لطالما ارتبطت حلب في ذاكرتي بمسلسلات البيئة الحلبية، اللهجة الجميلة، أسماء الحارات والمطبخ الحلبي… إلا أنّي لم أتخيل أن أول زيارة لهذه المدينة ستكون بعد زلزال وحروب، وقد رسمت في خيالي صورة مختلفة عمّا رأيت.
رأيت جمالاً في كل شيء وفي كل وجه باسم أو حزين
رأيت الأمل في وجوه الكبار المتعبين
رأيت الحياة بين أصابع أطفال يصنعون من آثار الموت ألعاباً وحياة
رأيت الطمأنينة في كلمات أناس لم يعُد يخيفهم سوى أن لا ينالوا رضا خالقهم
في كل شارع وحارة ووجهٍ، حكايات حرب وزلازل وموت وحياة وأمل وأحلام، تجعلك تخجل من ذِكر همومك حتى بينك وبين نفسك.
لقد أبدع السوريون فعلاً في الصمود
وفي سرد الأمثال
وفي زراعة الأمل
في مقبرة حارة الصالحين
مشهدٌ يقلب الآية
«ناس نايمين بين القبور حتى ما يشوفوا منامات وحشة».
الصورة لا تساوي 1000 كلمة ولا مليون حتى
لا معجم يستطيع احتواء حكايات المدينة وسكانها
لكن باختصار ورغم كل الألم
حلب هي حتماً مرادفة الأمل.
* مصوّر صحافي لبناني