| ناصر النجار
يبدأ منتخبنا الوطني للشباب لكرة القدم رحلة النهائيات الآسيوية يوم غد الأربعاء بلقاء المنتخب الأوزباكي في افتتاح النهائيات الآسيوية.
والقرعة وضعت منتخبنا في المجموعة الأولى التي ضمت أوزبكستان وأندونيسيا والعراق مع العلم أن أندونيسيا ستستضيف المونديال العالمي للشباب في وقت لاحق من هذا العام.
بعد اللقاء الافتتاحي يلعب منتخبنا مع أندونيسيا يوم السبت ويختتم مبارياته في الدور الأول يوم الثلاثاء القادم بلقاء العراق، ويتأهل إلى دور الثمانية الفرق التي تحتل المركزين الأول والثاني في مجموعات البطولة الأربع.
مشاركتنا في البطولة تنطلق ضمن هدف التأهل إلى المونديال العالمي ضمن الحلم المشروع لكل المنتخبات المشاركة، وهذا الهدف سعى إليه منتخبنا من خلال وجود مدرب هولندي واقعي يعرف ما يريد ومن خلال الاستعداد اللائق ضمن برنامج منظم، ويمكننا أن نقول:
إن منتخبنا الوطني الشاب أحد نتاجات العمل الصحيح في الموسم الأول لاتحاد كرة القدم.
المنتخب سار كما رُسم له من حيث الانتقاء والاختيار والتشكيل ونؤكد أن هذا الفريق كان صافياً لم يشبه أي شائبة من ناحية اختيار اللاعبين، فالموجودون اليوم في المنتخب هم الأفضل الذين أثبتوا حضورهم على أرض الملعب خلال الأشهر الستة الماضية وهذا الكلام لا يخص اللاعبين المحليين بل يشمل المحترفين الذين تم اعتمادهم بين كوكبة المحترفين الذين تمت تجربتهم من أكثر من عشرين محترفاً، الشيء الإيجابي أن المدرب لم يلتفت إلى كلام المسوقين ووكلاء اللاعبين، هو لم يغلق الباب بوجه أحد لكنه لم يقبل أي لاعب ما لم يثبت جدارته على أرض الملعب.
المهمة الصعبة
علينا أن ندرك أن النهائيات الآسيوية صعبة للغاية وكل المنتخبات تنظر إلى المقاعد الأربعة المؤهلة لكأس العالم، وهذه المنتخبات فضلاً عن أنها تملك الخبرة والتاريخ إلا أن طموحها كبير وآمالها أكبر، وربما عراقتها جعلتها مرشحة بقوة لبلوغ دور الثمانية ونصف النهائي، وفي طليعة هذه المنتخبات: إيران والسعودية وكوريا الجنوبية واليابان وقطر وأستراليا إلى جانب الدولة المضيفة أوزبكستان، وهذه الدول بلا مجاملة أفضل من منتخبنا في السنوات الأخيرة، أما بقية المنتخبات فهي تماثلنا بالمستوى، وقد تتقدم علينا خطوة أو نتقدم عليها خطوة، لذلك فإن تجاوز الدور الأول وصولاً إلى دور الثمانية يعتبر إنجازاً لمنتخبنا، ويأتي بعده الحديث عن كيفية الوصول إلى نصف النهائي.
قد لا يكون بمصلحتنا أن أوقعتنا القرعة لنفتتح البطولة بلقاء أوزبكستان المستضيفة أمام جمهورها وعلى أرضها، ويعترف مارك فوته أن المباراة صعبة للغاية وهي صعبة أيضاً على أصحاب الأرض، والمباريات الافتتاحية دائماً سلاح ذو حدين، وكل مدرب يجب أن يفتتح البطولة بفوز ليعطي هذا الفوز الدافع لمنتخبه ليستمر متألقاً مدفوعاً بروح معنوية عالية، والكثير من الفرق تفشل بمباراة الافتتاح وتكون هذه الخسارة مقوية للظهر فتعوض ما فاتها في المباريات الأخرى.
منتخب أندونيسيا الذي سنقابله في المباراة الثانية منتخب فتي قوي وواعد وقد تصدر مجموعته في التصفيات، وهو مشروع كرة أندونيسيا الحديثة، وعلينا هنا ألا نقارن بين كرة أندونيسيا للرجال وكرتهم في القواعد، فمنتخبات أندونيسيا القاعدية قوية.
وهذه المباراة يجب أن تدون في خانة الفوز بأجندة منتخبنا لتكون الجسر الواصل إلى ربع النهائي، سيواجه منتخبنا العراق في ثالث اللقاءات، والظروف متشابهة وعلينا الاعتراف بأفضلية الكرة العراقية النسبية على كرتنا، لكن ايضاً لن يكون المنتخب العراقي مرعباً ومن الضروري الفوز عليه وصولاً إلى الهدف المراد.
المذاكرة الأخيرة
وصل يوم السبت منتخبنا الوطني إلى أوزبكستان قادماً من طاجكستان وقد أمضى فيها عشرة أيام أقام فيها معسكره الخارجي الأخير ولعب فيه مع المنتخب الطاجيكي مباراتين فاز فيهما 1/صفر و2/1.
