| ناصر النجار
تختتم يوم غد الجمعة مباريات ذهاب الدوري الكروي بخمسة لقاءات ويبقى فريق الكرامة على الانتظار حتى انطلاق الإياب بعد أن أنهى مبارياته، ومرحلة الإياب ستنطلق في الأسبوع القادم دون أي توقف وهو إجراء لم تعهده كرتنا من ذي قبل.
ومن المقرر أن تفتح الكشوف يوم السبت لتبدأ الانتقالات الشتوية التي ستكون في الأسبوع المقبل مزدحمة ليتمكن اللاعبون الجدد من المشاركة مع أنديتهم الجديدة.
وعُلم من اللاعبين أن زيد غرير سينضم إلى تشرين وميلاد حمد إلى الجيش وهما العائدان من تجربة احترافية من العراق، والمعلومات تفيد بانتقال مصطفى الشيخ يوسف من أهلي حلب، وبذلك يكون فريق أهلي حلب قد خسر في الإياب ثلاثة لاعبين دفعة، ففضلاً عن الشيخ يوسف فقد غادر الفريق محمد ريحانية إلى الإمارات ومحمد كامل كواية في رحلة احترافية إلى البحرين.
الميركاتو الشتوي سيستمر حتى نهاية شهر شباط.
في هذه العجالة نقف أمام مسألة مهمة وهي عملية الانتقال والتوقيع، فأغلب فرقنا تعيش حياة غير مستقرة وتشهد تبدلات كثيرة بين اللاعبين وزاد هذا (الميركاتو) من أزمات الفرق، وصحيح أن موضوع الانتقالات مشهود في العام كله، لكنه عالم محترف يعرف ماذا يريد، فالفرصة فتحت لتقوية بعض الخطوط أو للتعويض عن إصابات لحقت بالفريق أو ردم هوة سببها لاعب صار من الضروري أن يخرج من منظومة فريق لم ينسجم معها هذا اللاعب.
فالانتقالات الشتوية لها أسبابها الموجبة، لكن فرقنا لا تدرك هذه النظرية ولا تعترف بهذه الثقافة.
ميزان واحد
الحقيقة التي يجب أن نعترف بها أن كل فرقنا بميزان واحد رغم اختلاف مواقع الفرق على جدول الترتيب وأن كل لاعبينا بمستوى واحد والفروقات بين لاعب وآخر بسيطة، والأغرب أنه لا يوجد في أي فريق لاعب قادر على صنع الفارق، لذلك ماذا تعني هذه التنقلات إلا استبدال لاعب بآخر.
ونستدل على ما نقول من مرحلة الذهاب كنتائج وأرقام لنضع شواهدنا التي تقول: النادي الذي دفع المال الكثير فاق الملياري ليرة وهو الفتوة حالياً خامس الترتيب، وكان الجمهور المحب والمتابع يتوقع أن يحسم الصدارة مبكراً، لكن الصدمة كانت بخسارة أمام فريق الطليعة، بإمكانياته المالية المتواضعة، كذلك أهلي حلب وإن خدمته النتائج ليكون شريك المتصدر إلا أن فوزه الباهت بحلب على المجد بهدف جدلي بعد أداء باهت يرسم العديد من إشارات الاستفهام العريضة، ونتائج الفتوة وأهلي حلب لا توازي حجم الإنفاق والتعاقد مع خيرة لاعبي المنتخب والدوري.
أما الشيء المهم فيكمن في العقم الهجومي، وندرة الأهداف تدل على ضعف المستوى وضعف الفرق من الناحية الهجومية وهذا داء يفسد كل شيء في كرة القدم وللأسف غاب الهدافون عن فرقنا وعن الدوري الكروي، مرآة كشفت كل شيء في كرة القدم المحلية، كرتنا تدفع إهمال السنوات السابقة، تدفع ضريبة الاحتراف الخاطئ، تدفع ضريبة عدم وجود خطط وإستراتيجية، تدفع ضريبة عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب.
في جولة سريعة على أنديتنا نجد أن من يتولى مقاليد الأمور في الأندية أصحاب المال وبعض المتنفذين، وهؤلاء أثبتوا فشلهم في قيادة أنديتنا إلى بر الأمان، بدليل أن أغلب أنديتنا غارقة في مشاكل إدارية ومالية وأكثرها أعلن إفلاسه وعجزه.
