انستازيا جود بشور
عُزفَ في وطني يوم الأثنين الأسود لحن الموت فوّزع ألحانهُ بين أبناء وطني الحبيب فما أشقاهُ من يوم وما أصعب عويل بكائك يا أمي سورية فأنتِ الآن ثكلى تذرفين الدم بدلاً من الدمع ليُمزج مع تراب الوطن فتعبق رائحة الموت والدمار أطفال بعمر الياسمين رووا عطش ذاك الزلزال صياد الأرواح , زلزل الأرض تحتنا فَزلزت معه قلوبنا وتوقف نبض الحياة في عروقنا لعدة ثواني فهرعنا نحتضنُ أحبتنا ونتمسك بطرف ثوبهم لنشعُر بالأمان و الطمأنينة , لم يستطع ذلك المارد بكل قوته أن ينتزع الإنسانية من قلوبنا فنحن أبناء هذه الأرض معاً يداً واحدة في السراء والضراء فانتفضنا نخيط جراح بعضنا بعض بخيط المحبة والسلام .
فما أروعكم يا أبناء بلدي كانت أياديكم الغضة هي الآلات التي تحفر لتنقذ بسمة طفل غطاها وشاح الخوف , لتزيل دمعة أهل حفرت في أخاديدهم حزن عميق لفقد أبنائهم .
فمشهد الأهالي متكاتفين معاً وأصوات الأهازيج والتصفيق ممزوجة بالغصة والحزن عند انتشال أحد الأشخاص لا تقدر بثمن .
سننهض ياوطني وسننفض عنا غبار الموت الذي خلّفهُ هذا الزلزال الغادر سنمسك بيدك يا أمنا الغالية سوريا وسنساعدك لمداواة جرحك العميق بدواء الحب والامتنان والتعاون فكلنا يقين أنه من رحم المعاناة يولد الأمل
ومن قلب المأساة يولد الفرح
ومن باطن الغيوم السوداء ينشق شعاع النور
ومن أرحام المحن تأتي المنح
موطني موطني هل أراك سالماً منعماً وغانماً مكرماً
هل أراك في علاك تبلغُ السما يا موطني
مدرسة التميز والإبداع صافيتا
(موقع سيرياهوم نيوز1-خاص)