| ناصر النجار
اتحاد الكرة مشغول هذه الأيام بالزيارة التي تقوم بها لجنة مشتركة من الاتحادين الدولي والآسيوي المكلفة دراسة واقع ملاعبنا عن قرب والأوضاع الأمنية تهميداً لرفع الحظر عن الملاعب في سورية وإمكانية استضافة الفرق والمنتخبات على أرضنا.
اللجنة وصلت الخميس الماضي ومهمتها لأيام محددة، فمهمة الاتحاد الدولي تنتهي اليوم أما وفد الاتحاد الآسيوي فسيغادر نهاية الشهر.
اللجنة مؤلفة من السيد عصام السحيباني مدير مكتب الفيفا الإقليمي في الشرق الأوسط، والسيد اكسلي كريستوفر مدير الأمن والسلامة في الاتحاد الدولي لكرة القدم والسيد شاهين رحماني مدير الأمن والسلامة في الاتحاد الآسيوي وهو المكلف بالكشف عن المنشآت الرياضية والبنى التحتية في ملاعب مدينة دمشق.
بالمقابل تم تشكيل لجنة سورية أصدرها الاتحاد الرياضي العام برئاسة عبد الرحمن الخطيب نائب رئيس اتحاد كرة القدم وعضوية كل من: العميد غسان الحارثي والعميد خالد العمارين وممثل عن الدفاع المدني وممثل عن الإطفاء وممثل عن وزارة الصحة والهلال الأحمر والسيد مازن دقوري مسؤول الأمن والسلامة المعتمد في الاتحادين الآسيوي والدولي والسيد قاسم الحموي المدير التنفيذي لاتحاد كرة القدم والسيد سمير إبراهيم من مكتب العلاقات العامة في الاتحاد الرياضي العام.
المشوار طويل
رئيس اللجنة عبد الرحمن الخطيب نائب رئيس اتحاد كرة القدم قال: المشوار طويل، ولا يعني وجود لجنتين في سورية مبعوثتين من الاتحادين الدولي والآسيوي رفع الحظر سيتم غداً، فهناك الكثير من الإجراءات والشروط والطلبات التي علينا تنفيذها قبل أن يتم رفع الحظر كلياً.
وأضاف: منذ أن تولى الاتحاد الجديد لكرة القدم عمل على مسارين أحدهما خارجي يتعلق بموضوعين أساسيين أولهما: رفع الحظر عن ملاعبنا، وثانيهما قضية تجميد أموال اتحاد كرة القدم في الاتحادين الدولي والآسيوي، وهذه الاجتماعات هي حصيلة عمل اتحاد كرة القدم واجتماعاته السابقة مع رئيسي الاتحادين الدولي والآسيوي، فالاتحاد لم يوفر فرصة للحديث عن هذين الموضوعين إلا واستثمرها، إضافة لذلك كنا نتواصل مع الاتحادات الوطنية لحشد الدعم والمساندة في هذين الموضوعين.
الأمر صعب، فملخص الحال يقول: إن ملاعبنا قديمة ويلزم بعضها التجديد الكامل وبعضها التجديد الجزئي، ونحن نحاول أن يقوم الاتحاد الدولي بالعمل على هذا المسار من خلال أموالنا المجمدة وبمعرفته.
نحن جادون في المتابعة والعمل على كل ما يتطلب منا في سبيل تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع الاتحاد الرياضي العام.
المهمات الصعبة
مازن دقوري عضو اللجنة وهو أمين عام اتحاد كرة القدم السابق ويشغل حالياً مسؤول الأمن والسلامة في الاتحادين الآسيوي والدولي وهو محاضر دولي وأحد المشرفين على بطولة كأس العالم الأخيرة التي جرت في قطر يقول:
اللجنة المشكلة كانت تضم عدة أطراف من كرة القدم ومن الجهات الأخرى كمندوبين عن رجال حفظ النظام ووزارة الصحة والهلال الأحمر والدفاع المدني (الإطفاء) وغيرهم، كل عضو في اللجنة له مهمة محددة.
مهمة اللجنة الدولية- الآسيوية الاطلاع على الحالة الأمنية بشكل عام، والكشف على الملاعب، لديهم تعاون مع منظمات ومؤسسات عالمية ولديهم معلومات وخرائط وهم بحاجة للكشف الميداني والتأكد على أرض الواقع من كل المعلومات المتوافرة لديهم.