كرة القدم جزء من منظومة رياضية باتت تحتاج إلى تعديل الكثير من قوانينها لتتماشى مع الظروف والمستجدات ولتكون قادرة على مواكبة التطور الرياضي والكروي ليس في العالم إنما في الجغرافية المحيطة.
أنديتنا تتحمل مسؤولية كبيرة فيما يحدث لأنها تملك القرار والمال، واتحاد كرة القدم يتحمل جزءاً من المسؤولية، وعلى القيادة الرياضية التحرك الإيجابي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من رياضتنا التي تدهورت ودخلت في مرحلة الموت السريري.
فوق وتحت
وجود خمسة فرق تتنافس على قمة الدوري جعل كل مباريات الدوري مهمة، ورغم أن التنافس على المؤخرة أقل حدة إلا أن الخوف من قادمات الأيام يجعل الفرق في حالة ترقب وحذر، فليس من الضروري أن يرافق المجد فريق الجزيرة بالهبوط، المؤشرات الحالية تؤكد أن المجد مرشح للهبوط بنسبة كبيرة، لكن أمام الفريق 33 نقطة محتملة متبقية فمن يدري ماذا سيفعل بها وكم نصيبه منها، لذلك فالحذر واجب من الفرق القريبة منه حتى لا تدخل في الخطر الشديد.
ومباريات اليوم على ثلاثة طوابق، طابق مرتفع الإثارة والسخونة والمنافسة ويلتقي فيه الوثبة مع الجيش على ملعب الباسل بحمص، وتشرين مع أهلي حلب على ملعب الباسل باللاذقية، والطابق الثاني مهم، لكنه أقل سخونة لأن كل مباراة فيه طابقية وغير متكافئة، يلتقي في الأولى على ملعب الجلاء الفتوة مع المجد وعلى ملعب البعث بجبلة فريقها مع الوحدة، أما الطابق الأخير فيضم مباراة الطليعة مع حطين على ملعب حماة البلدي وهي مباراة الهروب من المؤخرة وتفادي خطر الهبوط.
المراقبون يرشحون تعادل الوثبة مع الجيش وتشرين مع أهلي حلب وفوز الفتوة على المجد وجبلة على الوحدة وتعادل الطليعة مع حطين، وإذا انتهت المباريات فعلاً على هذه النتائج فسيكون ترتيب فرق الصدارة على الشكل التالي.
1- الجيش وأهلي حلب 20 نقطة
2- جبلة 19 نقطة
3- الوثبة والفتوة 18 نقطة.
هذا الترتيب هو افتراضي ويضع الفرق المنافسة على خط واحد من الآمال، ويجعل من مرحلة الإياب أكثر لهيباً وسخونة وإثارة.
أي تعثر غداً لأي فريق من فرق المقدمة سيبقيه ضمن دائرة الصراع إنما بنقاط أقل.
العلامة الفارقة في الدوري أن التعادل سيطر على أغلب لقاءات فرق المقدمة والدوري فمن أصل 50 مباراة انتهت 20 مباراة إلى التعادل وأغلبها تعادل سلبي، وهذا الرقم يؤكد تكافؤ الأداء والمستوى ويشير أيضاً إلى هزالة الدوري، فريق الوثبة الذي حاز على صدارة الدوري طويلاً أخفق في المراحل الأخيرة عبر أربعة تعادلات مع تشرين وأهلي حلب والكرامة والفتوة، وبقي بلا خسارة في المباريات التسع التي خاضها، أكثر شيء أرهق الوثبة هو التعادل ويحتل به الصدارة مع تشرين بخمسة تعادلات.
الوثبة لم يحقق الفوز في المباريات الأربع الماضية وكان التعادل لغة المباريات هذه وحصيلتها من الأهداف هدفان فقط.
الوثبة بلقاء الجيش إما أنه سيكسر التعادل أو يلجأ إلى الفوز وخصوصاً أنه يلعب على أرضه وجمهوره، وسيستعيد بلقاء الغد لاعبيه الموقوفين وهؤلاء إضافة جيدة للفريق، أما إذا خسر الفريق فسيتراجع قليلاً، لكنه سيبقى بين الكبار على أمل التعويض في الإياب.
