر موسماً بعد آخر، ما يسمح للمزارع ببيع جزء منها”.
على رغم من أنّ نتيجة التجربة كانت إيجابية، إلّا أن الزراعة الجديدة تواجه عدّة تحديات، أصعبها غلاء وتأثر سعر بصيلات الزعفران بسعر صرف الدولار وتقلّباته. والمشكلة الأكبر هي في تصريف المحصول، إذ إن السوق اللبنانية غير كافية لتصريف الإنتاج، والحل الأنسب يكون بتعاون المزارعين لتصديره إلى الخارج.

محاولة للخروج من الأزمات

نبتة “الذهب الأحمر” من النباتات العطرية المعمّرة لوجود بصيلته تحت الأرض التي تخرج منها أوراق شريطية الشكل، صغيرة الحجم تنبثق منها زهرة أو زهرتان بلون بنفسجي.

وتحتوي كل زهرة على مياسم صفراء وأخرى حمراء، ويتراوح طول الميسم الأحمر الذي يعرف بالزعفران بين سنتيمترين وثلاثة فيما لا يتجاوز عرضه 4 ميليمترات.

في مشروع خليل وهبي في مشاريع القاع في البقاع الشمالي (135 كلم عن بيروت) البالغ حوالى دونمات تمت زراعة بالزعفران .

إقرأ أيضاً: لماذا تسمى الكيوي بـ “الفاكهة المعجزة”؟

ويقول وهبي: “المشروع مكلف، وهو بحاجة كبيرة إلى يد عاملة قوية والأهم من كل ذلك، أن يعرف الناس أن هناك زراعة للزعفران في لبنان، حتى لا يتكدس الانتاج، فأنا عندي الآن كيلوغراماً واحداً من الزعفران من السنة الماضية، ولم استطع تصريفه”، داعياً الدولة للاهتمام بهذه الزراعة.

وزير الزراعة: الزعفران منتج واعد

وهنا يعتبر وزير الزراعة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال  د. عباس الحاج حسن أن “الزعفران منتج واعد” مؤكداً العمل على تطويره وأعلن أن منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)  وعد بالمساعدة لتوفير 250 ألف بصلة لتطوير زراعة الزعفران في لبنان”.

وأوضح أن “الزعفران يعطي انتاجاً ضعيفاً اول سنة ولكنه ينبت بشكل كبير بعد 4 او 5 سنوات، وكل بصلة ثمنها دولار، وكيلو الزعفران ثمنه 6000 دولار”.

الزعفران ينجح في لبنان

علميًا، يشرح المهندس الزراعي في مؤسّسة جهاد البناء حسن سماحة  أن “الموعد الأنسب لزراعة نبتة الزعفران يمتدّ من 15 آب/ أغسطس حتى آخر أيلول/ سبتمبر، وأزهاره تبدأ بالظهور مع أول “شتوة” في أيلول/ سبتمبر وتستمرّ حتى كانون الأول/ ديسمبر، لكن بسبب التغيّرات المناخية، فإن فترة الإزهار أصبحت تتأخّر الى كانون الثاني/ يناير، ثمّ تستمرّ بإعطاء ورق أخضر وصولًا الى نيسان/ أبريل ليذبل”.

وينصح سماحة: يُفضَّل أن تقطف الزهرة في الصباح الباكر لتُحافظ على خواصّها، على أن الزراعة ككلّ تنجح في الأماكن التي ترتفع عن سطح البحر 500 متر وما فوق، وفي التربة التي تُصرّف المياه ولا تُخزّنها. والبصلة تُزرع لمرة واحدة فقط، ثمّ بعد 4 سنوات تُعطي بمعدّل وسطي من 10 الى 20 بصلة جديدة.

والجدير بالذكر أن “جهاد البناء” عملت على توزيع كميّات من بصل الزعفران كي يخوض المزارعون اللبنانيون هذه التجربة. وحسب كلام سماحة، جرى توزيع بصلات في أكثر من منطقة بدءًا من شبعا جنوب لبنان وصولًا الى عكار شمالاً.

وبحكم خبرته في هذا المجال، يرى سماحة أن زراعة الزعفران ليست مُتعبة وكلفتها الأساسية تتركّز في اليد العاملة أكثر من غيرها ولا سيّما على صعيد التعشيب والقطاف، خاصة أنها لا تحتاج الى ريّ إلّا في حال تأخّر موسم الأمطار.

ويخلص الى أن هذه الزارعة قادرة على أن تنجح في لبنان، لكن التحدّي الرئيسي لها يقوم على تصريف الإنتاج في الأسواق المحلية والدولية.

منتج مرهف!

العمل لإنتاج الزعفران يتطلّب دقة و”رهافة”  حيث يتم قطفه وتنقية الشعيرات الحمراء التي بداخلها وفصلها عن الزهرة ومن ثم تجفيفها، وهي تحتاج إلى أيدٍ عاملة، يقول وهبه أن كل دونم يحتاج إلى 10 عمال من أجل القطاف، أما بالنسبة للتعشيب فيضيف وهبه أنه في فترة الصيف، وبينما تكون البصيلة تحت التراب على عمق 10 إلى 15 سم يتم حرق العشب، وفي بداية الخريف يتم تعشيبها في حال نما العشب من جديد، وهو لا ينمو إلا فيما نذر.

أمّا بالنسبة لأفضل زعفران إيراني في لبنان، فهناك 3 أنواع من هذا المنتج. يُعرف النوع الأول باسم “ابوشال”. النوع الثاني يسمى “دسته” حيث يمكن رؤية جزء من الجذر أو الجزء الأبيض. لكن أفضل زعفران في لبنان يسمى “نقين”.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الزعفران لا يُزرع إلا في الأراضي الإيرانية فقط، فالزعفران موجود أيضاً في إسبانيا والمغرب وتونس وأفغانستان وباكستان وروسيا والصين وغيرها.

 الفوائد الصحية العامة التي يقدمها الزعفران؟

– يساعد البوتاسيوم الموجود في الزعفران على تنظيم ضغط الدم وتعزيز عملية تجديد الخلايا.

– يحتوي هذا النوع من التوابل على الحديد الذي يُعد من الموكونات الضرورية لإنتاج خلايا الدم الحمراء التي توزع الأكسجين على الجسم.

– يتمتع الزعفران أيضاً بخصائص مضادة للإلتهابات، ما يجعله فعّالاً في وجه الحالات التي تسببها الالتهابات كالسمنة الزائدة وهشاشة العظام والتهاب المفاصل ومرض السكري والسرطان.

– يؤكد الخبراء أن إضافة الزعفران الى النظام الغذائي قد يخفف من عوارض الاكتئاب.

– ويساعد الزعفران على المحافظة على بشرة نقية وصحية.

-يحتوي الزعفران على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة، أبرزها “Crocin” و”Crocetin” التي تُعنى بالبصر، والتي تبطئ الضمور البقعي المرتبط بالعمر، كما يمكنها إعادة البصر الطبيعي لكونها تقوي عملية إنتاج الخلايا.

 

 

سيرياهوم نيوز3 – الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ذوبان كامل للثلج في جبل فوجي باليابان

في كل عام، تجذب المناظر المهيبة للقمة المغطاة بالثلوج في جبل فوجي مئات الآلاف من السياح من جميع أنحاء العالم. ولكن العديد من الزوار سيشعرون ...