مازن حماد:الجهات الحكومية المعنية تتحمل المسؤولية في الفترة السابقة
د.يونس علي:القانون يشجع لكن العقبات كثيرة وعلى الجميع التعاون لحلها
*هيثم يحيى محمد
في ظل التقنين الكبير للكهرباء وآثاره السلبية على كل شيئ في بلدنا وفِي ظل الواقع الصعب لمحطات التوليد ومتطلبات تأهيل العديد منها وتأمين الطاقة لتوليد الكهرباء تبرز اهمية الاتجاه الى الطاقات المتجددة من طاقة الرياح الى الطاقة الشمسية الى الصخر الزيتي …الخ
لكن رغم هذه الاهمية والضرورة ورغم توجه الدولة وتوجيهاتها بخصوص توليد الكهرباء من مشاريع الطاقات المتجددة منذ ماقبل الأزمة عبر اصدار التشريع اللازم وغيره نجد ان حاصل التنفيذ على ارض الواقع مازال ضعيفاً جداً جداً لأسباب ذاتية تتعلق بأداء القائمين على وزارة الكهرباء والجهات العائدة لها والجهات الوصية او المشرفة عليها ،أكثر مما تتعلق بأسباب موضوعية ..الخ
لكن رغم هذه الاهمية والضرورة ورغم توجه الدولة وتوجيهاتها بخصوص توليد الكهرباء من مشاريع الطاقات المتجددة منذ ماقبل الأزمة عبر اصدار التشريع اللازم وغيره نجد ان حاصل التنفيذ على ارض الواقع مازال ضعيفاً جداً جداً لأسباب ذاتية تتعلق بأداء القائمين على وزارة الكهرباء والجهات العائدة لها والجهات الوصية او المشرفة عليها ،أكثر مما تتعلق بأسباب موضوعية ..الخ
امام هذا الواقع حاولنا في هذه المادة معرفة الأسباب الحقيقية لهذا التقصير والتأخير اضافة لمعرفة العقبات التي حالت وتحول دون التوسع في اقامة مشاريع الطاقات المتجددة وذلك من مستثمر اول مشروع كبير للطاقة الشمسية بطرطوس،ومن ثم حصلنا على وجهة نظر الجهة المعنية في الوزارة وعلى مقترحاتها لتفعيل هذه المشاريع
*6 ميغا بطرطوس
البداية كانت من تجربة السيد مازن انيس حمّاد حيث أكد انه قام بتركيب منظومات لتوليد الكهرباء بالاعتماد على الطاقة الشمسية باستطاعة 6.2 ميغاوات في محافظة طرطوس بغرض دعم الشبكة العامة الكهربائية في العامين 2018 و 2019 وهي في الخدمة منذ سنة تقريباً مشيراً الى إن هذه المنظومات تنتج حوالي 10 غيغاوات ساعي سنوياً وأنها خففت عبئاً على الشبكة لحوالي 2500 منزل مضيفاً انه في حال طرح الكلفة الحقيقة التي تدفعها وزارة الكهرباء مقابل توليد كل كيلووات ساعي (أي 250 ليرة سورية) من كلفة شراء كل كيلووات ساعي منتج من الطاقات المتجددة (أي 145 ليرة سورية) يكون الوفر السنوي الذي تحققه هذه المنظومات على خزينة الدولة نحو مليار ليرة سورية، يتم انفاقه كدعم لسعر الكهرباء.
*عقبات
وعن العقبات التي حالت دون إقامة مشاريع اخرى من قبله رغم حصوله على التراخيص اللازمة لها اكد حمّاد ان
أهم العقبات التي واجهته هي تصرفات المعنيين في وزارة الكهرباء والحكومة السابقة حيث تم إيقاف منح التراخيص من قبلهم لمدة تسعة أشهر في العام الماضي، وبعدها تمت عرقلة التراخيص حيث أصبح الحصول على الترخيص يحتاج إلى أربعة أشهر من العمل الروتيني، علما بأن تجربته -كما يقول- كانت تجربة ناجحة بدون أية عراقيل، ليفاجأ بعد ذاك بإعلان استراتيجيه وضعت من قبل وزارة الكهرباء وبرعاية رئاسة مجلس الوزراء كان الغرض منها استبعاد القطاع الخاص من الاستثمار في هذا المجال بغرض جعل وزارة الكهرباء تتفرد بهذه المشاريع لغرض المحسوبيات والعمولات.!!
