ربا أحمد
يقال «خطأ الطبيب يزهق روحاً وخطأ المهندس يزهق المئات».. هذا كلام الحكماء سابقاً، ولكن ينطبق اليوم كثيراً، فالأبراج السكنية في تزايد والتوجه نحو الأبنية المتعددة المداخل أحد أكثر الأشكال شيوعاً في الآونة الأخيرة ولاسيما من الجمعيات السكنية، وذلك طلباً للمال من جهة ولاستثمار المساحات من ناحية أخرى.
أمام هذا الواقع، لابد من الإضاءة على عمل الإشراف الهندسي للأبنية في محافظة طرطوس، ولاسيما أن العرف العام يرى دور هذا المشرف محصوراً بإذن الصب الذي بدوره بات شكلياً ولا يتعدى التأكد من مطابقة البناء للمخطط فقط.
حيان علي أحد المهندسين المشرفين، أوضح أن المهندس المشرف يتأكد من الحالة الفنية والمعمارية للبناء، ومدى مطابقة البيتون والإسمنت والمواد المستخدمة للمواصفات المطلوبة، بحيث يشرف على عمل البناء من الحفر إلى نهايته فنياً إلى جانب التأكد من عدم التعدي على الجوار والتنفيذ وفق المخطط المصدق من الوحدة الإدارية كما يفترض أن يأخذ عينة صب إلى مخبر النقابة أو مخبر خاص للتأكد من مطابقتها للمواصفات.
وعند سؤاله عن حقيقة ما يحصل على أرض الواقع، أكد أنه يتم ولكن المتعهد أو صاحب البناء يتراخى بالتواصل مع المهندس المشرف ويعتمد على ورشة البيتون، واليوم كل من يعمل بالبناء ويشيد هو من أصحاب الأموال غير الاختصاصيين، إضافة إلى أن المهندس لا يستطيع مادياً أن يقوم بذلك وحده وبالتالي يغض البصر عن الحضور أثناء هذا الإجراء أو ذاك.
نقيب المهندسين بطرطوس حكمت إسماعيل كشف لـ«الوطن» أنه خلال اجتماع النقابة مع محافظة طرطوس ونقابة المقاولين وجميع الجهات المعنية، طالبت نقابة المهندسين بإحداث وثيقة خاصة بإذن الصب في كل مرحلة لترفق بإضبارة العقار بهدف التأكد من وجود المهندس أثناء تلك الأذونات وحسن سير البناء ليتحمل الجميع مسؤولياته.
لافتاً إلى أنه على الوحدة الإدارية أن تكون حريصة على وجود الإشراف وغالباً الخلل بالمالك الذي لا يقيم اعتباراً للمهندس المشرف، وهو المفترض وجوده من الحفر إلى إذن صب القواعد ورقبات الأعمدة والقبو والجدران الاستنادية أي كل المراحل، ولكن الواقع غير ذلك.
وأشار إسماعيل إلى أنه بالمقابل فإن الأتعاب التي يتقاضاها المهندس باتت قليلة جداً وهي أقل من أتعاب أي عامل موجود بالورشة، إضافة إلى أن تكلفة تنقله ونقل الصبة إلى أي مخبر سيكلف المهندس في هذه الظروف أرقاماً كبيرة، وهو أمر يجب تعديله ولكن يحتاج لوقت طويل، داعياً أصحاب العقارات التي يتم بناؤها اليوم إلى تعلم الدرس مما حصل والتواصل مع المهندس المشرف في كل خطوة ليكون موجوداً لأن عمل (الباطنجي) ليس فنياً إطلاقاً.
سيرياهوم نيوز1-الوطن