أقيم حفل توقيع وثائق التعاون ومذكرة التفاهم بين طهران وبكين بحضور رئيسي ووزراء البلدين في المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني ووقع البلدان 20 وثيقة تعاون ضمن وثيقة التعاون الاستراتيجي الشامل ولمدة 25 عاما.
ووقع الرئيسان الايراني والصيني وثائق التعاون في مجال إدارة الأزمات،و السياحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات و البيئة، التجارة الدولية و الملكية الفكرية و الزراعة و التصدير و الصحة والعلاج و الإعلام و الرياضة والتراث الثقافي.
وجرت مراسم الاستقبال الرسمي التي أقامها الرئيس الصيني شي جين بينغ لرئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية آية الله السيد إبراهيم رئيسي في مبنى المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني. حسبما قالت وكالة الانباء الإيرانية.
وتهدف الزيارة الى وضع اللمسات النهائية لتنفيذ الاتفاقية الشاملة بين طهران وبكين، تأتي في إطار سياسة طهران الرامية إلى التقارب الاقتصادي مع التركيز على المنطقة الآسيوية.
واكد رئيس الجمهورية الإيرانية السيد ابراهيم رئيسي”، على ان خطة التعاون الاستراتيجي الشاملة بين ايران والصين، تشكل نموذجا لارادة البلدين على توسيع العلاقات الثنائية؛ مؤكدا ضرورة الجهود المشتركة بهدف تنفيذ كامل بنود هذه الوثيقة.
ونوه رئيس الجمهورية بماضي العلاقات التاريخية القيمة بين البلدين الحضاريين الكبيرين ايران والصين، بما في ذلك الاتفاقات الثنائية الهامة التي وقعها الجانبان في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية؛ داعيا الى تطوير هذه الاواصر اكثر فاكثر.
وعن التعاون في الصعيد الدولي بين طهران وبكين، اكد الرئيس الايراني على تعزيز المواقف المشتركة في اجتماعات المنظمات الدولية والاقليمية ايضا.
وأشاد رئيسي بموقف الصين البناء والايجابي حيال مفاوضات الغاء الحظر عن ايران، ونقض العهود من جانب امريكا والاوروبيين في مجال تنفيذ التزاماتهم واعتبر رئيسي ان الامريكيين اخطأوا من جديد في حساباتهم حول الجمهورية الاسلامية الايرانية لانهم غفلوا عن هذه الحقيقة بان ايران الاسلامية وشعبها الابي سيواصلان المضي قدما وبكل شموخ على مسار التنمية والازدهار.
ورحب رئيسي بمبادرة نظيره الصيني “الحزام والطريق” معلنا استعداد ايران للمساهمة في انجازه.
بدوره، لفت رئيس الوزراء الصيني الى تاريخ العلاقات والمواقف المتقاربة بين طهران وبكين حيال التعددية القطبية في العالم.
وقال “كي جيانغ” خلال اللقاء مع “اية الله رئيسي” في بكين اليوم : ان مفاوضات بناءة قائمة حاليا بين الصين وايران بهدف تطوير العلاقات الثنائية.
كما اعتبر وثيقة التعاون الاستراتيجي الشاملة بين البلدين، ضمن الانجازات المنبثقة عن التوافقات السابقة؛ مؤكدا على رغبة بكين في تنفيذ كامل بنود هذه الوثيقة والتنسيق والتقارب مع طهران في سياق المضي على مسار تنمية هذه الاواصر الثنائية.
واشاد رئيس الوزراء الصيني بالدور المؤثر للجمهورية الاسلامية حيال قضايا المنطقة، كما اكد على مزيد من التعاون والتنسيق من اجل تعزيز الامن الاقليمي وبما يخدم مصالح البلدين.
من ناحيته اكد رئيس جمهورية الصين “شي جين بينغ”، على ان بلاده ماضية بحزم وقوة نحو الحفاظ على اواصر الصداقة والتعاون مع ايران، وذلك بغض النظر عن التطورات الاقليمية والدولية.
وفي لقائه اليوم، رئيس الجمهورية الاسلامية “اية الله السيد ابراهيم رئيسي” الذي يزور بكين على راس وفد رفيع المستوى، اشار “جين بينغ” الى مسار التعاون الاخذ بالتوسع بين البلدين، وقال : ان تنفيذ وثيقة الشراكة الاستراتيجية تسهم بشكل كبير في تعميق وتطوير العلاقات الثنائية.
كما انتقد السياسات الاحادية والغطرسة الغربية المفروضة في الصعيد الدولي؛ معربا عن اسفه بسبب اصرار هذه الدول على مواصلة نهجها الخاطئ الذي جربته خلال الحرب الباردة، وادت الى المساس بالقانون الدولي والسلام والامن في العالم. واعلن الرئيس الصيني في هذا اللقاء، على احترام وحدة اراضي الجمهورية الاسلامية وضرورة التصدي للنزعات احادية الجانب والتدخل الاجنبي وتهديدات التي تمس الامن والاستقرار الاقليمي والعالمي.
و اعلن “شي جين بينغ” استعداد بكين لدعم الشركات الصينية التي ترغب في التعاون الاستثماري مع ايران.
واضاف : ان الصين ترحب بالتعاون مع ايران في المجالات التجارية والثقافية وترانزيت السلع.
كما اعرب عن ثنائه لقاء مواقف ايران ومبادرتها في سياق مكافحة الارهاب، داعيا الى تنفيذ الاتفاق النووي في اقرب وقت باعتباره “احد انجازات التعددية الدولية الهادفة الى حل الخلافات”.
وتعليقا على أهمية الوثيقة اعتبر وزير الصناعة والمناجم والتجارة الايراني “سيد رضا فاطمي امين” الذي يرافق الرئيس الإيراني ان الزيارة التي بدأها رئيس الجمهورية الاسلامية “اية الله السيد ابراهيم رئيسي”، الى بكين، من شانها ان تشكل نقطة تحول كبير.
“فاطمي امين” الذي يرافق “اية الله رئيسي” في هذه الزيارة، لفت خلال الاجتماع المشترك الذي عقد في بكين اليوم بحضور رجال الاعمال من كلا البلدين، الى ان ايران اتخذت تدابير دولية اكثر قوة خلال العام الماضي؛ بما في ذلك تطوير عضويتها في اتفاقيات اقليمية مثل شنغهاي واوراسيا، كما في الصعيد الدولي رسخت علاقات مع العديد من دول العالم.
واضاف، ان ايران والصين، خلافا لبعض الدول التي لا تمتلك الكثير من الخبرات والطاقات، لديهما خبرات وقدرات وفيرة، وبما اتاح لكلا البلدين المضي في عديد من التخصصات كما حققا انجازات ملحوظة لحد الان.
واكد وزير الصناعة على ضرورة تعزيز العلاقات السابقة بين طهران وبكين، متطلعا بان تسهم زيارة الرئيس الايراني والوفد رفيع المستوى المرافق له، في توسيع نطاق التعامل بين الشركات الايرانية ونظيراتها الصينية.
ومضى فاطمي امين الى القول : ان التعاون بين الشركات الايرانية والصينية، يشكل منعطفا في صعيد العلاقات بين البلدين.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم