كشفت وسائل الإعلام العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وسياسيّةٍ وصفتها بأنّها واسعة الاطلاع، كشفت النقاب عن أنّ رئيس جهاز الأمن العّام (الشاباك) رونين بار حذّر في حديثٍ هاتفيٍّ مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو ووزير القضاء ياريف ليفين، أجراه قبل عدّة أيام من تداعيات استمرار الغليان في الشارع الإسرائيليّ على خلفية المعارضة الشديدة للثورة القضائية المقرر اعتمادها من قبل ائتلاف اليمين واليمين المتطرّف الذي أفرزته الانتخابات الأخيرة، والتي جرت في الفاتح من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت.
وأوضح رونين للمسؤولين أنّه “يجب القيام بكل ما يلزم لتهدئة الأوضاع”، وفق النشر في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، التي أكّدت في السياق عينه أنّ رئيس الشاباك أطلع الوزير ليفين على آخر التقييمات، والتي تشي بأنّ احتمالات العنف تتجه إلى التصعيد في ضوء الأحداث، وطالبه بتهدئة المنطقة.
ورأى الخبراء والمحللين أنّ التحذير الذي أطلقه رئيس الشاباك هو غيرُ مسبوقٍ، الأمر الذي يشي بأنّ حالة الغليان التي تشهدها الدولة العبريّة، باتت تقُضّ مضاجع دوائر صنع القرار في دولة الاحتلال.
على صلةٍ بما سلف، حذّر المفوّض العام لشرطة الاحتلال، كوبي شيتاي من إمكانية وقوع اغتيالٍ سياسيٍّ في الكيان على خلفية الانقسام الحّاد بين مؤيدي نتنياهو وبين معارضيه، مؤكِّدًا أنّ الشرطة وباقي الأجهزة الأمنيّة يعملون على مدار الساعة من أجل منع ذلك.
ويشهد الشارع الإسرائيليّ غليانًا غير مسبوق أججته الإصلاحات القضائية المقترحة والتي تهدف على الأقل بنظر المعارضة إلى المسّ بالجهاز القضائي ورفع يده عن مراقبة الحكومة ولا سيما القوانين التي تسنها والتي قد تعتبر غير دستورية فيما سيعتبر مسا بالديمقراطية.
يشار إلى أنّ عشرات آلاف المحتجين ضد خطة الإصلاح القضائي خرجوا في ساعات مبكرة من نهار أمس الإثنين وأغلقوا عدة محاور رئيسية في البلاد، فضلاً عن منع نواب منتخبين من الوصول إلى مبنى الكنيست للمشاركة في النقاشات المقرر على إثرها التصويت على التغييرات المقترحة بالقراءة الأولى.
علاوة على ذلك، وقعت في مبنى الكنيست مناوشات وصدامات لم يشهدها البرلمان الصهيونيّ منذ إقامة إسرائيل في العام 1948، الأمر الذي دفع الخبراء إلى التحذير من أنّ إسرائيل تنزلق بخطىً حثيثةٍ نحو الحرب الأهليّة، التي قد تؤدي إلى أراقة وسفك الدماء بين اليمينيين وما يُطلق عليهم اليساريين.
وعقب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإثنين على محاولات عرقلة وصول أعضاء الائتلاف إلى مقر عملهم في الكنيست بسبب قوافل المحتجين التي أغلقت الشوارع بالقول: “عندما يمنع المتظاهرون النواب من الحضور والتصويت في الكنيست، ويتسببون بالتعاسة لفتاة مصابة بالتوحد، فإن هذا ليس احتجاجًا شرعيًا. المتظاهرون أنفسهم الذين يتحدثون عن الديمقراطية هم الذين يقضون على الديمقراطية عندما يمنعون ممثلي الجمهور من ممارسة الحق الأساسي في الديمقراطية – التصويت”، طبقًا لمزاعمه.
إلى ذلك، اتهمّ يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء جهاز الشاباك الإسرائيليّ بأنّه يُساعِد المحتجين ضدّ الانقلاب على الجهاز القضائيّ، وطالب بزجّ المتورطين، على حدّ مزاعمه في السجن، علاوة على ذلك، كان نتنياهو الابن قد اتهم دوائر إنفاذ القانون من المؤسسة القضائيّة بالمشاركة في (الانقلاب) على الشرعيّة، ودعا إلى محاكمتهم وإنزال عقوبة الإعدام بهم، الأمر الذي أثار عاصفةً في الكيان، بيد أنّ نتنياهو الوالد دان الأقوال بخجلٍ، وقال إنّه يُحّب نجله، ولكنّه لا يُوافِق على طرحه، على حدّ تعبيره.
جديرٌ بالذكر أنّ إسرائيل باتت على صفيحٍ ساخنٍ أوْ برميل بارود قد ينفجر قريبًا جدًا، إذْ أنّ الخبراء والمُحللين باتوا يتحدّثون علنًا عن تحوّل (حرب الأشقاء) في المجتمع الصهيونيّ إلى (حربٍ أهليّةٍ)، فيما تُواصِل كبرى الشركات التجاريّة ورؤوس الأموال في فرع التكنولوجيا المُتقدّمة بنقل أموالها خارج الكيان، مؤكّدين أنّ الوضع بات لا يُحتمل.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ أشهر البنوك الأمريكيّة حذّرت من هبوطٍ حادٍّ في قيمة الشيكل بسبب الانقلاب القضائيّ الذي تخوضه حكومة بنيامين نتنياهو، وهي الأكثر تطرفًا وبطشًا وعنصريّةً في تاريخ الدولة العبريّة.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم