مصعب أيوب
بهدف مناقشة الواقع الدرامي وتطوير آليات الإنتاج الفني والارتقاء بها، وتذليل العقبات التي تعترض سير العملية الإنتاجية لما لهذه الصناعة المهمة من أثر ورديف مهم للاقتصاد الوطني، عقدت في فندق شيراتون دمشق جلسة جمعت أصحاب ومديري شركات الإنتاج السورية مع وزير الإعلام د. بطرس الحلاق ووزير الصناعة زياد الصباغ ورئيس اتحاد غرف الصناعة السورية محمد غزوان المصري ورئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون علي عنيز ونقيب الفنانين محسن غازي.
قرارات عدة
أشار وزير الصناعة زياد صباغ إلى أن الوزارة تعنى بالصناعات على اختلاف أنواعها ونحن نشجع أي عمل مهما كان نوعه سواء كان تحويلياً أم فكرياً أم استخراجياً أم فنياً.
ونوه أنه يتم العمل حالياً على إلغاء السجل التجاري والصناعي ليحل عوضاً عنه السجل الوطني للمشروع، مؤكداً أنه تم إبرام شراكة مع وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون لتسريع آلية إحداث بطاقة منتج أو مدير إنتاج.
وقال: نفخر بإنتاجنا الدرامي الذي يحمل رسالة إلى العالم ليروي واقع بلدنا بشكل حضاري، ويقدم رسالة للداخل والخارج من خلال شركات الإنتاج والعاملين في حقل الدراما.
وأكد أن الإنتاج في الدراما هو صناعة بأدواتها ومحتواها، وكشف أنه لم يشارك أحد من الفنانين والمنتجين في انتخابات غرف الصناعة ليكون هناك ممثل لهم في وزارة الصناعة.
وبما يتعلق بالمحروقات قال: إن الجميع متضرر من هذا الوضع في ظل الظروف الراهنة ولاسيما بعد الحصار الاقتصادي واستيلاء الأيادي الإرهابية على عدد كبير من مواردنا، ونحن نحاول دائماً تأمين كميات إضافية ونعمل على توزيعها ضمن المتاح لكل الاختصاصات الصناعية ونسعى للتوزيع بشكل معتدل ومتوازٍ مع القطاعات الأخرى، وأشار إلى أن هناك جملة من القرارات أصدرتها الحكومة بخصوص السحوبات والتحويلات البنكية والمصرفية ورفع سقف السحب.
أبطال حقيقيون
أشار وزير الإعلام بطرس الحلاق إلى أن موضوع المحروقات أمر كبير ويحتاج للكثير من التنسيق والجهد بين قطاعات عديدة، ولا بد لنا من التفكير ضمن المتاح وتحت سقف القانون، لأن أي نشاط مخالف للقانون لن يستمر.
وأكد أن الدراما ملكنا ولن تكون لغيرنا ولا يستطيع أحد مجاراتنا في ذلك، ولكن الحرب كانت السبب الرئيس وراء هجرة عدد كبير من الفنيين والفنانين والمخرجين وكتّاب السيناريو، وهذا الشيء لمسناه بأنفسنا في كل القطاعات وليس الدراما فقط، لكن رغم الظروف التي عاشتها وتعيشها سورية فإنها استمرت بالإنتاج والمنافسة، لذلك نعد أنفسنا أبطالاً حقيقيين ونستحق التكريم.
وشدد الحلاق على أنه لا بد من الاهتمام بالمضمون والابتعاد عن الدراما التي تسيء لنا ولسورية، وزارة الإعلام قدمت 14 مسلسلاً درامياً، ولديها 34 نصاً في طريقها للإنتاج، وهذا دليل على التطور وتوفير التسهيلات الأمثل رغم الظروف الراهنة، لافتاً إلى أن الوزارة تسعى في هذه المرحلة لصناعة دراما حقيقية وهي معنية بالإنتاج، وترخيص قنوات تلفزيونية جديدة.
