سناء يعقوب
في الحكومة السابقة قيل : إن البيان الحكومي لن يكون مجرد ورقة عمل تقدم إلى مجلس الشعب ثم يطويها النسيان وعدم الاكتراث واللامبالاة، بمعنى امتلاك ناصية إدارة الواقع، وأن العبرة بالتنفيذ!!
ولكن وبصراحة شديدة ما حدث خلال السنوات الماضية من عمر الحكومة أطاح بكل الوعود والالتزامات التي قدموها، فكانت بحق حبراً على ورق، ورغم كل التعهدات بمضاعفة الجهود وخلق المبادرات وتأمين مستلزمات الحياة الكريمة ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي، رغم تلك العناوين العريضة والبراقة لم يتحقق فعلياً سوى قليل لا يذكر على أرض الواقع، على العكس تماماً، فالأمنيات قد ضاعت وأفواج الفقراء تزايدت والأسعار استعرت، ووحدها التصريحات بقيت كما هي معروضة للبيع حين الطلب!!
وما بين بيان حكومي سابق وبيان جديد هو حديث الساعة، يسأل كل مواطن وعالم ببواطن الأمور، ما الذي تغيّر وكم من العبارات أضيفت وكيف صيغت؟ والأهم ما الذي سيتحقق منها؟
في كل مرة يتم الحديث عن توفير متطلبات العيش الكريم للمواطن وتأمين الموارد ودراسة الأجور، وإحكام الرقابة على الأسعار والحد من الغش والتدليس والتلاعب بلقمة الناس!! وفي كل مرة تجري رياح الأسواق وبعض التجار بعكس ما تشتهي الحكومة والمواطن!!
مع تلاوة بيان الحكومة الجديدة لم يكن هناك شيء جديد! فالوعود نفسها تتكرر دون أي حلول أو حتى برامج زمنية، ودون التطرق للمواضيع الشائكة التي بات معها الناس يناوبون بالطرقات على شكل طوابير للحصول على احتياجاتهم الأساسية في الحياة!!
تحت قبة مجلس الشعب أكدت الحكومة في بيانها أنها لم تتجاهل ما يعيشه المواطن، وأنها تسعى لتحسين الوضع المعيشي وتوفير السلع واستقرار الأسعار وتوفير المشتقات النفطية، وطبعاً الكلام الوارد في البيان مثالي إلى درجة كبيرة، ولكن غاب عن أذهان الحكومة أن المواطن الذي أنهكته الحياة انتظاراً وقهراً وفقراً يحتاج حلولاً إسعافية وليس “على الوعد يا كمون”، فهل ننتظر سنوات طويلة للتنفيذ أم تحدث المعجزة؟.
(سيرياهوم نيوز-تشرين٢٨-٩-٢٠٢٠)