كذلك يريدون الاطلاع على الخطة الأمنية المفترضة حالة إقامة أي مباراة خارجية، والخطة الموضوعة لحماية الجمهور الضيف، وهل مطار دمشق مؤهل لاستقبال جماهير الفرق الأخرى، وهل الفنادق مؤهلة أمنياً وخدمياً لذلك؟ وهل الملاعب آمنة، وكذلك الشوارع والأسواق؟
كل ذلك له حساباته عند اللجنة، لذلك تسمى هذه خطة العمليات للأمن والسلامة، وهذه الخطة سنقدمها للجنة وهم سيطلعون عليها وسيدون عليها ملاحظاتهم وطلباتهم.
الكشف على الملاعب
يضيف مازن: الوضع الأمني بدمشق جيد، والمدينة آمنة ليس فيها صراعات وتوترات تمنع إقامة المباريات، وما شجعنا على طلب رفع الخطر أن اتحاد السلة أقام عدة مباريات وبطولات خارجية كانت ناجحة ولم يشبها أي شائبة ولم يسجل فيها ملاحظة واحدة، كذلك أقيمت عدة بطولات خارجية بألعاب القوة والألعاب الفردية وحققت النجاح المطلوب خارجياً.
وهذا مؤشر جيد على أن البلاد آمنة والفرق التي ستأتي إليها لا خوف عليها، لذلك من حقنا أن نطالب بعودة النشاط الخارجي إلى ملاعبنا ومن هذا المبدأ طلبنا هذه اللجنة للكشف عن الوضع الآمني وعلى الملاعب والفنادق والمطار وغير ذلك مما يتعلق بالمباريات وحضور الجماهير.
الخطوة الأولى جيدة وتحقيق شروطها ليس بالأمر الصعب، فبالنسبة إلى الملعب المطلوب أن يكون مؤمناً من ناحية الأمن والسلامة العامة والحماية، وبالنسبة للمسابقات فالشرط أن يكون الملعب جاهزاً بكل تفاصيله وأجزائه بدءاً من صلاحية أرض الملعب وطرق الري (البنية التحتية) إضافة إلى الإضاءة والتجهيزات الحديثة في الملعب من شاشات ولوحات تبديل وكاميرات وكمبيوترات، إلى المدرجات وملحقات الملعب والمرافق الصحية وغيرها من الأمور المعروفة.
بعد هذه الزيارة ستقدم اللجنة تقريرها وستدون ملاحظاتها، وعلينا العمل على استدراك هذه الملاحظات وتأمين كل الطلبات التي ترسلها اللجنة، بعدها ستأتي اللجنة من جديد في زيارة جديدة، قد تكون اللجنة نفسها أو لجنة جديدة، وستعاد السيرة من أولها وتتم مراقبة الوضع وفق التقارير الجديدة والكشف على الملاعب وهكذا، وقد تستمر هذه الدورة من الاجتماعات والزيارات حتى يتم البدء برفع الحظر الجزئي عبر إقامة نشاط كروي لمراقبة الخطط على أرض الواقع وكيف يتم تطبيقها، وقد يكون ذلك عبر مباراة مع منتخب يقبل أن يلعب مع منتخبنا، لأن هناك الكثير من المنتخبات قد لا ترغب في اللعب بسورية من مبدأ الخوف والحذر.
وهنا علينا حشد كل الطاقات من الدول العربية والصديقة لضمان موقفها من رفع الحظر والحصول على موافقتها باللعب في ملاعبنا، وهذا بحاجة إلى جهد كبير جداً ونحن واثقون من دعم الاتحاد الآسيوي وبعض الاتحادات العربية والصديقة لدعم موقفنا.
ترتيبات جديدة
ملاعبنا بنيت منذ زمن بعيد، بعضها عمره أكثر من أربعين عاماً، ولم يكن وقتها هناك معايير مثل المعايير الموضوعة اليوم على صعيد المواصفات العامة أو أرضية الملعب أو معايير الحماية والأمن والسلامة.
كرة القدم في السنوات الأخيرة تغيرت كثيراً على المستوى الفني والإعلامي والتسويقي وشكل المسابقات وقانون كرة القدم، ومن المتغيرات أيضاً موضوع أمن الملاعب والحماية والسلامة.
