الشخصية الأمريكية تبدو واضحة العالم وبلا رتوش هذه الأيام بصفة خاصة، وعبر تاريخ هذه الدولة المفترض أن تكون (عظمى) لكنها بكل المفاهيم الإنسانية دولة تدعي العظمة وهي الدولة الأكثر سفكاً للدماء في التاريخ كله.
دولة تقودها وحوش بشرية، وتسودها “عقيدة” التوحش وتمارس الوحشية بكل أشكالها ضد بني الإنسان، وتدلل كلابها وقططها، وتقيم لهذه الحيوانات “مآتم رسمية” ومقابر فردية، لكنها تدفن البشر في مقابر جماعية!
الولايات المتحدة الأمريكية تسببت بوفاة ملايين البشر، بدءاً من سكان القارة الأمريكية الأصليين، وصولاً إلى العرب مروراً باليابان وفيتنام وجنوب شرق آسيا وأفغانستان وأوربا وإفريقيا، و”الحساب يجمع”!.
ألا يكفي أن نتذكر مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين اللتين قصفتهما الولايات المتحدة بقنبلتين ذريتين، فأبادت قرابة نصف مليون شخص بلمح البصر حتى نقدم دليلاً واحداً كارثياً على الوحشية الأمريكية؟.
ألا يكفي أن نذكّر بإبادة شعب القارة الأمريكية الأصليين حتى نتأكد من تلك الوحشية؟ وللعلم، فإن هؤلاء السكان الأصليين والباقي منهم حتى اليوم نحو أربعة ملايين نسمة يعاملون كالحيوانات ويعيش قسم كبير منهم في(محميات)! نعم محميات تشبه تلك التي تعيش فيها الحيوانات، محرومين من الطبابة وكل ضروريات الحياة لأي كائن بشري!.
اليوم نتذكر كوبا، والحصار الذي دام أكثر من نصف قرن، وهو حصار يشبه حصار العراق وإيران وسورية والتي زادت الضغوط والحصار عليها استناداً إلى ما أطلقوا عليه تسمية “قانون قيصر” والذي سيزيد من معاناة السوريين ويطول كل متطلبات الحياة من غذاء ودواء وطاقة وتكنولوجيا، إذ إن حاكم البيت الأبيض المجنون يعمل بكل السبل وأكثرها قذارة على إفقار السوريين!
لا ننسى أن العقوبات والحصار الذي سبق أن فرض على العراق تسبب في موت نحو مليون طفل عراقي بسبب نقص وندرة الأدوية والحليب وسوى ذلك، وهذه وحدها تعتبر جريمة بحق الإنسانية جمعاء.
هذا جانب من الوحشية والتوحش الأمريكي، وهناك جانب يتمثل في إرهاب الدولة، الذي ينطبق على الولايات المتحدة وساستها من “ألفهم إلى يائهم”، والمثير في الأمر أن الولايات المتحدة راهنت على الإرهاب في كل مكان من العالم، وبالعودة إلى التاريخ نرى أنه أشرفت على معظم –إن لم نقل جميع– التنظيمات الإرهابية في أميركا اللاتينية وآسيا والمنطقة العربية.
هنا نعود إلى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي اعترفت في كتابها (خيارات صعبة) بأن الولايات المتحدة هي التي أنشأت تنظيم “داعش” الإرهابي بهدف تقسيم منطقة الشرق الأوسط، من دون أن ننسى الوزيرة السابقة كوندليزا رايس التي تحدثت عن “الشرق الأوسط الجديد” الذي يبدأ بتغيير خريطة المنطقة وتقسيمها على أسس دينية ومذهبية وعرقية لتبقى “إسرائيل” هي الوحيدة المتماسكة لــ”تمسك” المنطقة سياسياً واقتصادياً وأمنياً وغير ذلك؟.
ومادامت الولايات المتحدة اعترفت صراحة بأنها أسست “داعش” وقبله تنظيم “القاعدة”، فإنها هي من أمر بتنفيذ كل الجرائم والمجازر الوحشية بحق السوريين والعراقيين والعرب أجمع اليوم؟ فهل عرفتم من هو الوحش الحقيقي.. والعنصري الحقيقي الذي يقدم أوراقه للعام.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)