*مشاريع منتظرة
وعندما قلنا له ان العديد من المستثمرين حصلوا على تراخيص لإقامة مشاريع طاقة شمسية لكنهم لم ينفذوها ولم تعد لديهم نية لذلك..وسألناه عن الأسباب اوضح انه مع غياب التمويل اللازم لهذه المشاريع الحيوية لا يمكن لأحد تغطية التكلفة 100 % من التمويل الخاص. كذلك فإن قرار تخفيض سعر شراء الكيلواط الساعي من مصادر التوليد بالطاقة الشمسية بنسبة 34% ادى إلى زيادة فترة استرادد الكلفة الى 9 سنوات و مع غياب التمويل من المصارف اصبح القيام بمثل هكذا مشاريع غير مجد على الأطلاق. رغم الأبعاد الإجتماعية والإقتصادية لمشاريع الطاقة الشمسية التي لاتدركها الحكومة جيداً فو كانت تدركها قولاً وفعلاً لعملت على الإكثار من هذه المشاريع كما حصل في مصر وغيرها مضيفاً إن هذه المشاريع تتيح الفرصة للمستثمرين من القطاع الخاص المشاركة في بناء البنية التحتية للشبكة الكهربائية وتفسح المجال للعديد من الفرص الاستثمارية لأصحاب رؤوس الأموال البسيطة وتحقق وفورات كبيرة على خزينة الدولة وتؤمن فرص عمل للعاملين في هذا المجال وتساعد في تحقيق الأمن الطاقي خاصة في الظروف الحالية.
* متطلبات النجاح
وعن متطلبات النجاح في اقامة مشاريع طاقة متجددة في بلدنا خاصة الطاقة الشمسية من قبل القطاع الخاص عدد حمّاد هذه المتطلبات ومنها اشراك القطاع الخاص بشكل أساسي في هذه المشاريع كونه أكثر كفاءة من القطاع العام في حال قام بتنفيذ نفس المشاريع ،وتوفير التمويل اللازم لها وتبسيط إجراءات الترخيص واعتماد رؤية عملية من قبل وزارة الكهرباء بحيث يكون سعر الشراء مشجعاً للاستثمار في هذا المجال، فعلى سبيل المثال، حقق الأردن قفزة نوعية في مجال الطاقة الشمسية من خلال سياسة التسعير الواقعية وإتاحة الفرصة لأي شخص بالقيام بهذه المشاريع دون وجود أية شروط
* بحوث الطاقة
ولأستكمال الصورة التقينا الدكتور يونس علي مدير بحوث الطاقة الذي اشار بداية الى ان سورية تعتبر من اوائل الدول العربية التي بدأت بالتوجه نحو الطاقات المتجددة ولاسيما الطاقة الشمسية والريحية حيث بوشر بتنفيذ الخطط في هذا المجال منذ عام 2009 و2010 وتم الاعلان عن ثلاثة مشاريع الاول مزرعة ريحية باستطاعة 100 ميفاواط في منطقة السخنة شرقي حمص والمشروع الثاني مزرعة ريحية باستطاعة 50 ميغاواط في قطينة والمشروع الثالث محطة كهروضوئية باستطاعة 1000 كيلوواط في منطقة الدير علي بريف دمشق الا ان هذه المشاربع لم يستكمل تنفيذها وتوقفت الشركات الاجنبية التي كان من المفترض ان تقوم بها متذرعة بالاحداث التي بدأت في سورية خلال الربع الاول من عام 2011 ؛ ولكن على الرغم من ذلك وخلال سنوات الحرب تم الاستمرار بتنفيذ بعض المشاريع الصغيرة سواءا التي نفذت من قبل وزارة الكهرباء والجهات التابعة لها او المشاريع التي نفذها القطاع الخاص وفق احكام قانون الكهرباء رقم 32 لعام 2010 بهدف بيع الكهرباء الى شركات الكهرباء في المحافظات باسعار تشجيعية او التي نفذت كمشاريع مستقلة عن الشبكة بهدف تأمين التغذية الكهربائية لبعض مستهلكي الطاقة ولاسيما في مجال ضخ المياه وغيرها وحسب التقديرات فان اجمالي استطاعة هذه المشاريع ربما يصل الى حوالي 50 ميغاواط منها حوالي 12 ميغاواط وفق قانون الكهرباء والباقي كمنظومات مستقلة عن الشبكة العامة
وأضاف علي ان الطاقة الكهرومائية تعتبر احد مصادر الطاقات المتجددة؛ والمحطات الكهرومائية الموجودة على ثلاثة سدود على مجرى نهر الفرات من اهم المشاريع في هذا المجال حيث تبلغ الاستطاعة المركبة للعنفات الكهرومائية حوالي 1500 ميغاواط.وكانت تنتج سنويا قبل الحرب حوالي 3 مليار كيلوواط ساعي .ولكن حاليا يلاحظ اقبال لا بأس به من قبل القطاع الخاص لتنفيذ مشاريع جديدة لانتاج الكهرباء وبيعها الى شركات الكهرباء بعقود شراء لمدة 25 سنة وباسعار تشجيعية ؛حيث تقدر الاستطاعة الاجمالية للمشاريع التي حصلت على تراخيص لاقامتها من قبل وزارة الكهرباء حوالي 100 ميغاواط.
