آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » سورية وحروب الطاقة المستقبلية ؟!

سورية وحروب الطاقة المستقبلية ؟!

أ.د: حيان أحمد سلمان  2020/09/27

تتوجه أغلب دول العالم حالياً لصياغة سياساتها الاستراتيجية وتحالفاتها الدولية مع جغرافيا الطاقة بشكل عام والغاز بشكل خاص, وفعلياً يتم ترتيب أولويات العلاقات الدولية على هذا الأساس ، ويمكن القول إن جغرافيا تموضع الاحتياطيات من الغاز كما كان النفط سابقاً بدأت ترسم معالم تحالفات جديدة ، وهذا يفسر ظهور منظمة إقليمية لغاز شرق المتوسط ، ولاسيما بعد زيادة الصراعات في البحر الأبيض المتوسط وخاصة بعد الإعلان عن استكشاف كميات كبيرة من الغاز في هذا البحر. فهل سيتحول التوتر الحالي في المتوسط إلى صدام ومن ثم إلى حرب ؟. وتؤكد الدراسات الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية سنة /2010 / أنه يوجد في البحر المتوسط حوالي /122/ تريليون م3 من مصادر الغاز ,أي بنسبة /41%/من احتياطي الغاز العالمي وما يقارب /107/ مليارات برميل من النفط ,أي بنسبة / 47%/ من احتياطي النفط العالمي . واعتماداً على ذلك توجهت الشركات الأمريكية مباشرة للاستكشاف والاستثمار فيه بقيادة شركة ( نوبل إنيرجي ) التي تقود مجموعة شركات ، ويضيف هذا أهمية على أهمية هذا البحر من الناحية الجيوسياسية كصلة وصل بين آسيا وأوروبا وأفريقيا ، ومركز لنقطة وصل طرق التجارة العالمية مثل مضائق السويس والبوسفور وجبل طارق وغيرها ، وكل هذا زاد من التنافس الدولي على موارد شرق المتوسط وسبّب خلافات كبيرة حول ترسيم الحدود البحرية . فهل تخضع المنطقة لقوة المنطق أم لمنطق القوة ؟!، وخاصة أننا نشهد الآن تحول ( منتدى غاز شرق المتوسط )الذي تأسس في شهر كانون الثاني سنة /2019/ إلى ( منظمة إقليمية ) منذ مطلع سنة /2020/ وهي المنظمة الدولية الأولى في المنطقة ومقرها القاهرة ،وتضم حالياً /6/ دول وهي ( مصر وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن ) والكيان الصهيوني ، وقد تنضم لاحقاً كل من فرنسا وأمريكا ، وقد صدرت بيانات عن هذه المنظمة بأن هدفها هو مواجهة الاستفزازات التركية للسيطرة على غاز البحر الأبيض المتوسط وخاصة عبر التنقيب غير الشرعي وتأسيس سوق إقليمية للغاز وتأمينه بأسعار تنافسية من خلال تحقيق التوازن بين العرض والطلب ،وترشيد تكلفة تجهيز البنية التحتية ومد خطوط ربط جديدة ومن ثم ربطها مع بعضها وإيصالها إلى أوروبا، وقد تنضم دول جديدة في المستقبل مثل( فلسطين وليبيا والجزائر والمغرب ولبنان )، وهذا سيؤثر على كل معادلات تسويق الغاز وخاصة من ناحية روسيا التي تعتبر أكبر موردي الغاز لأوروبا ، وقد استوردت أوروبا من روسيا سنة /2017 / كمية تزيد عن /192/ مليار متر مكعب وبنسبة /81%/ من احتياجات أوروبا السنوية ، كما سيتأثر تنفيذ المشاريع الروسية الاستراتيجية العملاقة لتلبية الطلب المتنامي على الغاز في أوروبا مثل أنابيب (السيل الشمالي 2) و(السيل التركي) ، وقد تربط العملات مع الغاز ليصبح ( غاز دولار أو غاز يوان أو غاز روبل …إلخ ) على وزن ( بترو دولار ) ، وعلينا في سورية أن نسرع ليكون لنا بصمتنا الاقتصادية في إنتاج وسوق الغاز العالمية المستقبلية ولاسيما أن الغاز يحل تدريجياً محل النفط باعتباره صديقاً للبيئة وأقل تكلفة وأكثر مردودية ، وتحليل واقع العلاقات الدولية الحالية يؤكد ظهور تكتلات اقتصادية جديدة ، ومهما دورنا الزوايا يبقى الاقتصاد هو الأساس ، فهل نستثمر مع أصدقائنا بالمتوسط وفي حقول الغاز بشكل أسرع ، ويكون لنا كلمتنا قبل فوات الأوان, والوقائع تؤكد أنه لا وجود للضعفاء على مائدة الأقوياء ,فأصدقاؤنا قوة لنا ونحن قوة لهم، ولاسيما أنني أسمع بروفة طبول الحرب في المتوسط ؟.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إلى أي مدى يمكن أن يستمرّ «استقرار» سعر الصرف في لبنان؟

محمد وهبة     سحب مصرف لبنان نحو 5 تريليونات ليرة إضافية من السوق في إطار سياساته النقدية الرامية إلى ضخّ الدولارات وتجفيف السوق من ...