وردت إلى “الوطن ” شكوى من والدة الطفل جود سكر عن تعرض أبنها إلى إهمال طبي جسيم أدى إلى دخوله في حالة سبات كلي نتيجة تخرب أجزاء كبيرة من الدماغ.
وفي التفاصيل تقول صباح الإبراهيم أن أبنها البالغ من العمر ١٤ سنة كان يعاني من ألم في رجله اليسرى، ولدى مراجعة أحد الأطباء في مدينة دمشق وبعد فحص الطفل طلب إجراء صورة طبقي محوري وومضان عظام، وتم إجراء ذلك، وتبين من خلال تلك الصور وجود ورم عظام في الفخذ الأيسر، وطلب الطبيب المعالج إجراء خزعة للتأكد من نوع الورم قبل إجراء العملية، وتمت إحالة الطفل من قبل الطبيب إلى مركز العباسين الطبي في دمشق في السابع من الشهر الجاري لأخذ خزعة من عظم الفخذ لمعرفة نوع الورم .
وتتابع والدة الطفل حديثها ” للوطن ” أنه تم إعطاء الطفل موعد لإجراء الخزعة في الحادي عشر من الشهر الجاري، وفي ذلك اليوم اصطحبت الام طفلها إلى مركز العباسين الطبي وهو بحالة صحية جيدة ويمشي على قدميه، وتم هناك إجراء التحاليل المطلوبة استعدادا لإجراء الخزعة المطلوبة والتي أكد لها الأطباء في المركز أنها بسيطة ولن تستغرق سوى نصف ساعة، وتقول الوالدة أنها اعلمت أطباء المركز أن ولدها لديه ربو ، تم وضع الطفل في غرفة تصوير الطبقي المحوري وحضر شخص أدعى أنه طبيب تخدير ليقوم بفتح الوريد لتخدير الطفل لإجراء الخزعة، وعادت الأم لتؤكد لمن جاء لفتح الوريد أن طفلها يعاني من الربو، فأكد لها هذا الشخص أنه أشطر من يفتح وريد ويخدر في هذه المشفى وطلب منها “إكرامية” .
وبعد قليل حضر الطبيب الذي سيقوم بإجراء الخزعة في غرفة الطبقي المحوري وأطلع على التحاليل وبعد دخوله مع الممرضة لإجراء الخزعة بدأ يصرخ بعد مرور خمس دقائق فقط على دخوله وقال: أنا لم أقل لكم تفعلوا ذلك، وبدأت حركة الأطباء بالدخول بسرعة والخروج من الغرفة فعلمت أن ابني ليس بخير، ودخلت الغرفة التي لا يوجد فيها أي تجهيزات ووجدت جسم ابني مزرق وقالوا لي أن قلبه توقف، وعلمت حينها أن من خدره ليس طبيب إنما فني تخدير، ونتيجة عدم وجود أي نوع من التجهيزات للتنفس والقلب في حيث يوجد الطفل والتأخر في احضارها من الطوابق العليا، مما أدى إلى نقص الاكسجة لدى الطفل وتأذي الدماغ حسب ما تقول الأم. وتضيف أنهم نقلوه إلى العناية المشددة وطلبوا منها فتح إضبارة قبول ودفع ٣ ملايين ليرة، وقامت بكل ذلك، وحالة الطفل منذ ذلك اليوم حتى الآن في حالة سبات نتيجة توقف الأعصاب بشكل كلي. وأكدت الأم أن إدارة المركز لم تكلف خاطرها مجرد النزول إلى غرفة العناية، أو مجرد بلسمة ألم هذه الأم، رغم أن الجميع يعرفون ويتحدثون بينهم عن ارتكاب هذا الخطأ الجسيم. وتختم بالقول: دخل ابني المشفى يمشي على رجليه، والآن جثة “تتنفس” .
لذلك تقدمت الأم بشكوى أمام وزارة العدل وأخرى أمام وزارة الصحة، وفي كل يوم تقوم الأم بدفع قيمة أدوية بمعدل ٦٠٠ ألف ليرة من صيدلية المشفى، أما أجور المشفى والأطباء لم يتم تحديدها بعد نظرا لعدم تخريج الطفل، وتضيف الأم أن إدارة المركز لم تسمح لوسائل الإعلام بالدخول إلى المركز والإطلاع على حالة الطفل.
“الوطن ” توجهت إلى المركز والتقت مديره الذي رفض إعطاء أي معلومة، أو إجابتنا على التساؤلات التي نحملها، قائلا: الكلمة للقضاء ولوزارة الصحة، وليس لدينا ما نقوله .
“الوطن ” حاولت التواصل مع معاون وزير الصحة أحمد ضميرية ولكننا لم نتمكن من ذلك. أخيرا: دون التدخل في نتائج التحقيق الطبي والقانوني، لكن ثمة أسئلة يطرحها الرأي العام، أولها إلى متى نسمح بتحول الأخطاء الطبية إلى خطايا تنهي حياة الناس!!؟؟ ولماذا هذا التهاون في التعامل مع حياة الإنسان من قبل من يفرض أن يكون الأحرص على ذلك؟ وهل يجوز أن تجرى عملية مهما كانت بسيطة ولكنها بالتخدير التام في غرفة لا تتوافر فيها أي تجهيزات؟ ولماذا ترفض الإدارة توضيح ما جرى للرأي العام من خلال وسائل الإعلام؟
سيرياهوم نيوز 4_الوطن