ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا، إلى أكثر من 4 آلاف شخص، ولا يزال كثيرون من الأشخاص تحت الأنقاض.
وقال مسؤولون رسميون وطبيون إنّ 4487 شخصاً لقوا حتفهم في عموم سوريا وأكثر من 7 آلاف مصاب في حصيلة غير نهائية، ولا يزال كثيرون من الأشخاص تحت الأنقاض.
وقال مدير الدفاع المدني في اللاذقية العميد جلال داوود، إنّه تم اليوم انتشال 9 جثامين من تحت أنقاض بناء الأطباء في شارع الغزالات بمدينة جبلة. موضحاً أنّ عمليات البحث عن عالقين تحت الأنقاض في مراحلها الأخيرة، باستثناء مبنى بشارع المشاتل في حي الغراف في الرمل الجنوبي.
وذكر مراسل الميادين أنّ أكثر من 300 شخص ارتقوا في الزلزال في جبلة كأكثر المناطق تضرراً في اللاذقية.
وفي وقت لا يزال عدد كبير من المفقودين تحت الأنقاض، تستمر أعمال الإنقاذ في مختلف المناطق المتضررة في سوريا.
وفي وقت سابق، أوضح مدير الدفاع المدني في سوريا، اللواء صفوان بهلول، أنّ عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المباني المتهدمة من جرّاء الزلزال ما زالت مستمرة، وهناك احتمال وجود أحياء، على رغم ضعفه.
وذكر موفد الميادين إلى حلب أنّ لجنة السلامة العامة بدأت بتفقد المباني لتقييمها إن كانت صالحة للسكن.
المساعدات تدخل ببطء إلى المناطق المنكوبة
وتدخل المساعدات ببطء إلى المناطق المنكوبة في سوريا، اليوم السبت، حيث يبذل المسعفون جهوداً مضنية لسحب الأشخاص من بين ردم المباني التي دمرت في الزلزال. ويعيق الطقس الشديد البرودة في المناطق المتضررة جهود الإنقاذ ويفاقم معاناة ملايين الأشخاص، غالبيتهم بأمس الحاجة إلى المساعدة.
ويحتاج 870 ألف شخص على الأقل بشكلٍ عاجل إلى مواد غذائية في البلدين بعد الزلزال الذي شرّد ما يصل إلى 5,3 ملايين شخص في سوريا وحدها، فيما تسببت الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات، بسقوط مزيد من الضحايا وقلبت حياة الناجين رأساً على عقب.
وفي هذا السياق، قال مايك راين، وهو مسؤول في منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، إنّ الزلزال المدمر أعاد “الأزمة المنسيّة” في سوريا إلى الواجهة، مؤكداً جاهزية المنظمة لإرسال كميات كبيرة من الإمدادات التي عرقلتها العقوبات على البلاد.
ورأى مايك راين أنّ “العالم نسي سوريا، لكنّ الزلزال أعاد تسليط الضوء عليها”، مضيفاً أنّ “الملايين في سوريا يعانون، منذ أعوام، في ظل ما بات أزمة منسيّة”.
تسهيل إيصال المساعدات والإغاثة
وحضّت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، جميع الأطراف في المناطق المتضررة، حيث تنشط فصائل كردية وأخرى للمعارضة السورية، على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
ووصل مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى مطار حلب للقيام بجولة مع وزير الصحة حسن محمد الغباش ومحافظ حلب على المستشفيات ومراكز الإيواء في المدينة.
وقال غيبريسوس من مطار حلب الدولي: “أحضرنا 35 طناً من المعدات الطبية الحيوية اللازمة للتعامل مع الحاجات الأساسية للمصابين المتضررين من جراء الزلزال”.
وأضاف أنّ طائرة ثانية ستصل إلى سوريا خلال اليومين المقبلين تحمل نحو 30 طناً من المعدات والأجهزة الطبية.
وأعلن سفيرا سويسرا والبرازيل، أمس الجمعة، أنّ مجلس الأمن الدولي سيجتمع لبحث الوضع الإنساني في سوريا بعد تقييم الاحتياجات، فيما تتواصل الدعوات إلى التعجيل في فتح معابر حدودية إضافية مع تركيا لإيصال المساعدات.
ومن المقرر أن يزور نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، المناطق المتضررة من الزلزال نهاية هذا الأسبوع، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا.
محافظ إدلب: جاهزون لإدخال المساعدات إلى المناطق المنكوبة
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمالي غربي سوريا عادةً من تركيا عبر باب الهوى، لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت من جرّاء الزلزال، الأمر الذي أثر موقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.
وأكد محافظ إدلب، ثائر سلهب، أنّ الدولة السورية جاهزة لإدخال قوافل المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة من جراء الزلزال في الشمال الغربي لمحافظة إدلب، في أيّ لحظة، بعد فتح الطرف الآخر للمعابر والسماح لها بالدخول من أجل إغاثة متضرري الزلزال.
وقال سلهب إنّه يجري حالياً التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لدخول قوافل المساعدات مع فرق من الهلال الأحمر العربي السوري والصليب الأحمر الدولي، من أجل ضمان وصولها إلى مستحقيها في المناطق المنكوبة.
بدوره، أفاد مراسل الميادين من حلب بأنّ فرقاً من الهلال الأحمر الإيراني تنتظر السماح لها بدخول إدلب وجنديرس الخاضعتين لسيطرة الجماعات المسلحة، مضيفاً أنّ إيران عرضت أيضاً إرسال فرق طبية وأدوية ومساعدات إلى مناطق المسلحين لكن العرض قوبل بالرفض.
وأكّد مراسل الميادين أنّ دمشق عرضت عبر الأمم المتحدة تقديم مساعدات إلى المناطق المتضررة في إدلب لكن الطلب رفض بذرائع لوجستية.
وعادت وأكّدت مراسلة الميادين أنّ الهلال الأحمر السوري يحصل على موافقة إدخال 14 شاحنة مساعدات إلى إدلب برفقة فريق من الأمم المتحدة.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين