تصاعدت الأصوات الشعبية والدولية الداعية لرفع الحصار عن السوريين في عدد من دول العالم وعلى رأسها الدول الأوروبية التي لم يلتحق موقفها حتى بالموقف الأميركي الذي عمل على حفظ ماء وجهه أمام الرأي العام العالمي عبر قرار تجميد بعض عقوبات قيصر لستة أشهر.
الجالية السورية في فرنسا نظمت أمس على مقربة من مقر وزارة الخارجية ومجلس النواب الفرنسي وقفة احتجاجية شارك فيها عدد من المواطنين الفرنسيين وأبناء الجاليات العربية في فرنسا، دعوا خلالها إلى رفع الحصار والعقوبات بشكل عاجل عن الشعب السوري، مؤكدين أن هذه العقوبات تشكل عائقاً أمام وصول المساعدات وإغاثة المنكوبين.
وحسب معلومات «الوطن»، فإن الكاتب والباحث الإستراتيجي الفرنسي والسفير السابق ميشيل رامبو شارك بالوقفة، وطالب برفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب عن الشعب السوري، في حين وقع السفير الفرنسي السابق ورئيس جمعية الصداقة السورية- الفرنسية ديدييه ديسترومو خلال الوقفة على لافتة تطالب أيضاً برفع العقوبات عن سورية.
وفي استوكهولم، نظمت هيئة التضامن مع سورية بالاشتراك مع مختلف الفعاليات الاغترابية ومحبي ومناصري سورية من سويديين وعرب وقفة تضامنية مع الشعب السوري وضحايا الزلزال، ودعا المشاركون في الوقفة، إلى رفع الحصار الجائر المفروض على سورية وتقديم المساعدات لمنكوبي الزلزال، مشيرين إلى أنهم سينظمون وقفة تضامنية ثانية للغاية نفسها، يوم السبت القادم.
ومن المقرر اليوم أن تجري في أستراليا وقفة تضامنية للمطالبة برفع العقوبات عن سورية في ظل الوضع الكارثي الذي تسبب به الحصار الدولي وذلك أمام مكتب رئيس الوزراء الأسترالي تنظمها القنصلية الفخرية للجمهورية العربية السورية في سيدني ومجموعة «ارفعوا أيديكم عن سورية».
وفي سياق التحركات المطالبة برفع الحصار عن سورية وجه الأب الياس زحلاوي رسالة للبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان عبّر فيها عن خيبته المريرة من موقفه الأخير، حيال الزلزال المروّع الذي ضرب سورية.
وقال زحلاوي في رسالته التي تلقت «الوطن» نسخة منها: ما يدفعني للكتابة لك من جديد، إنّما هي خيبتي المريرة من موقفك الأخير، حيال الزلزال المروّع الذي ضرب سورية وطني، وتركيا»، متسائلاً: لو كان السيد المسيح مكانه أما كان دعا لوقف الحصار على سورية فوراً؟
الفاتيكان وعلى لسان سفيره في سورية الكاردينال ماريو زيناري وجه نداء إلى المجتمع من أجل تقديم إغاثة عاجلة إلى المتضررين جراء الزلزال في سورية، ولفت إلى أن العقوبات المفروضة على سورية تعوق وصول المساعدات، متمنياً في هذا السياق الاحتكام إلى «العقل والإنسانية».
وفي السياق طالب النائب عن حزب التجمع الوطني الفرنسي تييري مارياني برفع العقوبات الأوروبية عن سورية، وقال مارياني في كلمة له بالبرلمان الأوروبي حصلت «الوطن» على نسخة منها: «نعم، يجب علينا باسم الإنسانية الأوروبية عدم التراجع عن أي شراكة من أجل إنقاذ حياة إنسان، يعيش تسعون بالمئة من الشعب السوري تحت خط الفقر قبل الزلزال، والعقوبات الأوروبية تعمل على إبقائهم في أزمة اقتصادية دائمة، وهذه الظروف تدعو للسخط، وهي كارثية سياسياً ولا يمكن تحملها أخلاقياً»، وأضاف: «حتى الولايات المتحدة أعلنت عن تخفيف العقوبات، فماذا ننتظر نحن في أوروبا»؟
على صعيد مواز اعتبر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في تصريحات له من ميونيخ أن هناك إجماعاً ليس فقط في دول الخليج بل في العالم العربي على أن الوضع في سورية يجب ألا يستمر هكذا، وقال: «علينا أن نعيد النظر بشكل يعالج الأزمة ويعيد اللاجئين وهناك معاناة كبيرة مع الزلزال الذي ضرب سورية».
بن فرحان الذي رفض التعليق على التسريبات الإعلامية التي اشارت عن زيارة قريبة له إلى سورية اعتبر أن معالجة أزمة اللاجئين وكارثة الزلزال لا بد أن تتم في حوار مع دمشق.
(سيرياهوم نيوز ١-وكالات-الوطن)