> بالاضافة الى عدة مشاريع معلن عنها حاليا من قبل الوزارة والجهات التابعة لها لتنفيذها على اساس مفتاح باليد مع تسهيلات دفع مع العلم ان بعض هذه المشاريع قيد التتفيذ او تم توقيع عقودها او قيد الاعلان
وأضاف علي ان الطاقة الكهرومائية تعتبر احد مصادر الطاقات المتجددة؛ والمحطات الكهرومائية الموجودة على ثلاثة سدود على مجرى نهر الفرات من اهم المشاريع في هذا المجال حيث تبلغ الاستطاعة المركبة للعنفات الكهرومائية حوالي 1500 ميغاواط.وكانت تنتج سنويا قبل الحرب حوالي 3 مليار كيلوواط ساعي .ولكن حاليا يلاحظ اقبال لا بأس به من قبل القطاع الخاص لتنفيذ مشاريع جديدة لانتاج الكهرباء وبيعها الى شركات الكهرباء بعقود شراء لمدة 25 سنة وباسعار تشجيعية ؛حيث تقدر الاستطاعة الاجمالية للمشاريع التي حصلت على تراخيص لاقامتها من قبل وزارة الكهرباء حوالي 100 ميغاواط.
> بالاضافة الى عدة مشاريع معلن عنها حاليا من قبل الوزارة والجهات التابعة لها لتنفيذها على اساس مفتاح باليد مع تسهيلات دفع مع العلم ان بعض هذه المشاريع قيد التتفيذ او تم توقيع عقودها او قيد الاعلان
قانون مهم ومشجع
* ورداً على سؤالنا المتعلق بالأسباب التي حالت وتحول برأيه كمدير مركز دون قيام العديد من مشاريع توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة ..وفيما اذا كانت تتعلق بالقوانين النافذة ام بسوء الاجراءات التنفيذية في الوزارة او الوزارات المعنية ام بعدم الجدوى الاقتصادية ام بغير ذلك أجاب الدكتور علي بالقول أنه في معظم دول العالم التي انتشرت فيها الطاقات المتجددة كان الدور الابرز في ذلك للقطاع الخاص وذلك من خلال سن واصدار تشريعات للتشجيع على ذلك ومن هذا المنطلق صدر القانون رقم 32 لعام 2010 الذي يعرف بقانون الكهرباء والذي يهدف بالدرجة الاولى الى افساح المجال للقطاع الخاص بالاستثمار في مجال توليد الكهرباء وخاصة باستخدام المصادر المتجددة.
وأكد ان هذا القانون هيأ البيئة القانونية المناسبة لتشجيع الاستثمار الخاص الا اننا نعلم ان راس المال – كما يقال -جبان..لذلك خلال سنوات الحرب للاسف كان الاقبال من قبل القطاع الخاص خجولا ومتواضعا ويمكن القول بانه معدوم ولاسيما خلال الفترة مت عام 2011 وحتى عام 2016 علماً ان الاسعار التشجيعية التي اعتمدت حينها كانت مرتفعة جدا ومشجعة الا انه للاسباب التي ذكرتها لم ينفذ اي مشروع من قبل القطاع الخاص.
* ورداً على سؤالنا المتعلق بالأسباب التي حالت وتحول برأيه كمدير مركز دون قيام العديد من مشاريع توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة ..وفيما اذا كانت تتعلق بالقوانين النافذة ام بسوء الاجراءات التنفيذية في الوزارة او الوزارات المعنية ام بعدم الجدوى الاقتصادية ام بغير ذلك أجاب الدكتور علي بالقول أنه في معظم دول العالم التي انتشرت فيها الطاقات المتجددة كان الدور الابرز في ذلك للقطاع الخاص وذلك من خلال سن واصدار تشريعات للتشجيع على ذلك ومن هذا المنطلق صدر القانون رقم 32 لعام 2010 الذي يعرف بقانون الكهرباء والذي يهدف بالدرجة الاولى الى افساح المجال للقطاع الخاص بالاستثمار في مجال توليد الكهرباء وخاصة باستخدام المصادر المتجددة.