وكان هذا المعسكر هو الاختبار الأخير للاعبينا، فتم انتقاء 23 لاعباً سيمثلون منتخبنا في البطولة الآسيوية وهم: محمد حسوني وعلي هولو ومكسيم صراف وعلي رينة وخالد الحجة ومحمود النايف ومقداد أحمد وعمار عالمة ومحمد عثمان وعبد الله زقريط ومالك جنعير وعامر فياض ومحمود مهنا ومصطفى حمو ومحمد أسعد وحسن دهان ومحمود الأسود وزكريا رمضان ومهند فاضل والياس سفر وأنس حردان وهوزان عثمان ومصطفى عبد اللطيف.
في آخر تصريح لمدرب منتخبنا الهولندي مارك فوته قال: المعسكر الأخير جيد، منحنا الفرصة لكل اللاعبين، كان بالإمكان تسجيل أهداف أكثر في المباراتين من خلال الفرص المتاحة، ما زال هناك الكثير من الأخطاء علينا تجاوزها بسرعة إن أردنا الوصول إلى دور الثمانية وتجاوز الدور الأول.
طريق البطولة
منتخبنا الشاب وصل إلى النهائيات الآسيوية من بوابة أفضل مركز ثاني في التصفيات الآسيوية التي أقيمت في شهر أيلول الماضي.
وجاء منتخبنا في المجموعة الرابعة التي استضافتها الأردن، وضمت المجموعة منتخبات الأردن والصين تايبيه وتركمانستان وجزر ماريانا الشمالية، وحل منتخبنا في المركز الثاني بعد خسارته أمام الأردن 1/2 وكان فاز على الصين تايبيه 1/صفر وعلى تركمانستان 4/1 وجزر ماريانا الشمالية 10/صفر.
وتأهلت إلى النهائيات المنتخبات التي تصدرت مجموعاتها وهي: الأردن وكوريا الجنوبية واليابان وأندونيسيا وإيران وقطر وعُمان وأستراليا وطاجيكستان والسعودية وتأهل من بوابة أفضل مركز ثان سورية والصين والعراق وفيتنام وقيرغيزستان، إضافة إلى كل هؤلاء تأهلت أوزبكستان بصفتها الدولة المستضيفة.
وكما نلاحظ فإن البطولة تجمع نخبة المنتخبات الآسيوية وأغلبها لنا تجارب سابقة معها وخصوصاً المنتخبات القريبة منا بالمحيط العربي والجغرافي.
ما بعد التصفيات بدأت رحلة الإعداد الجدية للنهائيات، ومنتخبنا واجه في مبارياته الاستعدادية عدداً من المنتخبات المتأهلة، فلعب مع الأردن في عمان مرتين فاز مرة 2/1 وخسر الثانية صفر/2 في المباراة التي احتج فيها منتخبنا على التحكيم والخشونة الزائدة من المنتخب الأردني وكاد ينسحب من المباراة.
واجه منتخبنا منتخب الصين مرتين ففاز مرة 3/1 وخسر الثانية صفر/1، كما لعب مع قطر مرتين ففاز مرة 4/صفر وخسر أخرى 1/3، وأخيراً لعب مع طاجيكستان مرتين وفاز باللقاءين 1/صفر و2/1، وهذه المباريات مع المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات.
وكان لعب مع منتخب لبنان مرتين وتعادل باللقاءين 1/1، كما لعب مع أهلي دبي وفاز مرتين 2/1 و5/2 ولعب مع فرقنا المحلية الفتوة والكرامة والوثبة والوحدة وغيرها.
منتخبنا في الوقت الحالي يعيش حالة ذهبية من ناحية الاستعداد والدعم، كما يعيش حالة ذهنية جيدة بجاهزية معقولة، والمرحلة الحالية هي مخالفة تماماً للمراحل السابقة قبل استلام المدرب الهولندي زمام المنتخب، فآخر مشاركة رسمية لمنتخبنا الشاب كانت في العراق في بطولة غرب آسيا، حيث خسر أمام الأردن صفر/2 وأمام لبنان صفر/1 وحقق فوزاً يتيماً على المنتخب الإماراتي 1/صفر، وقد جاء منتخبنا ثالثاً والإمارات في المركز الأخير، بينما تأهلت الأردن ولبنان إلى الدور نصف النهائي وحازت العراق مستضيفة البطولة اللقب.
الفكر المحترف
بكل الأحوال إن منتخبنا سيخوض هذه النهائيات بحماسة وتصميم لتقديم نفسه بشكل جيد، والبطولة امتحان جدي للمدرب ليقدم نفسه كمدرب متميز في هذه البطولة القارية، مع تناغم الأهداف والغايات، كلنا ثقة أن منتخبنا سيبذل كل جهد ممكن لرسم البسمة على وجوه كل السوريين وليعلي اسم كرتنا وعلم بلدنا في العالي، ولاشك أن ما يتم تحقيقه في هذه البطولة يجب أن يكون اللبنة الأولى في بناء الكرة السورية وإعادتها إلى الطريق الصحيح، نعتقد أن الفكر الذي يجب أن يسير بكرتنا هو ألا نتطلع إلى النتائج لنقضي على المنتخب، بل نتطلع إليها من باب التقييم ومعالجة الأخطاء، لذلك مهما تكن حصيلة منتخبنا في النهائيات الآسيوية يجب أن يتابع هذا المنتخب مسيرته، فهو أمل كرتنا في السنوات القادمة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن