| مصعب أيوب
انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية المجتمعية الملقاة على عاتق الفن والفنانين وضمن مبادرة إنسانية عكست تلاحم وتعاضد الشعب السوري في الأزمات والكوارث وبحضور السفير اليمني عبد الله علي صبري نظم اتحاد الفنانين التشكيليين بالتعاون مع فريق «بصمات إنسانية» معرضاً فنياً بعنوان «الأم» وذلك ضمن صالة الشعب بشارع الفردوس في دمشق عند الساعة الثالثة ظهراً أمس بمشاركة ما يقارب 65 فناناً تشكيلياً ورصد ريعه بالكامل للمتضررين من الزلزال.
واجب إنساني
السفير اليمني عبد الله علي صبري أكد أهمية هذا المعرض الذي يعبر عن الحالة التي تعيشها سورية اليوم ولاسيما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سورية مؤخراً.
وأشار إلى أنه من دواعي سروره وجود لوحات تبث روح الأمل والفرح وألوان الحياة المختلفة إلى جانب اللوحات التي عبرت عن حالة الحزن والدمار والفقد.
وأكد أن الفنانين يقومون بواجبهم الإنساني تجاه إخوتهم وأبناء بلدهم فكانوا جنباً إلى جنب مع المنكوبين من خلال الريشة والورق والألوان.
مستوى واحد
من جانبه أوضح أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أن المعرض جاء ثمرة تواصل استمر قرابة الأسبوعين مع الفنانين التشكيليين ضمن دمشق ومحافظات أخرى.
وبيّن أن الفنانين جميعهم على مستوى واحد ولم يتم التفريق بين فنان قديم أو حديث في الاتحاد أو بين فنان صاحب رصيد كبير من الأعمال وفنان مبتدئ وكل من تقدم بالمشاركة تم قبوله فوراً وعرضت أعماله.
وأشار إلى أن الموضوعات التي قدمتها اللوحات عبرت عما يدور بداخل كل فنان لتعكس نظرته الخاصة للأحداث التي عاشتها سورية خلال 12 عاماً من حرب ودمار وخراب ليأتي الزلزال الأخير ويكمل ما تبقى فينا من قوة، فقد اعتمد البعض على الورد والتفاؤل بينما اعتمد آخرون على الدم والنار والانكسار مشيراً إلى ضرورة إظهار ما هو مطمئن وجميل لاستمرار الحياة.
هدف إنساني نبيل
وأوضحت الدكتورة قتادة الزبيدي أن اتحاد الفنانين التشكيليين قدم كل الدعم والمساعدة من منطلق الألم الذي جمع كل أبناء سورية، ونوهت بأن هذه الفعالية ذات هدف نبيل وإنساني تظهر التكاتف والتعاضد لدى أبناء الخليط السوري.
وأشارت إلى أن فريق بصمات إنسانية يسعى دائماً إلى تقديم ما يمكن بالتعاون مع أي جمعية أو نقابة أو اتحاد.
دعم متنوع
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح الدكتور بهجت عكروش رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مبدعين من أجل وطن» أن لمثل هذه الفعاليات أهمية عالية ولاسيما أن الدعم النفسي له دور كبير وضروري للمنكوبين.
وشدد على أن الفنان يقدم الدعم من خلال رسوماته وإنتاجاته الفنية كما للطبيب وسيلته الخاصة للمساعدة وكما للمهندس أدواته أيضاً.
وأشار إلى أن بعض اللوحات تظهر آثار الزلزال السلبية على العقول والقلوب، فنحن بذلك نعبر عن تكاتفنا مع بعضنا بعضاً لأننا مطالبون بالوقوف إلى جانب المنكوبين جميعاً وإنما كل حسب اختصاصه وضمن المستطاع والإمكانيات المتاحة لديه، فهذا الدعم له أهمية عالية على الصعيد النفسي والاجتماعي.
محاولات متواضعة
كما أكد الفنان التشكيلي بسام الحجلي أن للفنان دوراً مهماً في إبراز معاناة الإنسان لأنها مهمة أخلاقية في حال الأزمات والكوارث لتقديم ما يستطيعه من مساعدة في محاولة بسيطة لإضاءة نور بسيط وسط الظلام الذي تعيشه المنطقة.
وعن لوحته التي شارك فيها ضمن المعرض، قال: «إنها تمثل حالة أنثى تفترش الأرض على حافة الطريق تحت سقف الوطن الذي يحتضن الجميع مبيناً أنها تظهر حالة الانكسار لدى الإنسان».
فن وجداني
كما أشار الفنان موفق مخول إلى أنه معرضٌ للمحبة، فالرسومات المعروضة ليست فقط لوحات وإنما علاقات إنسانية طيبة.
وأضاف: إن الفن ليس فقط صالونات وإنما هو حالة تعبيرية ووجدانية تظهر اليوم مدى حب السوري لأخيه السوري، فالفن رسالة إنسانية بحتة.
وأشار إلى الأعمال المشاركة في المعرض مزجت بين الجمال والحب والعطاء في خطوة لتغذية الروح مؤكداً أن هذا واجب إنساني على الفنان, فالمعرض اختزل الحدود التي باعدت بين أبناء المجتمع السوري تحت سقفه بالإنتاجات الفنية التي عرضها الفنانون تضامناً مع متضرري الزلزال معبرين عن ذلك من خلال مواهبهم لإبراز دورهم الإنساني.
يذكر أن المعرض سيستمر حتى يوم الخميس 9 آذار.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن