آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » عادت أكشنار إلى مقعدها.. وخابت آمال إردوغان

عادت أكشنار إلى مقعدها.. وخابت آمال إردوغان

| حسن محلي

بعد اتفاق زعماء المعارضة التركية الستة، توقعت الاستطلاعات التي أجريت عبر الهاتف أن يحظى كمال كليجدار أوغلو بتأييد ما لا يقل عن 56-58% من الناخبين، ليفوز في الجولة الأولى على منافسه إردوغان.

بعد أقلّ من 72 ساعة، عادت زعيمة الحزب الجيد مارال أكشنار إلى مقعدها في الطاولة السداسية التي يجلس حولها زعماء الأحزاب الستة في تحالف الأمة المنافس لتحالف الجمهور الذي يتزعمه الرئيس إردوغان، والذي يضم حزب العدالة والتنمية والحركة القومية والوحدة الكبرى، ويحظى بتأييد أحزاب صغيرة أخرى.

جاء قرار أكشنار بالعودة إلى الطاولة بعد سلسلة من المشاورات والاتصالات واللقاءات التي أجراها زعماء الأحزاب الستة، والتي انتهت بلقاء زعيم الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو بزعيمة الحزب الجيد مارال أكشنار بشكل سري في أحد الفنادق بعيداً من الإعلام. وقيل إنهما اتفقا على صيغة جديدة للتعاون المستقبلي.

جاء هذا الاتفاق بعد لقاء رئيسي بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وبلدية أنقرة منصور ياواش مع أكشنار، إذ أعلن المتحدث باسم الحزب الجيد بعد هذا اللقاء أنها ستعود إلى الطاولة شرط أن يقوم كمال كليجدار أوغلو بعد انتخابه رئيساً للجمهورية بتعيين إمام أوغلو وياواش نائبين لرئيس الجمهورية، وهو ما لم يتحقَّق لها بعد مباحثات دامت أكثر من 4 ساعات في مقر حزب السعادة مع شركائها في التحالف.

وقد خرج زعيم حزب السعادة تامال كاراموللا أوغلو من الاجتماع ليعلن أمام آلاف المواطنين الذين تجمعوا أمام مقر الحزب أنَّ الزعماء الستة، وهم كليجدار أوغلو (الشعب الجمهوري) وأكشنار (الجيد) وكارا موللا أوغلو (السعادة) وباباجان (الديمقراطية والتقدم) وداوود أوغلو (المستقبل) وآونسال (الديمقراطي)، اتفقوا على “ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو لانتخابات الرئاسة باسم تحالف الأمة”.

وأضاف: “سيقوم كليجدار أوغلو بعد انتخابه رئيساً للجمهورية بتعيين زعماء الأحزاب الخمسة نواباً له، على أن يفكر في تعيين إمام أوغلو ومنصور ياواش أيضاً نائبين للرئيس في المرحلة المقبلة، والمقصود بذلك فترة ما بعد الانتخابات البلدية في آذار/مارس العام القادم”.

عودة أكشنار إلى التحالف وموافقتها على ما اعترضت عليه الجمعة الماضية كانت كافية لإصابة إردوغان بخيبة أمل كبيرة بعد فرحة غمرته دامت 72 ساعة فقط؛ فقد توقعت استطلاعات الرأي التي أجريت بعد انسحابها من تحالف الأمة أن يفوز إردوغان على كمال كليجدار أوغلو، بعدما تحطمت معنويات المواطنين المؤيدين لتحالف الأمة، وقال معظمهم إنهم لن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، وسيقاطعون الانتخابات استنكاراً لموقف أكشنار وما أدى إليه من حرب نفسية في تحالف الأمة.

هذا الرأي تغير فوراً بعد اتفاق الزعماء الستة، إذ توقعت الاستطلاعات التي أجريت عبر الهاتف أن كليجدار أوغلو سيحظى بتأييد ما لا يقل عن 56-58%، ليفوز في الجولة الأولى على منافسه إردوغان، بعدما أعلن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وكل الأحزاب اليسارية تأييدها لكليجدار أوغلو عندما اختلف مع أكشنار.

وقالت أوساط سياسية مقربة إلى أكشنار إنها كانت ضحية لمؤامرات قد يكون إردوغان خلفها، ما دفعها إلى التراجع عن قرارها الأول، بعدما بينت الاستطلاعات أن 63% من أنصار الحزب كانوا ضد قرار الانسحاب من التحالف.

