تواصلت في الخارج أمس دعوات التضامن وحملات التبرع للمنكوبين من أبناء الشعب السوري نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب بعض المحافظات السورية، وسط مطالبات بعدم تسييس قضية المساعدات الإنسانية إلى سورية ورفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة عليها والتي تعوق الاستجابة لتداعيات هذه الكارثة الطبيعية.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس للصحفيين، إن روسيا مستمرة في تقديم المساعدة لسورية، في أعقاب الزلزال الذي ضربها في السادس من الشهر الجاري، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وقال بيسكوف رداً على سؤال عما إذا كانت موسكو تتخذ إجراءات بشأن الوضع في سورية: «نحن على اتصال دائم مع الحكومة السورية، تبذل روسيا جهوداً كبيرة لتقديم المساعدة لضحايا هذا الزلزال المدمر في سورية».
الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» من جهته نقل عن بيسكوف تشديده للصحفيين، على أن القضايا المتعلقة بتقديم المساعدة الإنسانية للسوريين المتضررين من الزلزال يمكن وينبغي حلها على وجه السرعة بالاتصال بالسلطات السورية.
وقال بيسكوف رداً على سؤال إذا ما كانت روسيا تعمل على ضمان فتح أكثر من نقطة تفتيش واحدة للمساعدات الإنسانية: «الأمر يتوقف على قرار الجمهورية العربية السورية، وأنتم تعلمون أننا نبحث عن طريق الاختصاصيين والمنقذين الروس الذين يعملون هناك، فيما يساعد الجيش أيضاً في إزالة الأنقاض، وتوصيل المساعدات الإنسانية هناك، وجميع القضايا الأخرى هي من صلاحيات السلطات الشرعية في سورية».
وقدمت روسيا مساعدات طبية وإنسانية لمتضرري الزلزال، كما شاركت فرق روسية في عمليات إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض.
بموازاة ذلك، دعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا في كلمة أمام القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، دول العالم إلى تقديم المساعدات العاجلة لسورية، لمواجهة أضرار الزلزال المدمر الذي تعرضت له.
ونقلت «سانا» عن جورجيفا قولها: إنه «حان الوقت للوقوف بجوار الشعب السوري الذي دمره الزلزال». وحثت جورجيفا المجتمع الدولي على مد يد العون للشعب السوري «بشكل عاجل».
ورداً على سؤال حول ضرورة تخفيف العقوبات التي تمنع إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية أجابت جورجيفا: إن «السوريين لن يتمكنوا من الصمود بضعة أيام أخرى من دون مأوى ولا طعام ولا ماء».
في غضون ذلك، أكد أعضاء فريق الإنقاذ الليبي الذي وصل الذي وصل السبت الماضي مع طائرة المساعدات القادمة من ليبيا إلى مطار دمشق الدولي لمؤازرة فرق الإنقاذ السورية وغيرها من الفرق الأخرى في عمليات انتشال ضحايا الزلزال، جاهزيتهم لكل أشكال المساعدة، وهم يقومون بواجبهم تجاه الأشقاء السوريين.
وأوضح قائد الفريق عبد الرحمن السبطي في تصريح له، أن الفريق يضم 15 شخصاً، وهم من فريق فوج مصراتة للكشافة والمرشدات في ليبيا، لافتاً إلى أنه رافقت الفريق قافلة المساعدات التي أرسلت لمد يد العون للأشقاء السوريين.
وعبّر السبطي وكل أعضاء الفريق عن الحزن الشديد للمصاب الذي ألم بإخوتهم السوريين، وتضامن ليبيا حكومة وشعباً معهم.
كما ناشد الطلبة السوريون في إيران في بيان وجهه فرع اتحاد الطلبة هناك، خلال وقفة تضامنية مع الوطن أمام مبنى الأمم المتحدة في العاصمة الإيرانية طهران، منظمة الأمم المتحدة للقيام بدورها الإنساني والعمل لمساعدة الشعب السوري، ليتمكن من تجاوز تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وتقديم الدعم الإنساني من المنظمات المعنية وكل الدول من دون تسييس.
وقال البيان الذي سلمه رئيس فرع الاتحاد علي عباس لممثل الأمم المتحدة في إيران: «ندعوكم للقيام بدوركم الإنساني المؤسساتي وممارسة الدور المرجو منكم لرفع كامل العقوبات الجائرة عن الشعب السوري التي طالت لقمة عيشه وحبة دوائه».
بدوره دعا النائب البطريركي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية في إسبانيا المطران مار نيقولاس متى عبد الأحد خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة العذراء في العاصمة الإسبانية مدريد لراحة نفوس وأرواح ضحايا الزلزال في سورية حسب «سانا»، إلى عدم تسييس قضية المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى جميع الأهالي المتضررين من الزلزال الذي تعرضت له سورية.
ولفت عبد الأحد إلى أن الكنيسة السريانية في إسبانيا بالتعاون مع كنائس عدة تقوم بالتنسيق المباشر مع السفارة السورية في مدريد والمؤسسات والمنظمات المدنية الإسبانية من أجل حشد وإرسال المساعدات والتبرعات المادية والمالية إلى سورية، داعياً بالرحمة لأرواح الضحايا ومقدماً التعازي لعوائلهم وذويهم والتمنيات بالشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين وتخفيف آلامهم.
وحضر القداس حشد من أبناء الجالية السورية والإسبان والقائم بأعمال السفارة السورية في إسبانيا عبد اللـه حلاق وعدد من أفراد السفارة والطلبة السوريون في إسبانيا.
الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة من جهته، نظم لقاءً تضامنياً مع الشعب السوري في العاصمة اللبنانية بيروت، دعماً لجهود إغاثة منكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب سورية.
وقال الاتحاد في بيان: إن هذه الكارثة الهائلة فتحت أبواب المشاعر الإنسانية، بما يساعد في تخفيف عناء المتضررين والمنكوبين، وبالتالي لا بد من رفع الصوت لرفع العقوبات الغربية اللا شرعية والحصار الجائر المفروض على سورية.
سيرياهوم نيوز1-الوطن