الجيش في الصدارة وسيقاتل من أجل البقاء على القمة، الفريق محير بنتائجه، لكنه مع الكبار لم يحقق ما يتمنى فوقع بشرك التعادل معهم باستثناء الفوز على الفتوة.
الجيش إن فاز طار بالمقدمة وحيداً وصار أبرز المنافسين على اللقب.
جبلة باستثناء فوزه القانوني على الكرامة لم يقدم المطلوب منه وفي مبارياته الأخيرة لم يحقق أي فوز، غداً مع الوحدة عليه أن يصالح جمهوره بأداء طيب وفوز مقنع ليستعيد مكانته بين الكبار منافساً حقيقياً وهو أقدر من ضيفه على تحقيق ما يتمنى.
الوحدة الضيف بوضع لا يحسد عليه، وموقفه بلقاء جبلة صعب، ولكن لا بأس إن قاتل وناضل من أجل تصحيح مسيرة الفريق الذي يتهاوى أداء ومستوى على جدول الترتيب.
المباراة القوية والمثيرة ستكون باللاذقية بين تشرين وأهلي حلب، وسيكون أهلي حلب المتصدر في امتحان قاس وصعب أمام البحارة الذين بدؤوا بالشفاء من كل أوجاع الماضي، بوابة الصدارة ستكون في مرمى ملعب الباسل فإن عرف لاعبو الأهلي الطريق إلى المرمى حازوا الفوز وإلا فلينتظروا مفاجأة سارة من تشرين مع العلم أن البحري يعرف النظم التي يلعب عليها تشرين فهو خبير بكل إمكانياته من خلال تدريبه للفريق في وقت سابق.
تشرين يتطلع إلى المباراة من بوابة الصحوة ومحاولة الدخول في أجواء الكبار قبل انطلاق مرحلة الإياب ووقتها لكل حادث حديث.
من الناحية النظرية فإن مباراة المجد مع الفتوة محسومة لمصلحة الفتوة، وكما صرح المراقبون أن المجد لن يغنم منها إلا ريع المباراة، بكل الأحوال وحسب المواقع والنتائج فإن المباراة غير متكافئة وغير فوز الفتوة يعتبر مفاجأة كبيرة.
آخر المباريات ستقام في حماة بين الطليعة وحطين وكلا الفريقين سيحاول تضميد جراحه على حساب الفريق الآخر، فموقع الفريقين متأخر ولهما من النقاط ست فقط، لذلك ستكون المباراة مضاعفة في نقاطها.
المباراة متكافئة ولن تكون عادية فالحماس والتنافس سيغلبان على مجرياتها، والفائز بها يصطاد الآخر بأخطائه.
من الأرشيف
في الموسم الماضي فاز تشرين على أهلي حلب مرتين في الذهاب بهدفي علي بشماني ومحمد كامل كواية مقابل هدف طالب عبد الواحد، وفي الإياب فاز بهدف محمد كامل كواية وأضاع باسل مصطفى ركلة جزاء.
في الموسم الماضي تعادل الوحدة مع جبلة بالذهاب بلا أهداف، وفي الإياب فاز الوحدة بهدفي أسامة أومري وعبد الرحمن بركات.
وتبادل الطليعة مع حطين الفوز الموسم الماضي بنتيجة 2/1، ففاز حطين ذهاباً بهدفي بلال حسن ومؤيد خولي من جزاء مقابل هدف أمين حداد من جزاء أيضاً، وفي الإياب فاز الطليعة بهدفي محمد نور خميس وعبد الله نجار مقابل هدف مثنى عرقاوي.
في الموسم الماضي تبادل الوثبة مع الجيش الفوز، ففاز الوثبة ذهاباً بهدفي صبحي شوفان وأنس بوطة وفاز الجيش إياباً بهدف محمد الواكد.
في موسم 2018- 2019 آخر موسم شارك به المجد في الدوري الممتاز لم يلتق مع الفتوة لأنه كان في الدرجة الأولى.
سيرياهوم نيوز1-الوطن