واقترح أنه إذا ما تم تأسيس اتحاد منتجين لا يجب نسبه لأي وزارة ولا بد من تمتعه بالاستقلالية، مبيناً أن موضوع تقديم التراخيص لتأسيس محطات تلفزيونية خاصة طور الدراسة، وألمح أيضاً أنه لا يمكن تجهيز مكان للتصوير يتبع لوزارة ما بمجرد أن يطلب المخرج أو شركة الإنتاج ذلك، فهناك التزامات ومواعيد تحدد عمل تلك المنشآت، مبيناً أنه تلقى عدة شكاوى في وقت سابق عن تجاوزات لشركات فنية بعد انتهاء تصويرها في موقع أثري أو سياحي ما، ولذلك يتم عادة إمضاء تعهد بإعادة كل شيء إلى ما كان عليه.
وأوضح أن هناك مواقع ليس لدينا معلومات كافية عن ماهيتها وشـأنها وحساسيتها، ولذلك يتم في بعض الأحيان منع شركات الإنتاج من التصوير في تلك الأماكن.
وأضاف: إننا بحاجة لمساعدة بعضنا بعضاً للوصول بالدراما إلى مستوى يليق ببلدنا، خاتماً بأن التسهيلات حول استيراد معدات الإنتاج الفني متاحة لكل شركات الإنتاج على اختلاف مخزونها الفني أو الكمي، ونحن لا نصنف شركات الإنتاج على أنها صف أول أو ثانٍ أم غير ذلك.
وختم بأنه يجب التركيز على دراما ذات مضمون قيّم وبنّاء، والبحث عن مضمون الإنتاج الدرامي الذي يقدم صورة أفضل عن سورية، فالدراما ليست صناعة بلا سقف، بل يجب أن تكون ضمن معايير وضوابط منتظمة.
نقطة البداية
وشدد رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية محمد غزوان المصري لـ«الوطن» على أن النقاش مهم للارتقاء بالصناعة الفنية، وجلستنا اليوم مهمة لمعالجة المشاكل التي تعترض المنتج وشركات الإنتاج والفنانين، فهناك حقوق وواجبات تجاه كل هذه الأطراف، وكذلك تجاه الحكومة، وهذه اللقاءات هي نقطة البداية للحل وللنجاح وتعد مبادرة مميزة وفاعلة.
وأوضــح أنه ســتكون هنــــاك تســـهيلات فيـــما يخــص تحويل الأموال لمــديـــري شـــركـــات الإنتـــاج الدرامي، وتطــــوير آليــات الإنتاج الفني والارتقـــاء بها، وتــذليل العقبات التي تعترض سير العملية الإنتاجية، لما لهذه الصناعة من أثر مهم في الاقتصاد الوطني.
المطالب كثيرة
وأكد نائب رئيس غرفة صناعة دمشق طلال قلعجي لـ«الوطن» أن المطالب كبيرة وكثيرة والمهمة الملقاة على عاتقنا في غرفة الصناعة تتمثل بإعادة الدراما السورية إلى ألقها السابق، وجملة الطروحات التي سمعناها اليوم تعتبر سهلة وليست بالمشاكل العظيمة ويمكن حلها بالتعاون والتكاتف.
وأشار إلى أنه يحاول دائماً تقديم مقترحات لتأسيس لجنة تسويق خارجي للأعمال السورية وهي مهمة ولا بد من البت بها فمواضيع عديدة علينا مناقشتها وهي قيد الدراسة وسنتطرق لها في الاجتماعات القادمة.
هموم الدراما
ووصف نقيب الفنانين محسن غازي في حديث لـ«الوطن» الجلسة بالإيجابية والمثمرة من خلال مناقشة هموم الدراما عبر التطرق للمشاكل التي تعترض العملية الإنتاجية، مشيداً بوجود ممثلين عن الحكومة وهو ما أسبغ عليها صفة الإيجابية فكثير من القضايا تتعلق بالفترة الزمنية والتمويل تمت مناقشتها وكذلك مستلزمات الإنتاج.
الاهتمام الحكومي
بدوره أكد رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون علي عنيز لـ«الوطن» على ضرورة الاهتمام الحكومي بالقطاع الفني الذي تأثرت فروعه جراء الحرب، وهو ما لمسناه اليوم، فالنهوض بهذه الصناعة عزيزة علينا جميعاً ومعظم المطالبات والاقتراحات التي عرضت تعتبر محقة، فالمنتجون بحاجة للمزيد من التسهيلات ولا بد لنا أن نكون حذرين وفطنين في هذا الموضوع، وإلا سنكون أمام كارثة حقيقية ولكن الاهتمام واضح.