وأكد ان هذا القانون هيأ البيئة القانونية المناسبة لتشجيع الاستثمار الخاص الا اننا نعلم ان راس المال – كما يقال -جبان..لذلك خلال سنوات الحرب للاسف كان الاقبال من قبل القطاع الخاص خجولا ومتواضعا ويمكن القول بانه معدوم ولاسيما خلال الفترة مت عام 2011 وحتى عام 2016 علماً ان الاسعار التشجيعية التي اعتمدت حينها كانت مرتفعة جدا ومشجعة الا انه للاسباب التي ذكرتها لم ينفذ اي مشروع من قبل القطاع الخاص.
لكن مع بدء استعادة الامن والامان وتحرير مناطق جغرافية من قبل الجيش العربي السوري واصبح المناخ الامني الى حد كبير في مناطق واسعة متاح لوحظ مباشرة القطاع الخاص على اقامة مشاريع طاقات متجددة وفق القانون 32 لعام 2010 بغرض بيع الكهرباء المتتجة منها الى شركات الكهرباء؛ حيث بلغ عدد المشاريع المنفذة والمربوطة مع الشبكة حوالي 45 مشروعا وهناك عشرات المشاريع قيد التنفيذ حاليا.
*ضرورة ايجاد آلية للتمويل
رغم هذا الكلام يعترف مدير المركز بأن حجم المشاريع المنفذة بالمقارنة مع الطموح مازال متواضعا للاسباب التي ذكرها وهي اسباب موضوعيةبرأيه إضافة الى الاسباب التي ذكرتها ولاسيما العامل الامني مشيراً الى ان هناك امر مهم جدا لابد من توفره لانتشار هذه المشاريع الا هو توفر اليات محددة لتمويل هذه المشاريع مع ضرورة الاستقرار في القطاع النقدي؛ وهنا يجب ان يكون للقطاع المصرفي دورا بارزا وواضحا وشفافا في هذا المجال والذي لم نلحظ له هذا الدور في الفترة السابقة حيث انه يجب ان تكون هناك سياسة تمويل واقراض مستقرة وموثوقة لهذه المشاريع وان تعطى فرصة الاقراض لكافة المستثمرين الراغبين بالاستثمار في مجال الطاقات المتجددة ووفق اسس واضحة وشفافة.
*مقترحات
وعن مقترحاته لزيادة مشاريع الطاقات المتجددة في بلدنا خاصة الطاقة الشمسية قال الدكتور يونس علي :
اعتقد ان العوامل اللازمة لانتشار مشاريع الطاقات المتجددة لناحية توفر الكمون المتاح منها في القطر وخاصة طاقة الشمس والرياح وكذلك لناحية توفر البيئة التشريعية التي تحفز وتشجع على الاستثمار فيها وكذلك لناحية توفر الارارة الحكومية من خلال اعتماد توجهات وخطط وبرامج في هذا المجال ويبقى امر يجب ان نركز عليه وهو غير متوفر بالشكل المطلوب وهو اعتماد اليات واضحة لتمويل هذه المشاريع من خلال منح القروض اللازمة لتحقيق ذلك وفق اسس محددة ومشجعة…
*ايجابيات وسلبيات
ويختم مدير بحوث الطاقة حديثه ل(الثورة)بالقول ان الإيجابيات في موضوع الطاقات المتجددة تكمن فيما يلي( كمون طاقات متجددة متوفر- قوانين وتشريعات مناسبة ومقبولة-توجه حكومي واضح ومشجع نحو الطاقات المتجددة )اما العقبات التي تقف في وجه اقامة هذه المشاريع فهي(عدم توفر اليات واضحة لتمويل مشاريع الطاقات المتجددة وضعف مساهمة القطاع المصرفي في هذا المجال. – عدم استقرار القطاع النقدي وعدم استقرار اسعار الصرف ووجود فجوة كبيرة بين سعر الرسمي والسعر الموازي – تذبذب اسعار تجهيزات الطاقات المتجددة في السوق المحلية – ظهور بعض الصعوبات في استيراد بعض التجهيزات من الخارج بسبب العقوبات الاقتصادية.)
ختاما
هذا الملف نضعه بتصرف وزير الكهرباء ورئاسة الحكومة املين إيلاءه الاهمية القصوى علنا نشهد المزيد من مشاريع توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة الأكثر جدوى من التوليد التقليدي في كل المجالات خاصة وان العديد من الدول باتت تعتمد عليها بنِسَب مرتفعة تصل في بعضها لأكثر من سبعين بالمئة كما في ألمانيا ودول اخرى
(سيرياهوم نيوز-الثورة3-10-2020)