أكدت موسكو أنها سترد بكل قوتها حيال أدنى تهديد لأمن شبه جزيرة القرم، لافتة إلى أن بولندا تشتري راجمات صواريخ «هيمارس» الأميركية لتحل محل «غراد» التي قدمتها لأوكرانيا، بينما أكد رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية ليونيد باسيتشنيك أن القوات الأوكرانية تقوم بقصف المستشفيات عمداً على أراضي الجمهورية.
وأكد النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الفيدرالية الروسي للشؤون الدولية فلاديمير جباروف أن بلاده سترد بكل قوتها حيال أدنى تهديد لأمن شبه جزيرة القرم.
وحسب «سبوتنيك» قال جباروف خلال مؤتمر صحفي أمس: إذا شعرت روسيا بخطر حقيقي على شبه جزيرة القرم أو أدنى تهديد فإنها ستعطي رداً قاسياً بكل قوتها ووسائلها، مشدداً على أن استخدام الصواريخ الأميركية ضد روسيا وأراضيها يمكن أن يؤدي إلى صراع حاد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي «ناتو».
وفي حديثه عن التعاون مع بيلاروسيا في إطار «دولة الاتحاد» قال جباروف: لن نسمح بوجود خطر على السلامة الإقليمية لبيلاروسيا، مشيراً إلى زيادة التعاون بين البلدين، بما في ذلك في مجال الدفاع والأمن.
إلى ذلك أكد الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف بأن قيام بولندا بشراء راجمات الصواريخ الأميركية من طراز «هيمارس» من شأنه تعويضها عن راجمات الصواريخ من طراز «غراد» التي تم نقلها إلى أوكرانيا.
ونقلت «سبوتنيك» عن ليونكوف: أعتقد أن هذا الأمر يرتبط بحقيقة أن الولايات المتحدة تقوم بتعويض بولندا عن راجمات الصواريخ من طراز «غراد» التي كانت وارسو قد قدمتها لأوكرانيا، ومن المفهوم أن الولايات المتحدة وعدتها بشيء في المقابل، والآن يقوم الأميركيون بإرسال راجمات الصواريخ من طراز «هيمارس» إليهم.
ولم يستبعد الخبير الروسي أن بعض راجمات «هيمارس»، التي تخطط الولايات المتحدة لبيعها لبولندا، قد يتم نقلها لاحقًا إلى أوكرانيا، لافتاً إلى أن ذلك قد يوضح أن هذا «تحرك ماكر متعدد الخطوات» للأميركيين.
وقال: الأميركيون يلعبون تلك اللعبة، في حالة توجيه أي تهم إلى الولايات المتحدة تتعلق بقيامها بتزويد أوكرانيا بالأسلحة بشكل مباشر، فإنهم سيقولون لا، لقد زودنا دول الناتو بها، وهم أنفسهم قرروا تزويد أوكرانيا بهذه الأسلحة.
وفي نيسان من العام الماضي، نقلت بولندا معدات عسكرية وغيرها إلى كييف، بقيمة تزيد على 1.6 مليار دولار.
هذا ووافقت وزارة الخارجية الأميركية على بيع 18 راجمة صواريخ من نوع «هيمارس» والذخيرة الخاصة بها لبولندا مقابل 10 مليارات دولار.
في غضون ذلك أكد رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية ليونيد باسيتشنيك أن القوات الأوكرانية تقوم بقصف المستشفيات عمداً على أراضي الجمهورية.
ونقلت وكالة «تاس» عن باسيتشنيك قوله: في الآونة الأخيرة كانت هناك هجمات تستهدف المستشفيات، حيث يخضع جنودنا الجرحى والمدنيون السلميون للعلاج، مضيفاً إن الأوكرانيين ينفذون هجمات على المستشفيات المكتظة بالناس.
كما لفت باسيتشنيك إلى أن أوكرانيا تحشد قواتها على حدود لوغانسك بشكل يكفي لشن هجوم مضاد، محذراً من أن الوضع الأكثر صعوبة قرب سفاتوفو وكريمينايا وليزيتشانسك وروبيجنوي وترويتسكوي لأنها الأقرب إلى خط التماس.
من جانب آخر أكد مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الروسية بيوتر إليتشيف أن بلاده تعارض رغبة الدول الغربية في تشديد العقوبات على كوريا الديمقراطية الشعبية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن إليتشيف قوله في تصريحات أمس: إن الرفع الجزئي أو الكلي للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على كوريا الديمقراطية يتطلب تبني قرار جديد من مجلس الأمن الدولي، نتحدث باستمرار مع شركائنا الصينيين حول الحاجة لبدء مثل هذه العملية، وقمنا بصياغة قرار خاص يهدف إلى إعفاء بيونغ يانغ من عبء العقوبات المفرط، وفي الوقت نفسه تحفيز جهود التفاوض، ولكن لسوء الحظ لا تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها العمل على هذا، ويتم تجاهل حتى المبررات الإنسانية.
وأشار إليتشيف إلى سعي الممثلين الغربيين إلى تشديد طوق العقوبات على كوريا الديمقراطية، موضحاً أن روسيا والصين استخدمتا في أيار الماضي حق النقض ضد أحد مشروعات القرار الأميركية بهذا الخصوص.
من جهة ثانية أعلن إليتشيف أن فكرة نشر بعثة حفظ سلام التابعة لمجلس الأمن الدولي في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان ليست واقعية فمهام استعادة السلام والأمن في المنطقة يتم حلها بشكل فعال من فرقة حفظ السلام الروسية.
وقال إليتشيف: في ظل هذه الظروف لم يحرز أي تقدم حتى في قضية تقديم المساعدة الإنسانية الدولية إلى إقليم قره باغ والتنفيذ العملي لفكرة إرسال وحدة دولية لحفظ السلام غير ممكن، مضيفاً: ننطلق من حقيقة أن فرقة حفظ السلام الروسية تتعامل بشكل فعال مع جميع مهام استعادة السلام والأمن في الإقليم.
ميدانياً، أكد قائد القوات الخاصة الروسية «أخمات» ونائب قائد الفيلق الثاني للقوات الشعبية في جمهورية لوغانسك الشعبية أبتي علاء الدينوف أن الوحدات الروسية تتقدم في أرتيوموفسك، وسيطرت على العديد من شوارعها.
وقال علاء الدينوف: إن قوات «فاغنر، ووحدات وزارة الدفاع الروسية، التي تعمل على تطويق أرتيوموفسك، تنفذ عمليات عسكرية بنجاح كبير، ولقد تقدموا بالفعل في المدينة نفسها، وحاصروها من الجانب الأيمن، وتمت السيطرة بالفعل على العديد من الشوارع، مضيفاً إن هناك تقدماً في اتجاه الطريق السريع المؤدي إلى كونستانتينوفكا».
وفي اليوم السابق، صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، عن عمليات عسكرية ناجحة في منطقة أرتيوموفسك وأوغليدار.
سيرياهوم نيوز1-الوطن