خدمة الوطن
وفي حديثه لـ«الوطن» أعرب المنتج محمد قبنض عن سعادته بالجلسة وأشار إلى أنه يثق كل الثقة بالسادة الوزراء وهو مفعم بالأمل في سعيهم للوصول للدراما المنشودة، مشيراً إلى أنه لا بد للجميع من تسخير طاقاته وإمكاناته في خدمة الوطن، فليس للوطن إلا أبناؤه ونحن نحاول بجهودنا المتواضعة السير في ذلك.
بينما شبّه المنتج مظهر الحكيم الحالة التي تعانيها الدراما بالجسد الذي يشكو الألم والمرض، وبطبيعة الحال له عظيم الأثر على الجسم بشكل عام ولا يمكن فصل جزء من الجسم عن سائر الأجزاء، مبيناً أن الدراما اختلفت كثيراً اليوم عما كانت عليه سابقاً، وكنا في كثير من الأحيان نعتمد على الإنفاق الخاص والشخصي، وأشار إلى أنه تلقى تكريماً في فرنسا لقاء إنتاجه أعمالاً إنسانية شامية بمجهود خاص وفردي من دون دعم خارجي، خاتماً أن الحرب الأخيرة على البلاد وتدمير مستودعاته ومعداته الفنية بسبب الإرهاب هو سبب توقفه عن الإنتاج.
اقتراحات متنوعة
لفت المشاركون إلى أهمية تأمين الدعم المالي الأمثل، وتيسير تبادل العملات لإنتاج أكثر من عمل درامي في آن واحد، وتنفيذ المرسوم المتعلق بإتاحة كل الأماكن الحكومية والأثرية التابعة للوزارات للتصوير.
وأعربوا عن رغبتهم بالعمل على رفع أسعار المنتج الدرامي محلياً وتسويقه خارجياً، وخاصة المنتج البنّاء الذي يسلط الضوء على القضايا الجوهرية، ويقدم وجه سورية الحضاري والإنجازات الإبداعية والوطنية إضافة لفتح باب قروض مصرفية.
وتقدم عدد من المنتجين ببعض المقترحات والمشاكل التي تعترض عملية الإنتاج الفني، كان من أهمها المحروقات وصعوبة تأمينها وتكلفتها العالية.
المنتج محمد نصر اللـه طالب بتذليل العقبات أمام استقدام الممثلين أو الفنيين من دول مجاورة إذ إن الأمر يحتاج لتأمين منامة لهؤلاء الأشخاص الذين من الممكن أن يبقوا يومين أو ثلاثة وربما أسبوعاً، وعند اللجوء لتأمين إقامة فندقية لهم تتم معاملتنا بالدولار الأميركي، لذلك لا بد من احتساب أجرة ذلك بالليرة السورية.
وقال المنتج طارق حمود إن المعدات الفنية باهظة الثمن وعملية استيرادها تحتاج للكثير من الوقت والموافقات لذا نرجو تسهيل ذلك.
وطالب المنتج باسل خليل برفع سعر شراء الأعمال السورية لمصلحة القنوات المحلية، في حين طالب المنتج سليمان قطان بالإسراع في عملية إصدار بطاقة المنتجين وكذلك تقديم التسهيلات والتراخيص لإنشاء مدينة إنتاج تلفزيوني، وتساءل أيضاً في حديثه عن سبب شراء وزارة الإعلام أعمالاً سينمائية وفنية تحمل طابعاً وطنياً أو توثق عملاً بطولياً بنصف قيمة تكلفته، وأشار إلى أن هناك دولاً تسابقنا لتأخذ مكانة سورية الفنية لاسيما في ظل الظروف الراهنة وهم أصحاب نفوذ ورؤوس أموال.
ومن جانبه طالب الممثل محمد قنوع بتقليل الفترة الزمنية المحددة لتقديم الأعمال الدرامية من شهر قبل بداية رمضان إلى عشرة أيام قبله، وهو ما أيده أغلبية الحضور وأقره وزير الإعلام في نهاية الجلسة، وأشار إلى أنه علينا تقديم أعمال فنية تليق بالمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني التي وضعت ثقتها بنا لأنها الداعم الأول للدراما والدراميين.
سيرياهوم نيوز1-الوطن