ملعب الفيحاء على سبيل المثال يقع ضمن مدينة رياضية كبيرة، والمساحة الموجودة في المدينة تتيح إجراء الكثير من التعديلات عليه من فتح المزيد من البوابات والعناية بالمدرجات والمرافق الصحية وأرض الملعب وشبكات الري وغير ذلك، إضافة لوجود خطة أمنية لكل المباريات التي تقام عليه وفق المعايير المتبعة في الاتحادين الدولي والآسيوي، وفي الحقيقة نحتاج إلى تكاتف وتضافر الجهود بين الجميع لإصلاح هذه الملاعب، وهذه الملاعب يجب أن تكون بأرقى حلّة لأنها واجهة البلد، وكما نعلم فإن الرياضة خير سفير للبلد.
وهي نافذة على العالم يتم من خلالها التقييم بشكل عام، نحن هنا لا نستثني الظروف التي مرت بها بلادنا، لكن نقول هذه الملاعب للاتحاد الرياضي العام ويستهلكها اتحاد كرة القدم، لذلك من هذه المعادلة وجب التعاون بين الطرفين لتكون ملاعبنا جيدة وصالحة وحضارية.
هذه الملاعب ستقع ضمن خطط الصيانة في الاتحادين الآسيوي والدولي، كما سبق أن قدموا لنا مشروع الهدف وملعب البوتشي، يمكن أن تندرج بعض ملاعبنا ضمن خطط الصيانة الدولية، نحن نعترف أن ملاعبنا سيئة وهذا أمر واقع وهو ناجم عن حرب طويلة وحصار دولي وعقوبات قاسية وظالمة وجائرة.
الاتحاد الدولي ومثله الاتحاد الآسيوي يقدران الظروف التي يمر بها بلدنا، ويثنيان على استمرار النشاط وسط هذه الظروف.
المال عقبة كبيرة في إصلاح الملاعب لأن الكلف عالية في الوقت الحاضر، الاتحادان الدولي والآسيوي يمكن أن يساعدا كرتنا في جانب معين من الصيانة وليس بجميع أعمال الصيانة، لذلك قلنا إن الوضع القائم بحاجة إلى تعاون وتكاتف من الجميع لضمان تنفيذ الملاعب وصيانتها ضمن المعايير العالمية ولو بأدنى الشروط.
ويمكن هنا أن نتلقى بعض المساعدات من الدول العربية والصديقة عبر جهود اتحاد كرة القدم لزيادة الدعم وتسريع الخطوات.
كرة القدم لعبة جماهيرية، وهي ترسم البسمة على وجوه الناس وتعطيهم الحياة والأمل، وهي تجمع ولا تفرق، ويستحق جمهورنا أن يكون لديه ملاعب جيدة وراقية وحضارية، وعلينا أن ندرك أن هذه المنشآت تقع على الخريطة السورية، لذلك علينا السعي بكل ما يتاح لنا من أجل تحسين صورة ملاعبنا ومنشآتنا أمام العالم كله.
بطاقة شخصية
مازن الدقوري مسؤول أمن وسلامة معتمد من الاتحادات السوري وغرب آسيا والآسيوي والدولي، وهو محاضر دولي، ويقيم ورشات عمل متعلقة بالتخطيط والتنفيذ في أمن الملاعب والفنادق وما يخص الإخلاء والطوارئ.
يقول عن مهامه: واجبنا وضع الخطط وهناك جهات معنية بالتنفيذ يقوم به أخصائيون في الأمن والسلامة والصحة والإطفاء والدفاع المدني وغيرها.
نحن نخطط من أجل أن تصل المباراة إلى بر الأمان، وأن يصل جميع المشاركين إلى مكان إقامتهم بأمان، والمقصود بالمشاركين هم الفريقان والحكام والمراقبون ومسؤولو الفرق والملعب واللجان المختصة والإعلاميون والجمهور، واجبنا وضع الحماية المطلوبة للجميع قبل المباراة وفي أثنائها وبعدها، أما بالنسبة للفرق الزائرة وجمهورهم فواجبنا أن نحميهم من المطار إلى المطار.
سيرياهوم نيوز1-الوطن