آخر الأخبار
الرئيسية » قضايا و تحقيقات » “العقبة” لا تنام على أكتاف “نيوم”.. بعد لُغز “الطّماطم والرمّان” 3 أردنيين قُبض عليهم ضمن شبكة “مخدرات يمنية”.. شفافية سعودية بإيحاء سياسي – أمني والمُشكلات بين “المملكتين” تتفاقم بالإيحاء والإجراء

“العقبة” لا تنام على أكتاف “نيوم”.. بعد لُغز “الطّماطم والرمّان” 3 أردنيين قُبض عليهم ضمن شبكة “مخدرات يمنية”.. شفافية سعودية بإيحاء سياسي – أمني والمُشكلات بين “المملكتين” تتفاقم بالإيحاء والإجراء

لفتت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” في إطار خط واتجاه واضحين الأنظار إلى القبض مؤخرا على ثلاثة مواطنين أردنيين ضمن عشرات الأشخاص الذي القى حرس الحدود السعودي القبض عليهم في عملية موسعة لمكافحة المخدرات مؤخرا، وأعادت مواقع صحفية أردنية نشر التقارير الإخبارية الصادرة عن الإعلام السعودي عن إحباط كمية ضخمة من المخدرات على الحدود اليمنية السعودية.

تحدّثت سلطات حرس الحدود عن عشرات الملايين من حبوب الكبتاغون والهلوسة تم ضبطها أمس الأول وعن كمية عملاقة بسلسلة عمليات تكافح تهريب المخدرات وبين المتاجرين والمهربين بعض الآسيويين واليمنيين اضافة الى ثلاثة أردنيين لم يكشف النقاب عن هويتهم.

الإنطباع السريع في عمان يشير إلى أن سببا ما يدفع السلطات السعودية لمزيد من الشفافية خلافا للعادة في الكشف عن عمليات تهريب المخدرات ومكافحتها ويبدو أن السبب نفسه يحاول لفت النظر او تسليط الضوء بشفافية غير معتادة على لمسات أردنية حصرا في هذا الاتجاه.

قبل تعداد هوية الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم في عملية اليمن أثار شريط فيديو بثته قوات حرس الحدود واعد بعناية جدلا واسعا في الأردن لأنه – أي شريط الفيديو – أُعدّ بطريقة فنية ومهنية غامضة الأهداف وبث لقطات عن شاحنة عملاقة تحمل الخضار تم ضبط كمية كبيرة من الحبوب المخدرة فيها.

التقرير الإعلامي السعودي هنا لم يُشر صراحة إلى شاحنة أردنية، لكنه تحدّث عن ضبط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة تم اخفائها في شاحنة طماطم ورمان حاولت العبور إلى السعودية عبر منطقة حدود حديثة وهي منطقة حدودية يعرف الجميع أن فيها مركزا جمركيا كبيرا بمُحاذاة الأردن.

الفيديو الإعلامي المُتقن صوّر الشاحنة وتفاصيل  شحنتها من الطماطم والرمان وكيفية عملية التهريب كما صور رجال الجمارك السعوديين وهم يضبطون الواقعة بصورة توحي ضمنا بأن الشاحنة إن لم تكن أردنية فهي قادمة من الأردن.

في تلك الواقعة حصرا المرتبطة بالطماطم والرمان لم يشر البيان السعودي الرسمي إلى المملكة الأردنية أو حدودها لكن تم ترويجه بكثافة على منصات التواصل وأثار جدلا كبيرا في عمان اضطرت معه وزارة الزراعة لإصدار تصريح علني تنفي فيه أن تكون تلك الشاحنة التي ضبطتها السلطات السعودية أردنية والمقصود أنها ترانزيت وفهم ضمنا بأنها عبرت من الأردن إلى السعودية ومصدرها الاساسي لبنان على الأرجح.

في المحصلة لاحظ المراقبون السياسيون بأن السلطات السعودية تكثر من الإيحاء إلى الأردن في سلسلة من البيانات الجمركية والأمنية التي تتحدث عن المخدرات.

وهو أمر لم يكن يحصل سابقا ويُحاول برأي دبلوماسيين غربيين  إنتاج إنطباع بأن التقنيات السعودية في مكافحة المخدرات تخدم  وبقوة وفيها ما يكفي من الاحتراف وبأن بعض نشاطات التهريب قد يكون مصدرها الأراضي الأردنية فيما مهربين أردنيين يُشاركون هُنا أو هُناك؟

السيناريو الإعلامي السعودي يسعى ضمنا الى تحجيم وتقليص الرواية التي تقول بأن السلطات الأردنية هي الأساس في حماية السعودية من هجمات المخدرات وهو أمر يعكس مسالة كانت قد اثارت خلافات خلف الستائر بين مسؤولين من البلدين.

الإيحاءات السعودية هنا تضمنت رسائل واضحة تساند انطباع عن تلك الخلافات وجرعة الشفافية الإعلامية السعودي في السياق تعكس رغبة بالرد على رواية أردنية رسمية منذ سنوات وهو أمر يزيد المؤشرات على أن أزمة حقيقية لم يعد من الممكن إنكارها بالمعاني السياسية والأمنية تتفاعل بصمت بين المملكتين.

الأزمة لها جذورها السياسية ولا ترتبط بالخلافات تهريب المخدرات فقط وأغلب التقدير أن فيها جوانب مرتبطة بضعف التعاون بين مشاريع نيوم السعودية وجارتها مدينة العقبة الاردنية  حيث الاتصالات في السياق تجمدت مؤخرا ولم يلتحق إلا مشروع سياحي خاص واحد حتى الآن في العقبة بمشاريع نيوم.

وكانت عدّة لجان استشارية قد بحثت عن تفاهمات للتعاون بين مدينتي نيوم والعقبة ووضعت خططا لم تطبق حتى الآن وأهمها تلك الخطة القاضية بأن توفر منشآت العقبة مرافق إقامة سياحية لنخبة من كبار المهندسين والعاملين في نيوم وعائلاتهم لكن مصدر مطلع من الجانب الأردني أبلغ “رأي اليوم” مؤخرا بأن مدينة العقبة لم تشتبك أو تنام بعد تفصيليا على كتفيّ مدينة نيوم كما تقرّر في السابق.

فوق ذلك الجدال الذي حصل في اجتماعات البرلمان العربي الأخيرة في بغداد بين برلمانيين كبار من الجانبين يعكس خلافا خصوصًا وأن تداعيات هذا الخلاف البرلماني مستمرة حتى اللحظة فيما تشكّل الإفصاحات الإعلامية السعودية بخصوص جزئية المخدرات حصرا لغزًا وسُؤالًا فارقًا.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قلق إسرائيلي من قرار “الجنائية الدولية”: تفاصيل الاتهامات سرية وتُعرّض المسؤولين لخطر الاعتقال

صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تشير إلى أنّ المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بالقلق بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، ولاسيما أنّ تفاصل ...