ومع انتظار بيان الرئيس إردوغان الذي سيعلن يوم الجمعة الموعد النهائي للانتخابات، التي ستكون في 14 أيار/مايو، ما لم تؤجلها المفوضية العليا للانتخابات بسبب الزلزال الأخير، فقد بات واضحاً أن الأيام والأسابيع القليلة المقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت ما دام إردوغان لن يتقبل الهزيمة بسهولة، وهذا ما سيدفعه إلى استنفار كل إمكانياته وإمكانيات الدولة للاستمرار في خلق المشكلات لتحالف الأمة من الداخل، ومن ثم عرقلة الحملة الانتخابية للتحالف، الذي سيكون الانتصار من نصيبه في حال صمد وأثبت تكاتفه وتلاحمه.

وهنا، لا تخفي العديد من الأوساط قلقها وتخوفها من أن يلجأ إردوغان وإعلامه وحلفاؤه إلى لغة الوعيد والتهديد وتوتير الأجواء عشية الانتخابات، ولا تستبعد أن يلجأ إلى مقولاته الطائفية السابقة التي سيستهدف بها كليجدار أوغلو، باعتباره علوي المذهب.

ومن الممكن أن يسعى لشحن الشعور القومي العنصري المتطرف ضد حزب الشعوب الديمقراطي، بذريعة أنه امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يتهمه إردوغان بـ”الإرهاب”، كما يتهم كليجدار أوغلو “بالتحالف مع الإرهاب”، الذي يقصد به حزب الشعوب الديمقراطي، في محاولة منه لمنع الناخبين من التصويت له، بذريعة أنَّ ذلك خطر على الأمة والدولة التركية.

ولن يكون سهلاً بالنسبة إلى إردوغان إقناع الناخبين، لأن زعماء الأحزاب الخمسة التي أعلنت تأييدها لكليجدار أوغلو هم من السنة، وجذورهم قومية ودينية ومحافظة ويمينية، ومهمتهم إقناع الناخبين بأن كليجدار أوغلو ليس خطراً على الدولة والأمة التركية، كما يدَّعي إردوغان.

وفي جميع الحالات، ومع انتظار المفاجآت الداخلية، لن يهمل الرئيس إردوغان كل الطرق والوسائل التي ستساعده للفوز على كليجدار أوغلو، ولو اضطره ذلك إلى تجاهل أبسط معايير الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي، وسيعني ذلك إسكات جميع وسائل الإعلام المعارضة وحجب شبكات التواصل الاجتماعي، باعتبارها المنصات الأكثر تأثيراً في الشارع الشعبي بعدما سيطر على 90% من الإعلام الحكومي والخاص.

والمثير في الموضوع أنَّ بعض وسائل الإعلام الخاصة بدأ “يتودّد” إلى المعارضة، بعدما بات واضحاً أن كليجدار سيكون رئيساً للجمهورية. وعندما يتسلّم هذا الموقع، سينتقم منها جميعاً، وهو يقول إنه سيحاسب “اللصوص والفاسدين والمرتشين من أتباع إردوغان في مختلف القطاعات”، بعدما توقعت مصادر الشعب الجمهوري أن يقيل فور انتخابه جميع المسؤولين الكبار الموالين لإردوغان، وأهمهم الوزراء، وفي مقدّمتهم الدفاع والخارجية والداخلية والعدل ورئيس الاستخبارات ومحافظ البنك المركزي ورئيس المجلس الأعلى للإعلام والمجلس الأعلى للقضاء وآخرون في هذا المستوى.

ومع انتظار الكثير من المفاجآت على الصعيد الداخلي، لن يهمل الرئيس إردوغان أيّ حسابات خارجية يعتقد أنها ستساعده على الفوز في الانتخابات. وقد بات واضحاً أن تركيا، بإردوغان أو من دونه، ستبقى أهم بلد في مجمل حسابات روسيا وأميركا والعواصم الأوروبية، وحتى الخليجية، التي يبدو أنّها تريد لإردوغان أن يبقى في السلطة لمبررات تقليدية ما دامت أنقرة كانت، وما زالت، العدو التقليدي والتاريخي لإيران، ولولا تركيا، في سنوات “الربيع العربي”، لكانت في وضع آخر في سوريا والعراق، وعبرهما في لبنان واليمن والمنطقة عموماً.

وقد بات واضحاً أنَّ تركيا قد تشهد تحولات مثيرة في حال انتصار كليجدار أوغلو، الذي سبق أن طرح فكرة إنشاء منظمة السلام والتعاون الشرق الأوسطي لتضم تركيا وإيران وسوريا والعراق، بهدف حل مشكلات الدول الأربع عبر الحوار والتنسيق والتعاون المشترك، من دون السماح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤونها، وعبرها في المنطقة عموماً.

 

سيرياهوم نيوز3 – الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السفيرة الأميركية تدعو «السياديّين» إلى التحرك: انتفضوا في وجه حزب الله… أطلقوا حملة «كفى»

        إلى جانب العمل الأمني المكثف الذي يقوم به فريق ضخم من ضباط الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) انطلاقاً من مقر السفارة الأميركية ...